«عناق عفند جسر بروكلين» لعز الدين شكري

1 يناير 1970 06:10 م
| القاهرة - من محمد سرساوي |

قال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة في مصر الدكتور شاكر عبدالحميد.. إن رواية الكاتب المصري عز الدين شكري «عناق عند جسر بروكلين»، تحمل حسّا فلسفيا وتمتلئ بالأسئلة الوجودية، كما أنها تجسيد للمتاهة الإنسانية، فهي تتحدث عن شخصيات منعزلة حبيسة داخل عالم الغربة، لم تستطع تحقيق غايتها ولا أحلامها برغم الحياة الجيدة التي تعيشها، جاء ذلك خلال حفل التوقيع الذي أقامه المجلس الأعلى للثقافة للرواية التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الرواية العربية «البوكر».

ناشرة الرواية الدكتورة فاطمة البودي، قالت: «نحن أمام رجل ترك منصب أمين المجلس الأعلى للثقافة حتى يتفرغ لعشقه الخاص، وهو فن كتابة الرواية، والآن نحن نحتفل بروايته الخامسة.. التي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة (البوكر)، وهي المرة الثانية التي يصل فيها عمل لعز الدين.. لتصفيات هذه الجائزة، ففي عام 2009 وصلت روايته الثالثة (غرفة العناية المركزة) للقائمة القصيرة».

وقال الدكتور صلاح فضل.. أيضا تتميز أعماله بأنها تتأمل الواقع وتقوم بتوثيقه وتعميقه، فهو دائما ما يكشف للقارئ عن عمق الحياة الاجتماعية في مصر، بلغة أدبية، فمن المعروف أن من يعملون في السلك الديبلوماسي يستخدمون الكتابة التقريرية، ودائما ما تكون بالإنكليزية، وهذا يثبت أنه كاتب استطاع أن يفصل بين مهنته وعمله الإبداعي.

وأضاف: هذه الرواية نقلة حقيقية في عالم شكري الروائي.. بعد ما كتب أربع روايات تدور معظمها أحداثها داخل بلدان العالم الثالث، أما هذه الرواية فكتبها عن مشكلات المصري المغترب عندما لا يثق في هويته، ويدور داخله الصراع التقليدي بين الشرق والغرب، وقد استخدم تقنية سردية أشبه بالمغامرة، فكانت مثل حزمة الضوء التي جعلها تقود أحداث الرواية، وذلك من خلال حفل عيد الميلاد الذي يقيمه «درويش» -الأستاذ الجامعي- بمناسبة بلوغ حفيدته سن الحادية والعشرين، ودعا إليه شخصيات عديدة، وهنا يقوم فشير بإلقاء الضوء على كل شخصية، وكأنه يرسم بورتريهات ليرصد أوجاعهم ومشاكلهم وعلاقاتهم المبتورة بالآخرين ومحاولة البحث عن الاستقرار.

وقال الناقد حسام عقل: استطاع فيشر أن يفرق بين عمله الديبلوماسي والكتابة الإبداعية مثل يحيى حقي ونزار قباني، كما استطاع أن يضيف رواية جديدة عن الاغتراب في تاريخ الأدب العربي مثل «موسم الهجرة الي الشمال» للطيب صالح، «وحب في المنفى» لبهاء طاهر.

مضيفا.. إه استخدم الرمزية في توظيف حركة شخصيات الرواية مثل سقوط كتاب باللغة العربية من يد درويش، والذي لم يلتقطه من فوق الأرض ما يدل على سقوط الفكر العربي في الحياة الغربية، وأيضا عندما تحدث عن الستارة التي تخفي معالم أحد المناظر الطبيعية خلفها، فكأن الستارة جدار عازل يفصل بين المواطن المصري المغترب والحياة الغربية.

وفي نهاية الحفل تحدث شكري قائلا: «حاولت ألا أضع الرواية داخل إطار سياسي، فقد كنت أريد أن أظهر الجانب الإنساني في حياة المغتربين المصريين، وطرحت عددا من التساؤلات، مثل: هل المغترب قرر أن ينعزل من نفسه عن العالم الغربي أم أن العالم الغربي عزله إجبارا؟ هل هناك جزء من الشخصيات الغربية عدائية أم أن طبيعتهم كذلك؟».