تنظم وقفة تضامنية أمام السفارة الأميركية في الذكرى العاشرة لاعتقالهم
«أهالي معتقلي غوانتانامو» يناشدون الشعب الكويتي: شاركونا صرخة «اليوم» لنُنهي مُعاناة أبنائنا
1 يناير 1970
07:33 ص
| كتب تركي المغامس |
تهل الدموع مع كل لقاء أو ذكرى على معتقلي غوانتانامو من قبل ذويهم، ففي الذكرى العاشرة لافتتاح المعتقل سيئ الذكر «غوانتانامو» استحضر ذوو فايز الكندري وفوزي العودة ذكراهم بعيون ملؤها الدمع على فراقهم مظلومين معذبين بيد حكومة طالما ادعت العدالة واحترام حقوق الانسان، وشنت الحروب من اجل تحقيق الحرية كما تدعي، فالظلم اشد وقعا على الانسان من سيوف الحرب فبأي ذنب ضاعت سنون الشباب في المعتقل وبأي حق انتهكت كراماتهم واهينت انسانيتهم فان كانوا مذنبين فلماذا لا يعرضون على القضاء؟ سؤال يبحث عن اجابة من دولة الحرية والديموقراطية أميركا.
فايز الكندري شاب كويتي قصد الحدود الافغانية - الباكستانية لايصال الصدقات مع اللجان الخيرية الكويتية قاصدا وجه الله ان يشفي والدته من المرض العضال الذي اصابها، مستشهدا بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «داووا مرضاكم بالصدقة» ولكن قدر الله عليه ان يوجد في اسوأ الاحوال وحالت دون عودته الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على افغانستان وراح ضحية لتجار الحرب الذين يبيعون العرب على الأميركان من اجل المال الوفير الذي تهبه اميركا لامراء الحرب الذين يقتنصون العرب.
وفوزي العودة داعية اسلامي ومحفظ لكتاب الله ومعلم في دار القرآن في الكويت يقصد الحدود الافغانية - الباكستانية في كل اجازة صيفية ومعه مجموعة من الشباب الكويتي الذين يقصدون وجه الله بان يكونوا من خيار هذه الامة اقتداء بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» ولكن قضاء الله وقدره ابتلاه بما هو فيه الآن فوقع ضحية حملة للجيش الاميركي تحت مسمى «من يأسر عربيا... يطعم أهله مدى الحياة».
وفي لقاء اجرته «الراي» مع ذوي المعتقلين دعوا اهل الكويت إلى الوقوف معهم صفا واحدا للدفاع عن ابني الكويت فايز الكندري وفوزي العودة والحضور «اليوم» إلى الوقفة الاحتجاجية امام السفارة الاميركية لايصال رسالة استنكار للحكومة الاميركية على سياسة الاقصاء التي تنتهجها تجاه ابناء الكويت.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لاهالي معتقلي غوانتانامو والد المعتقل فوزي العودة، خالد عبدالله العودة «اننا اليوم ندعو جميع أهالي الكويت لمؤازرتنا والوقوف معنا وحضور الاعتصام الذي نقيمه اليوم الاربعاء في تمام الساعة السابعة مساء امام السفارة الاميركية وذلك بالتزامن مع الذكرى العاشرة لانشاء معتقل غوانتانامو».
واضاف: «اننا نسعى من خلال هذا الاعتصام الذي ستكون مدته ساعة واحدة لابراز عدم رضا اهالي المعتقلين وشريحة كبيرة من الشعب لاستمرار اعتقال ابنينا فايز الكندري وفوزي العودة لمدة تجاوزت العشر سنوات».
وذكر العودة «كما نريد ان رسل رسالة للشعب الأميركي من خلال السفارة الاميركية بان ما يحدث لابنائنا تجاوز صارخ لحقوق الانسان وكل الاعراف والقوانين وان ما تم التوقيع عليه من قبل الرئيس الاميركي لقانون ميزانية وزارة الدفاع الاميركية رغم وجود ملاحظات عليه من قبل الرئيس يشكل في بعض بنوده بادرة خطيرة ولا تتماشى وتتواءم مع ما تعلنه على الدوام الولايات المتحدة من حفظها للحريات ومحافظتها على حقوق الانسان».
وتابع: اننا نرى ان الولايات المتحدة الاميركية تكيل بمكيالين، فهي تنادي بالعدالة والحرية لكل من تتفق رؤاه وسياستها في حين تضرب بذلك عرض الحائط حين يتعلق الامر بمن تراه مخالفاً لها، فبقاء معتقل غوانتانامو للسنة العاشرة على التوالي يعتبر وصمة عار في تاريخ الولايات المتحدة الحديث وكذلك وصمة اخرى في جبين المجتمع الدولية الذي لم يستطع حتى الآن أن ينهي التجاوزات الصارخة للقوانين الدولي باستمرار هذا المعتقل.
ولفت العودة الى ان «تواجدنا يوم الاربعاء ما هو الا لنطلق صيحة استغاثة للمجتمع الدولي كافة والشعب الاميركي خاصة بأن ما يحدث من تجاوزات يسيء للشعب الاميركي ولابد من وقفة جادة لاحرار اميركا للوقوف بجانبنا لانهاء اعتقال الابرياء في غوانتانامو فنحن من هنا نطالب باطلاق سراح ابنينا فايز الكندري وفوزي العودة».
وافاد «لن نقف بعد الآن مكتوفي الايدي دون حراك شعبي فلقد تجاوزنا مرحلة التصريحات والمناشدات للحكومة الكويتية وسنبدأ بعد هذا الاعتصام بالتحرك بصورة اكثر جدية في اطار ما هو مشروع من دون انتهاك لاي قوانين ودون تجاوز اي اعراف وسنأخذ اقصى مدى متاح لنا للتحرك على كافة الاصعدة ولن يغمض لنا جفن حتى نستعيد ابناءنا من هناك».
الى ذلك، قال والد المعتقل فايز الكندري «ان اميركا حجزت ابناءنا دون اي تهمة او محاكمة وهي من تدعي الديموقراطية»، متسائلاً «اي دين يقبل بما يحصل في غوانتانامو؟ اين حقوق الانسان عن عشر سنوات من التعذيب والتنكيل؟».
واضاف «ان املنا بالله كبير ثم بسمو الامير بأن يستعيد ابناءنا ابناء الكويت من ظلام الولايات المتحدة، فالحكومة نائمة وصاحب السمو منذ ان كان رئيساً للوزراء كان يتحرك بكل هِمّة على هذا الموضوع، فقد خرج عشرة من ابنائنا ولم يتبق سوى اثنين ونناشد الشعب الكويتي ان يقف معنا يوم الاعتصام، فالمعتقلان في غوانتانامو من ابناء الديرة».
وبدوره، قال احد المعتقلين المفرج عنهم من غوانتانامو عبدالله كامل الهاشمي «ان معتقل غوانتانامو معتقل رهيب، وفيه من الوحشية ما الله به عليم، ولكننا اليوم نوجه رسالتنا الى المجتمع الدولي ان الولايات المتحدة انتهكت كل الاعراف وحقوق الانسان وان اي رسالة للحكومة الاميركية ينطبق عليها مثل الضرب في الميت حرام فهي حكومة لا تفقه الا ما تريد وماتراه».
واضاف «ان الشعب الكويتي خاصة وشعوب العالم شاهدوا المدة التي قضيناها بعيداً عن اهلنا وابنائنا واوطاننا مع التعذيب المستمر ليل نهار فما سمعتموه لاشيء عندما رأينا فأنا من هذا المنبر اناشد الشعوب الحرة خاصة الشعب الكويتي الذي لم يقصر معنا حتى خرجنا من المعتقل الرهيب ان يقفوا مع اخوانهم وقفة جادة لان الحكومة تخاف ما تستحي ودليل ذلك عندما ضغطت الحكومات الغربية عليها اخرجت ابناء جنسياتها، اما العرب والخليجيون فيجلسون مدى الحياة».
ومن جانبه، ناشد عم المعتقل فوزي العودة، حامد عبدالله العودة الولايات المتحدة «باسم الشيء الذي يدعونه الحرية بأن يطلقوا سراح ابنائنا واتمنى من الحكومة الكويتية تكثيف الجهود لاطلاق سراح ابنائنا خاصة ان الحكومة الاميركية اعتبرت في وقت من الاوقات ان الكويت حليف استراتيجي لها ارجو مراعاة هذا الحلف واطلاق سراح ابنائنا».
وفي السياق ذاته، قال عدنان اسد الكندري وهو أحد اقارب المعتقلين «نحن ندين للعم ابوفوزي كأهالي للمعتقلين بالشكر والعرفان حين تبنى القضية وجعل من كل كويتي فوزي العودة ومن عشر سنوات الى اليوم لم يذكر ابنه قبل الآخرين فهو يعتبر كل المعتقلين ابناءه»، مضيفاً ان «كل ما نطلبه لابنائنا هو محاكمة عادلة فنحن لا نوجه رسالة للحكومة الاميركية بل نحن نوجه رسالة لكل انسان على وجه الارض مفادها: قد تكون انت التالي، فهذا القانون لا يستثني عرقاً او جنسية فهو يسمح للحكومة الاميركية بسجن اي شخص مدى الحياة دون اي تهمة فالوقوف ضد هذا القانون يخدم العالم جميعاً».
«حقوق الإنسان» تشارك في الاعتصام
بيّنت جمعية مقومات حقوق الانسان «عزمها على المشاركة في الاعتصام السلمي أمام السفارة الأميركية اليوم للمطالبة بإطلاق سراح ابني الكويت فايز الكندري وفوزي العودة المعتقلين منذ أكثر من عشر سنوات في سجن غوانتانامو، دون محاكمة ولا تهمة سوى أنهما شاركا في حملات الإغاثة الإنسانية في افغانستان»، مبينة أن «المروع في هذه القضية إقرار قانون بالكونجرس الأميركي بموجبه قد يظلان محتجزين مدى الحياة دون محاكمة عادلة»، ومشيرة الى ان «أميركا (التي تدعي دائما الدفاع عن حقوق الانسان) تدوس حقوق الإنسان تحت أقدامها بهذا القانون الجائر الظالم، والمرفوض بكل مقاييس البشرية والشرائع السماوية والصكوك الدولية».< p>< p>