قيل بأن أساس الحكم العدل، وقيل لكل مقام مقال. كل ما قيل يعاد قوله أثناء فترة الحملة الانتخابية، وبعضهم تجاوز الحد في تعبيراته التي تتطابق مع قول «الشعراء يقولون ما لا يفعلون»، وبعض المرشحين لا علاقة له بالشعر ولكن حاجة الانتخابات تدفعه إلى استخدام عبارات إنشائية جذابة لعل وعسى أن يكسب في نهاية السباق وبعد نجاحه... تعال دور على أفعاله ومواقفه!
لا تظن أخي الناخب وأختي الناخبة إن المرشح بعد نجاحه سيبقى على ما سمعت عنه، فكم من نواب سابقين «لحسوا وعودهم»، وهو أمر متوقع حيث ان الكرسي الأخضر له جاذبية تسحب القيم إلى حيز المجهول لتحل محلها الحسبة السياسية والمصالح التي قلما تكون أخلاقية إلا ما ندر!
نحن نبحث عن مجموعة صغيرة بين عدد كبير من المرشحين ممن رسموا أهدافهم قبل نجاحهم رغبة منهم في إشباع أهدافهم الشخصية والبعض الآخر وجد لخدمة مجموعته الداعمة له، وإن أردت أن تسأل عن الأسباب فلن تجد الإجابة إلا إذا كنت على معرفة تامة بتاريخ المرشح ومستواه الأخلاقي، وتقوم أنت ومن خلال أحبتك بعرض الصورة الحقيقية لكل من يسأل عن المرشح الكفاءة الذي يستحق تمثيل الأمة لا أن يمثل عليها!
أعتقد والله الأعلم إن المجلس المقبل ستكون نسبة التغيير فيه كبيرة في حال استمر الحراك الشبابي في تنوير عموم القاعدة الانتخابية، وهذا التحرك نراه في صدام مع الجهة المعاكسة التي تبحث عن فرصة لإيصال مرشحيها بقيمة أو شيمة!
من الخامسة بدأ التغيير، ومن الرابعة عاد محمد الهطلاني ونجح أسامة المناور، ونتمنى أن نشاهد تغييرا في الأولى والثانية وثبات بعض رموز الثانية والثالثة.. والتغيير بيد الشباب الذين نتمنى منهم أن يستمروا في تحركهم بالمثل كما حصل في الصليبخات!
إن ما تشاهدونه من تدهور في الخدمات وغياب المساءلة السياسية ومحاولة تفريغ الدستور من محتواه، سببه يعود لتخاذل بعض النواب السابقين الذين سقطت عنهم الأقنعة، وقد يأتي نواب جدد على منهج القدامى نفسه، فالحذر مطلوب!
إذا أردت أن تنمح الصوت، فضع مخافة الله نصب عينيك، واعلم ان المرحلة المقبلة في غاية الحرج وتعتمد اعتمادا كليا على نوعية نواب مجلس 2012. فتغيير الوجوه العددي لا يخدم النوعية المراد إيصالها، إننا نبحث عن النوعية التي لا تخاف في قول الحق لومة لائم!
فلا تتركوا الساحة لهم من خلال ما تسمعون من إشاعات تُبث، ولا تصدقوا كل ما يقال خلال الحملة الانتخابية... اتحدوا يا شباب واختاروا الأنسب كي نتجاوز المرحلة المقبلة، وننعم بمسيرة ديموقراطية وسلوك أفضل ومحاسبة أجود من سابقاتها... والله المستعان!
د. تركي العازمي
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi