بعد 17 عاما من حكم كوريا الشمالية بقبضة حديدية

وفاة «الزوتشيه» كيم جونغ ايل وإعلان ابنه كيم جونغ اون «الخليفة الكبير»

1 يناير 1970 10:53 م
عواصم - وكالات - اعلنت وسائل الاعلام الرسمية الكورية الشمالية، أمس، ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل - الذي عزل بلاده وتسبب في وصولها إلى حافة الانهيار الاقتصادي وجعلها تعتمد على المساعدات الخارجية، بينما كان يقود أحد أكبر الجيوش في العالم وأثار مخاوف دولية إزاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية - والذي يعاني منذ سنوات وضعا صحيا متدهورا، توفي السبت، وان نجله الاصغر كيم جونغ-اون اختير خلفا له.

وذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان كيم البالغ من العمر 69 عاما والذي حكم كوريا الشمالية 17 عاما، «توفي نتيجة ارهاق فكري وجسدي كبير» السبت.

واضافت ان كيم، الذي سبق ان اصيب بجلطة دماغية عام 2008 حدت من قدرته على الحركة في شكل كبير، توفي جراء «ازمة قلبية» المت به داخل قطاره خلال احدى تنقلاته الميدانية، مشيرة الى ان تشريحا لجثته حصل الاحد.

وتم تحديد ديسمبر موعدا لتشييعه في بيونغ يانغ. واعلنت السلطات الكورية الشمالية الحداد من 17 الى 29 ديسمبر.

كما اعلنت الوكالة انه تم اعلان النجل الاصغر للزعيم المتوفي كيم جونغ-اون المولود عام 1983 او 1984 لخلافته والده، واصفة اياه بـ»الخليفة الكبير» لوالده.

وذكرت الوكالة الكورية الشمالية للانباء انه «في طليعة الثورة الكورية يوجد حاليا كيم جونغ-اون، الخليفة الكبير للقضية الثورية للزوتشيه والزعيم المميز لحزبنا وجيشنا وشعبنا»، مستخدمة في ذلك المصطلحات التقليدية للدعاية السياسية للنظام.

وزوتشيه او جوتشيه هو الاسم الذي يطلق على العقيدة الرسمية للنظام الستاليني والتي وضعها مؤسس الجمهورية الشعبية لكوريا الديموقراطية كيم ايل-سونغ والد كيم جونغ-ايل، وهي عقيدة تجمع بين الشيوعية والاكتفاء الذاتي.

واضافت الوكالة ان «زعامة كيم جونغ-اون هي الضمانة الاكيدة لنا كي نضمن بقاء القضية الثورية للزوتشيه للاجيال القادمة، القضية التي اسسها كيم ايل سونغ وقادها الى النصر كيم جونغ-ايل».

واضافت الوكالة «على كل افراد الحزب (حزب العمال الحاكم) والجيش والشعب ان يخضعوا بكل امانة لسلطة الرفيق كيم جونغ-اون وأن يسعوا بحزم الى حماية وتعزيز وحدة الحزب والجيش والشعب».

ويكرس اعلان كيم جونغ-اون خلفا لوالده مبدأ السلالة الحاكمة الشيوعية الوحيدة في التاريخ، وقد تدرج هذا الشاب، الذي يقل عمره عن 30 عاما، خلال السنوات الفائتة في السلطة وتسلم اعلى المراتب العسكرية والسياسية.

وتوالت ردود الفعل الاقليمية والعالمية على وفاة زعيم النظام الستاليني.

فقد قدمت الصين، احدى حليفات كوريا الشمالية القلائل،أمس، «تعازيها الحارة» بوفاة كيم جونغ ايل.

في المقابل، وضعت كوريا الجنوبية جيشها في حال تأهب وعززت الرقابة على حدودها مع كوريا الشمالية، كما طلبت من حليفتها واشنطن التي تنشر 28500 جندي اميركي على اراضي كوريا الجنوبية وتعزيز المراقبة عبر الاقمار الاصطناعية والطائرات، بحسب ما اوضح متحدث باسم رئاسة اركان الجيش الكوري الجنوبي.

ولم يسجل اي نشاط غير اعتيادي في الساعات التي تلت الاعلان المفاجئ في الساعة 12،00 (03،00 تغ) عن وفاة الزعيم الشمالي.

والغى الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك كل التزاماته ومواعيده ودعا الى اجتماع لمجلس الامن الوطني في «البيت الازرق»، اسم القصر الرئاسي في سيول.

من جهتها وفي اعلان مفاجئ، اعربت الحكومة اليابانية عن تعازيها لبيونغ يانغ اثر اعلان زعيم البلد الذي لم تقم طوكيو علاقات ديبلوماسية معه ابدا.

بدوره، بحث الرئيس باراك اوباما خلال اتصال هاتفي مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك، أمس، في التعاون الامني الوثيق بين واشنطن وسيول بعد الاعلان عن وفاة زعيم كوريا الشمالية.

وأعلنت الرئاسة الاميركية في بيان ان اوباما «جدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة القوي ضمان استقرار شبه الجزيرة الكورية وامن حليفتنا القريبة الجمهورية الكورية».

واضاف البيت الابيض ان «الزعيمين اتفقا على البقاء على اتصال وثيق بينهما واصدر كل منهما اوامره لاجهزته المسؤولة عن الامن القومي بمواصلة التنسيق الوثيق بين الطرفين».

وكان البيت الابيض اعلن ان الولايات المتحدة تراقب «من كثب» الوضع اثر اعلان وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-ايل، مؤكدا رغبة واشنطن في «استقرار» شبه الجزيرة الكورية.

من ناحيته، قال الجمهوري دون مانزولو رئيس اللجنة الفرعية المكلفة شؤون آسيا الشرقية في مجلس النواب «ان كيم جونغ ايل كان يمثل ذروة الشر، كان ديكتاتورا من اسوأ الاصناف قاد بلاده بيد من حديد وتسبب باستمرار بالالم والمعاناة لشعبه». واضاف: «نأمل ان تسجل وفاته فتح صفحة جديدة بالنسبة لكوريا الشمالية. انها فرصة لكوريا الشمالية للخروج من دوامة القمع وسلوك طريق جديد نحو الديموقراطية».

وحذر الناطق السابق باسم الخارجية الاميركية فيليب كرولي من جهته من المخاطر المحتملة التي يمكن ان تهدد الولايات المتحدة وحلفاءها مع وصول كيم جونغ اون الى الحكم.

وقال بصدد وصول الخليفة الشاب لوالده، غير المعروف عموما، على رأس قوة نووية «قد تكون هناك استفزازات (من جانب النظام) خلال بعض الوقت فيما سيحاول اثبات مقدراته».

وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان ان «شعب كوريا الشمالية في حال حداد رسمي بعد وفاة كيم جونغ ايل. ونحن ندرك ان هذه اوقات صعبة بالنسبة لهم». واضاف ان وفاة الزعيم الكوري الشمالي «يمكن ان تكون نقطة تحول بالنسبة لكوريا الشمالية».

وفي موسكو، أعلن عن وزير الخارجية سيرغي لافروف في بيان «نعتقد ان فقدان الشعب الكوري الشمالي (لزعيمه) لن يؤثر على تطور علاقاتنا الودية».

وفي الدوحة، أرسل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني برقية تعزية بوفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل.





بيونغ يانغ تجري تجربة

إطلاق صاروخ قصير المدى



سيول - ا ف ب - أجرت كوريا الشمالية تجربة اطلاق صاروخ قصير المدى قبالة ساحلها الشرقي، أمس، في اليوم نفسه الذي اعلنت فيه وفاة زعيمها كيم جونغ ايل.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مسؤول حكومي لم تكشف هويته ان اطلاق الصاروخ ليس له علاقة باعلان وفاة كيم جونغ ايل.

وفي برلين، اعتبر ناطق باسم الخارجية الالمانية ان وفاة الزعيم الكوري الشمالي تشكل «فرصة لتغيرات في كوريا الشمالية».

وفي بروكسيل، صرح ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان الاتحاد يتابع «باهتمام» الوضع في كوريا الشمالية.

وعبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه عن امله في ان «يتمكن الشعب الكوري الشمالي في احد الايام من الحصول على حريته».





مدفيديف عزّى كيم جونغ أون

وتمنى عيداً سعيداً لميونغ باك



موسكو - ا ف ب - أعلن ناطق باسم الكرملين ان روسيا، احدى الدول القليلة التي أبقت على علاقات ديبلوماسية واقتصادية مع كوريا الشمالية، قدمت، أمس، تعازيها بوفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل.

وقدم الرئيس ديمتري مدفيديف تعازيه الى كيم جونغ اون النجل الاصغر للزعيم الكوري الشمالي.

ووجه مدفيديف ايضا برقية الى الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ - باك لكي يتمنى له عيدا سعيدا مع بلوغه عامه السبعين، مؤكدا انه يثمن «مساهمته في تعزيز العلاقات الروسية - الكورية».