«إكس لارج»... عندما يترهّل الجسد والسيناريو أيضاً

1 يناير 1970 10:59 ص
|إعداد: نجاح كرم|

بقلم محمود عبد الشكور

لعل إحدى مفارقات الكتابة النقدية أن تجد فيلماً يعاني على مستوى الصنعة الفنية من نفس المشكلة التى يناقشها، وتكون المفارقة أكبر إذا كان الفيلم** كوميديّاً ساخراً، وإن كان ذلك يحدث عموماً في «أحسن الأفلام».

أتحدث بالتحديد عن فيلم الكوميديان الموهوب والمجتهد أحمد حلمي، «إكس لارج»، الذي يناقش مشكلة السمْنة وترهّل الجسد من خلال بطله الطيب المحبوب الذي سرعان ما يصاب بالعدوى، فتنتقل إليه في الثلث الأخير حالة غريبة من الترهّل الذي يشوّه البناء والمظهر العام، بعد أن كدنا نقترب من كوميديا رومانسية نادرة ومبتكرة.

الفيلم الذي توفّر على تنفيذه حفنة من المحترفين على رأسهم المخرج شريف عرفة، يفشل في النهاية في السيطرة على إيقاعه وطابعه العام، وتتكدّس خيوطه على النحو الذي سنشرحه، ولولا الاجتهاد الكبير في التنفيذ، ولولا ذلك الطموح الواضح، والذي يمتلكه أيضاً بطله البدين، لكنّا أمام حالة أكثر سوءاً وإحباطاً.



السيناريو أولا

لنتفق أولاً على أن أي إبهار بصري لا يُمكن أن يغني عن السيناريو المتماسك، ولقد كانت إحدى نقاط قوة سينما أحمد حلمي أن هناك في العادة ملامح سيناريو لفيلم كوميدي، قد يكون البناء بسيطاً كما في زكي شان، وقد يصبح معقّداً وقائماً على التلاعب بوجهات النظر كما في آسف على الإزعاج، ولكن هناك دوماً بناء وفهم للنوع بل وتطوير لهذا الفهم من عمل الى آخر.

لايخلو «إكس لارج» من هذا الطموح بل والمغامرة، فالممثل الكوميدي النحيف المعروف برشاقته يؤدي هنا دور شاب بدين اسمه مجدي لا علاقة في شكله أو حجمه بأحمد حلمي الذي نعرفه ،ويرجع ذلك الى الماكياج المتكامل، ولن يظهر حلمى بشكله المألوف إلا في المشهد الأخير بعد أن تخلّص نهائياً من البدانة.



مشاهد جيدة

تقديم مثالي للشخصية الطيبة الطفولية، ومشاهد جيدة سواء في العمل أو مع الصديقات، ولمحات مبتكرة مثل أن يتحوّل أحد أحلام مجدي الى فيلم كرتون ملوّن، لابأس أيضاً من أن يصل مجدى عبر الانترنت الى صديقة الطفولة ومحبوبة الصبا (دنيا سمير غانم) التي سرعان ما تعود الى مصر من الإمارات، وفي ذاكرتها صورة افتراضية لشاب وسيم ورشيق.

يتحدّد في هذا الجزء موضوع الفيلم في محاولة مجدي إخفاء شخصيته مدعياً أنه قريب الشخصية التي تحلم بها حبيبة الطفولة، تتدفق المواقف المرحة الجيدة، وتتكرر نصائح الصديقات بما يتيح لشاب بدين أن يلفت نظر فتاة جميلة.



افلات الخيوط

منذ هذا المشهد افلتت الخيوط، الخال سيموت نتيجة مضاعفات البدانة، مجدي سيقلّل من وزنه رغم الصدمتين اللتين حدثتا له (فقدان الحبيبة ثم الخال)، تصوروا مثلا أنه سيأخذ هذا القرار بعد أن شاهد شحاذاً بديناً!



اسباب الترهل

هناك أسباب لهذا الترهل والفوضى أبرزها في رأيي أن أيمن بهجت قمر لم يعرف طبيعة نوع فيلمه الذي لا يحتمل أكثر من كوميديا رومانسية، ويعني ذلك أنه لم يكن في حاجة لا الى تعقيد الحبكة باشتراك الفتاة في مؤامرة لتخسيس شخص لا يعنيها، ولا الى التضحية بالخال المرح تحذيراً للبدناء من مضاعفات الوزن الزائد.

السبب الثاني أن السيناريست لم يستطع أن يدمج الخط الذي يتحدث عن أهمية الحب (حكايات الصديقات، افتقاد الخال للزوجة، حكاية مجدي وحبيبته)، بالخط الأساسي وهو خطورة البدانة والسمنة مع أن دمج الخطين سهل جدا وهو اعتبار الحب الحافز على تقليل الوزن.

«إكس لارج» فيلم طموح من حيث الشكل، فيه جهد كبير، ولكن مشكلته أنه نسي أن الأفلام كالأشخاص، كلاهما لا يستطيعان أن يحملا ما فوق طاقتهما وإلا وقعا في منتصف الطريق مهما كانت النوايا طيبة.



إعداد: نجاح كرم

[email protected]