نافذة / ثقافة «المايكروفونات»!

1 يناير 1970 06:00 م
| محمد أنور العطار |

من أسباب جلوسنا في مكاننا وتفرجنا على المجتمعات تقفز من حولنا هي «ثقافة المايكرفونات»، هي ثقافة حقن افراد المجتمع بافكار دون تحفيزهم ولا تفعيلهم **على الفكر الابداعي، هي ثقافة خلق مجتمع غير واعي وفي الوقت نفسه راضي عن جهده البسيط الذي يكسب فيه المعلومة ويجعلة في نطاق المجتمع غير الواعي، هي الثقافة التي تجعل من افراد المجتمع متعصبين لرأيهم لا يمتلكون أي مهارة في الاخذ والعطاء اثناء الحديث والمناقشات ولا قدرة للتعايش مع فكر منافس لفكرهم.

ثقافة المايكروفونات... هي ببساطة حديث الانسان واحد وصمت الباقي لارتفاعة وليس لانه صاحب فكر مستنير يستحق الاستماع، لنبدأ من المساجد والحسينيات التي فيها الخطيب يعطي محاضرة والحضور فقط مستمع، فكم نسبة المتاثرين بهذه المحاضرة؟ وما الحكمة من عدم وجود نقاش بسيط بعد الخطبة؟ وما الحكمة ايضا من ان تكون المحاضرة دائما ساعة تقريبا؟ هذا سبب رئيسي من تراجع دور هذه المنابر التوعوي، فبسبب هذه الثقافة، اخذوا من الغرب تقنية «المايكرفون» المفيدة، ولم يأخذوا اي دراسة او مقال او حتى رأي يفيد باهمية تقصير المحاضرة واساليب في المحاضرة، او حتى قراءة عامة بالانترنت للحصول على ذلك، انا اضع العتب في هذه النقطة على الخطباء على عدم تفعيلهم المناقشات. في الجامعة، اغلبية الطلبة يكتفون في الاستماع للمحاضرة وعدم مناقشتهم او اضافة معلومات جديدة لتعم الفائدة للمحاضر وللطلبة، هذه العادة ولدت فكر عند اغلبية الطلبة على عدم الابداع واللاكتفاء بالحد الادنى من المعلومات،الى ان اصبحت الجامعة دراسة وتقيم على الامتحانات لا على الفكر والابداع، وفي هذه النقطة اضع اللوم على الطلبة لان اغلب الدكاترة والمحاضرين يحفزون على المناقشات والاضافات.

والامثلة كثيرة في الديوانيات والندوات والمنتديات، وكثيرا ما يكون هناك نقاش لاهمية الموضوع ويكون متدني الحوار، بعتقادي هذا نتيجة تقصير متبادل من المحاضر والمتلقي الى ان اجهضت ولادة شخصيات لديها كاريزما وذوات افكار وتنوير. ويجب تغير هذا الاسلوب ليكون «المايكروفون هو مكبر صوت مستخدمه لا كاتم اصوات المستمعين والحاضرين!



* كلية العلوم الاجتماعية - جامعة الكويت