د. عيسى العميري / اشراقات / العرس الديموقراطي الكويتي

1 يناير 1970 06:58 ص
تشهد الكويت في الفترة المقبلة عرساً برلمانياً ديموقراطياً كبيراً جاء بعد مخاض عسير للممارسة الديموقراطية، وبعد ظروف صعبة وحرجة مرت بها هذه الديموقراطية وتعرضت فيها لهزات وخضات لم تواجهها الكويت على مر السنين من عمرها الديموقراطي... بهذا الشكل الخطير والمعروفة للجميع تفاصيل أحداثه من البداية وحتى نهاية المشهد الذي تمثل في تقديم الحكومة لاستقالتها وتكليف الحكومة جديدة وحل مجلس الأمة عبر سمو أمير البلاد المفدى حفظه الله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في خطوة لتنفيس الاحتقان الجاثم على صدر الشارع الكويتي الأمر الذي خفف الكثير على البلاد والعباد..

ولكن وعلى الرغم من كل تلك الأحداث التي يمكن وضعها ضمن خانة الأحداث السوداء، وبغض النظر عن أي ظروف أو إرهاصات شابت الممارسة الديموقراطية في الآونة الأخيرة، إلاّ أن التجربة الكويتية أثبتت ومنذ بداياتها أنها جديرة بأن يفخر بها المواطن العربي، وشهدت لها الكثير من الديموقراطيات في العالم. وفي هذا المقام.. فإن المطلوب الآن من جميع أطراف الممارسة الديموقراطية، الناخبين والمرشحين، المطلوب منهم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الكويت وأيضا من تاريخ المنطقة إقليمياً والظروف المحيطة بها، أن يكونوا على قدر المسؤولية عبر اختيار الناخب لمرشحه وممثله في مجلس الأمة، وتوجهات المرشح لتمثيل هذا الناخب، والأهم في البعد عن التأزيم والالتفات لمرحلة جديدة مهمة، واستكمال مسيرة البناء التي بدأها الأولون.

ونطالب من جهة أخرى أيضاً المرشحين بتمثيل الناخبين خير تمثيل والكشف عن برامجهم بكل صراحة وشفافية وإبراز كل ما لديهم وفي مكنونات صدورهم وتقديمها للناخبين بكل تواضع، ليتمكن الناخب من اختيار مرشحه حسبما يراه ويوافق تطلعاته وآماله وتحقيق أحلامه..

ومن ناحية أخرى، فإننا لا بد لنا أن نعرج على نقطة مهمة جداً في هذا المجال، وهي أن يضع المرشح نصب عينيه المرحلة السابقة التي مرت بها الممارسة الديموقراطية والوقوف على جميع جوانبها السلبية، والعمل على تجنبها والبعد عنها والحرص كل الحرص على عدم الانجرار لمثل هذه الأعمال التي لا تخدم إلاّ المتربصين بنا والذين يتمنون الخراب والدمار والفشل السياسي لهذا البلد وهذه الديموقراطية التي تم تأسيسها تأسيساً ثابتاً على يد المغفور له الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح.

وإن المرشح اليوم وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الكويت لهو مطالب ببذل الكثير الكثير لهذه الأرض الطيبة التي لم تبخل على جميع من يقيم على أرضها ويعيش من خيرها. وبرأيي أن المرشح الكويتي أثبت على مر السنين قدرته وكفاءته في الممارسة الديموقراطية الحقة والتمثيل الحقيقي للناخب الذي انتخبه عبر صندوق الاقتراع النزيه.

ونسأل الله أن يوفق الجميع الناخب والمرشح لخدمة هذا البلد... والله من وراء القصد...



د. عيسى العميري

Twitter : @dressaamiri - [email protected]