يقول الشاعر «وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فان همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا».. والأخلاق هي روح الاسلام والحديث المعروف عن الرسول صلى الله عليه وسلم «انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وهناك رابط كبير بين نجاح الأمم ومدى تمسكها بالأخلاق!
من هنا وبعد ظهور الأزمة المالية في عام 2008 كان اختياري للبحث في أهمية القيادة الاخلاقية نابعا من ايماني الكبير بأهمية الأخلاق في القيادة، وان أي قيادي لا يحمل مبادئ أخلاقية لا يستحق أن يتبوأ المنصب القيادي.. والآن ونحن نعيش المعترك السياسي وردود الأفعال الشعبية حول الحكم الصادر في شطب الدكتور فيصل المسلم أرى ان المحور الاخلاقي قد انتهك، فكيان الدولة بعد أن منّ الله عليها بالتحرير قد بني على عهد الالتزام بالدستور الكويتي الذي نصت مادتاه 108 و110 على عدم مؤاخذة العضو في ما يبدر منه من قول وفعل تحت قبة البرلمان ولجانه، ولكن يبقى احترامنا للسلطة القضائية في تقديرها للموقف!
والجانب الآخر المرتبط في القيم الاخلاقية نراه حاضرا في ندوات المرشحين، فمنهم من أتى بعبارات فيها من الطعن والتشهير الشيء الكثير، وهذا السلوك فيه انتهاك لحرية الآخرين ويعد منهجا غير أخلاقي، ونحن مع بالغ الأسى نعلم علم اليقين بأن البعض تقدم للترشيح لايصال أجندة خاصة به وقد تكون تحت رعاية الجهة الداعمة له، ومن وجهة نظري ان أي مرشح غير مستقل في رأيه لا يستحق التصويت له بأي حال من الأحوال!
البعض وصل إلى الكرسي الأخضر عن طريق القبيلة وفجأة ضرب بعرض الحائط التزامه بقاعدته الانتخابية ورشح نفسه مستقلا.. مستقل في ظاهره، وباطنه مدعوم من كتلته التي رفضت خوضه للانتخابات الفرعية وهو أشبه بالمصطلح الدارج «ضحك على الذقون» مع احترامي لوجه نظر من يدعم الرأي الآخر!
المراد، ان الأخلاق يجب أن يتم الأخذ بها كمعيار رئيسي لحسن الاختيار، فالمرشح الذي يرغب بالوصول لأهداف غير اصلاحية يجب أن يعاد النظر فيه!
كثير منهم أتى بمفاهيم غير سوية وتجدهم يطعنون بمرشحين آخرين ويتحالفون مع مرشحين بغية للوصول رغم اختلاف التوجهات، والأصل الثابت هنا يوجب أن تترك حرية الاختيار للناخب والناخبة دون أي ضغط أو مراعاة للإشاعات التي تبث من هنا وهناك!
اننا نريد فرسانا متصفين بالنزاهة وأصحاب خلق طيب، وان لم يتحقق الجانب الأخلاقي في المرشح فلن تنفعنا ندواته والحضور وغيره من العوامل المستغلة لبلوغ النجاح في الانتخابات.. ان الأخلاق حينما تكون حاضره تجد نفسك أمام كوكبة من النواب المصلحين.. والله المستعان!
د. تركي العازمي
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi