العظماء لا يموتون...
1 يناير 1970
01:42 م
| سارة الشمري |
روزا باركس... امرأه عادية، كانت ترفض وبشدة أن تعامل معاملة الحيوانات، ففي أحد أيام شهر ديسمبر من عام 1955، خرجت روزا من مقر عملها، ووقفت لتنتظر الحافلة كي تذهب إلى منزلها، واستمر وقوفها قرابة العشر دقائق، وفي ذلك الوقت شاهدت روزا منظرا مألوفا آنذاك. وهو قيام الرجل الاسود من كرسيه ليجلس مكانه الرجل الابيض!
وذلك لان القانون الاميركي كان يمنع جلوس الرجل الاسود وسيده الأبيض واقف!. وقفت الحافلة المنتظرة وركبت روزا فوجدت مقعداً خالياً وجلست به، إلى أن جاءت المحطةالتالية. وصعد الركاب، وإذ بالحافلة ممتلئة، فاتجه راكب ابيض إلى حيث تجلس روزا منتظراً منها أن تقوم ليجلس. ولكن طال انتظار الرجل من دون جدوى، إلى ان ثارت ثائرة الرجل
الابيض. وأخذ أحد الركاب البيض يسب روزا، ولكنها صبرت وأصدرت على موقفها، فما كان من سائق الحافلة إلا الذهاب إلى مركز الشرطة، كي تحقق مع تلك المرأة السوداء التي ازعجت السادة البيض!
وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها 15 دولار نظر تعديها على حقوق الغير! ومن هذه الحادثة ثارت ثائرة السود بجميع الولايات. وقرروا مقاطعة جميع وسائل المواصلات والمطالبة بأبسط شي لهم كبشر وهو المعاملة الكريمة، واستمرت المقاطعة لمدة كبيرة، امتدت 381 يوماً، ومن بعد هذه المدة الطويلة نطقت المحكمة بحكمها وتم إلغاء جميع القوانين العنصرية.
وفي 24 اكتوبر عام 2005، ماتت روزا عن عمر يناهز 92 عاماً. ماتت وعلى صدرها أعلى الأوسمة. غابت روزا وغيرها الكثير من العظماء وما زالت أفضالهم تذكر، فلولا العظيمة روزا لم نرا الرئيس الاميركي اوباما يتجرأ ليرشح نفسه لرئاسة أميركا، اعترف اليوم إنك انحزت للمرأة وذلك لان الأغلبية من الناس، تظن أن المرأة لا تستطيع فعل شيء يخدم البشرية!
***
«عندما يبدو أن كل شي يعاندك، ويعمل ضدك، تذكر أن الطائرة تقلع عكس الريح، لا معه»... هنري فورد.