من روائع الإعجاز في القرآن الكريم

الغراب يدفن موتاه

1 يناير 1970 01:10 ص
لقد اختار الله سبحانه وتعالى الغراب ليعلم الانسان كيف يدفن موتاه.

ورد ذكر الغراب في القران الكريم في سورة المائدة: قال تعالى: «وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ اِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَر**ِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ اِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطتَ اِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي اِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ اِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) اِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِاِثْمِي وَاِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ (31)»،

تثبت هذه الآيات الكريمة الآتي:

ان أول جريمة قتل نفس بشرية كانت بين ابني آدم (الأخوين قابيل وهابيل) حينما قتل قابيل أخاه هابيل والسبب هو ابليس وحسده وحقده وكرهه لآدم وذريته- أعاذنا الله واياكم من شر ابليس - وان الله عز وجل بعث غراباً ليعلم بني آدم دفن موتاهم ولم يبعث طائرا آخر.

اذا دور الغراب في هذه القصة هو تعليم الانسان كيف يدفن موتاه

فلماذا أختاره الله سبحانه من دون المخلوقات ليكون المعلم الأول للانسان ؟؟!!!

وقد أثبتت الدراسات العلمية ان الغراب هو أذكى الطيور وأمكرها على الاطلاق، ويعلل ذلك بان الغراب يملك أكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة الى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة.

ومن بين المعلومات التي أثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان محاكم الغربان وفيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى.

ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها:

فجريمة اغتصاب طعام الفراخ الصغار: العقوبة تقضي بان تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزا عن الطيران كالفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها.

وجريمة اغتصاب العش أو هدمه: تكتفي محكمة الغربان بالزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه.

وجريمة الاعتداء على انثى غراب آخر: تقضي جماعة الغربان بقتل المعتدي ضرباً بمناقيرها حتى الموت.

وتنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة، تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد، ويجلب الغراب المتهم تحت حراسة مشددة ، وتبدأ محاكمته فينكس رأسه ، ويخفض جناحه ، ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه.

فاذا صدر الحكم بالاعدام وثبت جماعة من الغربان على المذنب توسعه تمزيقاً بمناقيرها الحادة حتى يموت، وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبراً يتلاءم مع حجم جسده يضع فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب احتراما لحرمة الموت،وهكذا تقيم الغربان العدل الالهي في الأرض أفضل مما يقيمه كثير من بني آدم.

الغراب في العلم الحديث:

أثبت العلماء المختصون بدراسة علم سلوك الحيوانات والطيور في ابحاثهم ان الغراب من بين سائر الحيوانات والطيور الذي يقوم بدفن موتاه.