«الكويت المسرحي» ... عاد بأنغام «نهامة البحرية»

1 يناير 1970 04:55 ص
على وقع النغمات التراثية البحرية «نهامة» التي تلخص أبرز المحطات الفنية للأجيال المتعاقبة على المسرح الكويتي، انطلق مهرجان الكويت المسرحي بدورته الثانية عشرة على مسرح الدسمة مساء أمس الأول - بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، ومديرة المهرجان كاملة العياد، ووزير الاعلام السابق محمد السنعوسي، ووفود من عدد من الدول العربية والخليجية، وعدد من الفنانين منهم سعد الفرج، أحمد السلمان، أحلام حسن، يعقوب عبدالله، عبدالرحمن العقل، شيلا السبت، ابرار السبت وأحمد الصالح.

وانطلقت البانوراما بمقطوعات من الأغنيات الشعبية رافقتها لوحة راقصة للفن الكويتي، وتخللها بعض المقاطع من أشهر المسرحيات الكويتية مثل «دقة الساعة»، «حفلة على الخازوق»، «فرسان المناخ» لتظهر من خلالها اشهر الشخصيات الفنية التي أثرت الحركة الفنية وتركت بصمات أمثال عبد الحسين عبد الرضا، سعد الفرج، سعاد عبد الله، علي المفيدي.

وأطل الفنان عبدالرحمن العقل حاملاً علم الكويت ليسلمه للفنان يعقوب عبد الله في رمزية لتعاقب الأجيال الفنية في الكويت، ثم ألقى اليوحة كلمة رحّب فيها بالحضور، قبل أن يرثي الفنان الراحل منصور المنصور، مشيراً إلى أنه كان «أحد رواد الحركة المسرحية في الكويت، وتاريخه الفني سيجعله حاضرا بيننا دائماً».

وأكد اليوحة إلى أن «الفن يشكل نبض المجتمع والفنان هو ضمير الأمة وترجع اهمية الفن الى قدرته على التعبير عن واقع المجتمع واستشراف المستقبل».

من جانبها؛ اعتبرت مديرة المهرجان كاملة العياد أن المسؤولية تزيد عليهم - كإدارة مهرجان - عاما تلو آخر مع انتقال المهرجان من حدود المحلية إلى الآفاق العربية، مشيرة إلى أن «العروض المقدمة لا تبتعد عن هموم المواطن اليومية وما تمر به مجتمعاتنا».

وعن انطباعها عن العرض الافتتاحي قالت كاملة العياد - في تصريح لـ«الراي»- «الافتتاح شبابي وخفيف، وكان على قدر التوقعات، وأعطينا الشباب فرصة ليطرحوا أفكارهم، وهذا لا يعني أن المهرجان المحلي سيتحول لمهرجان شبابي لان لهم مهرجانا خاصا بهم وهو مهرجان الشباب، وكمهرجان محلي نفتح الباب للجميع الكبار والشباب لكننا أعطينا المجال لهم اليوم ليطرحوا تصوراتهم».

وخلال الحفل، جرى الإعلان عن أعضاء لجنة التحكيم التي يترأسها الكاتب والمخرج المسرحي الاردني غنام غنام، وتضم مستشار مجلس الوطني للثقافة في المملكة العربية السعودية محمد بن عبدالله، والمخرج البحريني خليفة العريفي، والكاتب والمخرج الإماراتي محمد العامري، والكاتبة الكويتية عواطف البدر.

كما شهد الحفل تكريم عدد من الشخصيات الكويتية التي أثرت الحركة المسرحية والفنية وهم الفنان محمد المنصور، بلال عبد الله الصالح والذي تسلم الجائزة بالنيابة عنه ابنه عبد الله، وحيد عبد الصمد، عبد المجيد قاسم، ومحمد الرشود، والدكتور فاضل المويل.

وعبر الفنان محمد المنصور عن سعادته بالتكريم، وقال لـ«الراي»: تكريم اليوم جاء نتيجة عطاء كبير وسأستمر فيه، وأسعى إلى أن أكون على المسرح قريباً.

وعلى هامش الحفل، التقت «الراي» بمخرج عرض الافتتاح علي العلي، فأشار إلى أن هذا تعاونه الأول مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكانت لديه فكرة وجدت أن المجال متاح له لكي يقدمها في الحفل.

وأضاف العلي: «الكويت بلد مؤسسات منذ خمسين سنة ولا بد أن تنتقل الراية فيها من جيل لآخر، وهذا ما وجدناه من خلال إعطاء الفنان عبد الرحمن العقل الراية لممثل جيل الشباب يعقوب عبد الله، وهذا لا يعني أننا نلغي الكبار بل أن نعطيهم الفرصة بإشراف الكبار، وهذا يحدث بمباركة الكبار فلا يوجد صراع بين الأجيال».

وأشار إلى أن أبرز ما في «البانوراما» الفنية هو «تقديم فن تراثي ليتعرف الضيوف بموروثاتنا الفنية من خلال عرضة بحرية إلى جانب التطرق إلى بعض أشكال تطور الحركة المسرحية مثل الفانتازيا التاريخية والسياسية والاجتماعية ومسرح الرعب، ومن خلال هذه العروض نريد أن نقول للحضور إننا كمسرح كويتي قدمنا مختلف الانواع والأنماط الفنية».

ومن جهته، قال يعقوب عبدالله - لـ«الراي» - «أمامي مسؤولية كبيرة بعد تسلم راية جيل الشباب الحالي»، مضيفاً أن «هناك الكثير من الشباب من في مستواي ومن قدم الكثير وأمثل اليوم زملائي لانشغالاتهم وارتباطاتهم، وهذا نوع من التكريم من قبل إدارة المهرجان لي كوني قدمت العديد من الاعمال لمسرح الطفل وحاولت الحفاظ عليه».

وعما اذا كان سيعود للمشاركة بالمهرجان المحلي، قال «التزاماتي بأعمال درامية صعّب بعض الشيء مشاركتي في المهرجان، خاصة أنه بعد غياب فيجب أن أعود بعمل قوي أو أظل مبتعدا».