د. وائل الحساوي / نسمات / إتحاف الناخبين... بنوادر المرشحين

1 يناير 1970 11:40 م
يبدو بأن شعور الناس بالاحباط من المجلس السابق قد دفع كل من هب ودب لملء الفراغ، وكل المطلوب للترشيح هو الجنسية و50 ديناراً لكي تدخل موسوعة المرشحين وتحظى بالصور على صفحات الصحف والقنوات الفضائية، بل وتحظى بعطلة من العمل.

والمشكلة هي ان اكثر الذين يتقدمون للترشيح لا يدركون أبجديات العمل البرلماني ولا الهدف من الوصول الى المجلس بل جعلوا من انفسهم مضحكة امام الناس، وسمعنا من يقول بأنه دخل المجلس ليصبح وزيراً للداخلية ومن يقول بأن هدفه تطيير مناطيد ترش الماء على ارض الكويت، ومن يصر على انه جاء ليمثل النصارى وليس جميع اهل الكويت، وغيرها من «الفناتك».

والمشكلة الاساسية هي ان المرشحين ليس لديهم مرآة يرون بها صورتهم الحقيقية بعيداً عن التزييف، فالكويتيون بطبيعتهم يجاملون ويخجلون من مواجهة من يسألهم عن رأيهم بصراحة، بل وقد يعطونه من الوعود المبطنة مثل كلمة «ابشر خير» و«تستاهل» فيخرج المرشح من الديوانية ليسجل في دفترة اسماء من زارهم وبأنهم مضمونون، ثم يفاجأ يوم الانتخاب بأن الوعود قد تبخرت والاصوات قد تشتت، ومازلت اذكر كلمة المرشح الذي نزل الانتخابات في الثمانينات وكانت له اكبر خيمة شاهدناها في حياتنا وافضل البوفيهات، ثم رسب في الانتخابات بجدارة فقال كلمته المشهورة: «تعبانين... يأكلون من خيري ويصوتون لغيري».

استبيانات الرأي مفيدة الى حد ما لكن مشكلتها انها بطيئة في متابعة ورصد شعبية المرشحين والتغيرات على الساحة السياسية، كما انها لا تحسب حساب التحالفات والمتغيرات التي تحدث في الساعات الاخيرة، ولا تحسب حساب تأثير الرشوة على التصويت لذلك فاننا جميعاً نفاجأ عند ظهور نتيجة الانتخابات ويصاب كثير من المرشحين بالصدمة واحيانا بالازمات القلبية.

يقدر بعض المراقبين بأن التغيير في هذه الانتخابات لن يقل عن 50 في المئة وفي اعتقادي ان ذلك امر مؤكد مع سحب البساط من معظم القبيضة وفقدان فرصتهم للفوز بالرغم من محاولتهم خداع الناس بأنهم انظف من الثوب الابيض، وكذلك فان هنالك من تساقط بسبب مواقفه المتخاذلة او المؤزمة.

وقد تعودنا في حالات غضب القاعدة الانتخابية وخيبة املها من مجلسها المنحل ان يكون حجم التغيير كبيراً، اما نوعية التغيير فتتناسب دائماً مع نوعية الغضب، ففي هذه الانتخابات سيكون المطلوب هو النزاهة المالية ونظافة ذات اليد.

لكن السؤال الملح هو كيف سيميز الناخبون من تنطبق عليه تلك الشروط؟! فقد ضيّع المجلس المنحل فرصة العمر في اقرار قانون الذمة المالية للنواب والذي يرصد وضعهم قبل وبعد وصولهم للمجلس.

اما البرامج التي يقدمها كثير من المرشحين فهي لا تتعدى مجموعة من الوعود التي لا يمكن تحقيق معظمها لاسيما في ظل الترشيح الفردي، وليس اسهل من الكلام والتنظير.

هنالك قضية لا اريد ان اغفل عن ذكرها وهي ان نواب المعارضة الذين نجحوا في اسقاط الحكومة وحل المجلس يجب الا يعتقدوا بأن الناس راضية عن جميع ادائهم وبأن شعبيتهم ستظل مرتفعة، فقد ساهم كثير منهم خلال المجلس الماضي في تأزيم الامور وارباك الحكومة في قضايا تافهة وساهموا في تعطيل عجلة التنمية، وما لم يصلحوا مسيرتهم ويلجأوا الى التهدئة وايثار التعاون فان عنوان الانتخابات التي ستلي المجلس المقبل ستكون كيفية التخلص من نواب التأزيم؟!





د. وائل الحساوي

[email protected]