سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «دودهه وأكل عشاه»
1 يناير 1970
08:00 ص
| سلطان حمود المتروك |
يحكى ان فتاة فقدت زوجها وهي حديثة الزواج فرأى ابوها ان يجعلها في بستان كي تروح عن نفسها فأخذت تنشد قائلة:
انما ابكي لإلف خانه الدهر فمات
قلت للدهر بشجو أيها الدهر اسأت
لم تركت الأم والأب
وبالخل بدأت
كان الأب في معزل عن ابنته حيث سمع ما تقول ثم سألها عما قالت فأنشدت تقول:
انما ابكي لنخل خانه الماء فمات
قلت للماء بشجو أيها الماء اسأت
لم تركت الكرم والنبت
وبالنخل بدأت
هكذا دودهت البنت اباها فالتفتت عليه بتغيير مفردات انشودتها، فالتدوده هو العمل على الاضطراب وتشويش الفكر، وما اكثر التشويش في ساحتنا السياسية الآن فكثير من الافكار والافكار المضادة والوهم والخطط المستقبلية الواعدة وهناك تشاوريات انما هي انتخابات فرعية كي يحجب الحق عن افراد ويعطى لآخرين حتى تشوه صورة الديموقراطية وتبتعد عن مسارها ويدوده الفكر الديموقراطي وتشوش ثقافة هذا الفقه الاصيل، وهناك الذين يدودهون الفكر بأعمالهم المشينة في هذا الوسط الديموقراطي الاصيل حيث يدنسونه بالمال السياسي.
ما ابشعه من فكر وما اقساه من تعد على الاصالة الديموقراطية فيدنسونها بالمال الذي يحجب خطة الانماء والتنمية فيحولها الى فوضى عارمة.
ولا نقول في هذا الصدد إلا قول صفي الدين الحلي:
رأيت شاه وذئب وهي ساري بإذنه
وهو منقاد لها ساري
فقلت للشاه ماذا الألف بينكما
والذئب يسطو بأنياب واظفار
تبسمت ثم قالت وهي ضاحكة
بالتبر هذا يقاد الضيغم الضاري
هذا هو المال الذي يحجب الخير عن صانعيه من اجل النهوض بمستوى الأمة.
عزيزي القارئ علينا ان نفكر ونمحص الفكر في اختيار النائب الحق الذي يسعى الى تحقيق خطط تنموية شاملة تدعو الى الاستقرار والتقدم والرقي لأمنا الكويت حقا.
ولي وطن وجدت به نعيم العيش مقترنا
اذا يدعو لتضحية بذلت الروح والبدنا
سأحميه وأرفعه ليأخذ في العلا سكنا
وليس ابيعه مهما اتاح الخلد لي ثمنا
فيا وطني إذا ناديت من للبذل قلت أنا