نائب رئيس «الحرية والعدالة»: التيار الإسلامي غالبية... ومصلحة الأقباط معهم

الكتاتني: مصر ليست أرضاً خصبة للمذهب الشيعي

1 يناير 1970 05:45 م
| القاهرة ـ «الراي» |

أعلن محمد سعد الكتاتني الأمين العام لحزب «الحرية والعدالة»، الجناح السياسي لجماعة «الاخوان المسلمين» ان «مصر ليست ارضا خصبة للمذهب الشيعي». غير انه اضاف: «ليس بيننا وبين إيران أي خصومة فالنظام السابق كان يقطع العلاقات لمصلحة الأميركيين، والنظام تغيّر، لكن النموذج الإيراني خاص بهم فقط ولايمكن تصديره الى مصر».

من ناحيته، قال نائب رئيس «الحرية والعدالة» رفيق حبيب إن «الحزب لم يشارك في المجلس الاستشاري، لأنه أسندت له وظائف لم تكن من اختصاصه، مثل دوره في كتابة الدستور وأن يكون له دور موازٍ لدور البرلمان».

واستبعد الكتاتني (د ب ا) في حديث مع صحيفة «الاهرام» حدوث صدام مع «المجلس العسكري» الاعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر.

وقال: «لا اتصور حدوث الصدام اذا هيمن العسكريون على السلطة وفقدت الثورة أهدافها التي قامت من أجلها ولو تحوّل المجلس من حماية الثورة إلى الانقلاب عليها حينئذ سيكون الشعب كله صفا واحدا في المواجهة والحرية والعدالة جزء من هذا الشعب».

وتابع ان «المجتمع مطمئن وسعيد بصعود الحرية والعدالة، فالهلع والفزع في وسائل الإعلام فقط وفي النخبة التي تعزف على وتر التخويف من الإخوان».

وعن وضع الاقباط في مصر، قال: «الأقباط شركاء لنا في الوطن، وحقوقهم مصانة بحكم الشريعة الإسلامية لها نفسها وبأمر إلهي، ثم اننا لن نفرض ارتداء الحجاب لا على المسلمات ولا على غيرهن، فالمسلمة علينا حق الدعوة والنصيحة من خلال الدعاة والمصلحين... وهي تعلم ان الحجاب واجب، لكن الفرض بقوانين وتشريعات غير وارد ولا مقبول».

وفي ما يتعلق بما اذا طلب الأقباط تشريعا يضمن الاحتكام الى شرائعهم الخاصة في الأحوال الشخصية قال الكتاتني: «طبعا نرحب بسن تشريع يضمن حقوق الأقباط في الأحوال الشخصية»، وقال: «احتساء الخمور في المنازل حرية شخصية، كما اننا نعتبر الفنادق اماكن خاصة وبالتالي هذا يدخل ضمن الحرية الشخصية».

وحول قطاع السياحة، قال: «باختصار شديد، نحن نريد ان ننهض بالسياحة عبر آليات متعددة منها اصلاح منظومة القوانين المنظمة للسياحة لتشجيع الاستثمار ومضاعفة عدد السائحين خلال السنوات الخمس المقبلة، فلا يمكن ان نختصر السياحة في ما يأكل أو يشرب أو يرتدي السائح. فلا دخل لنا بالشواطئ».

وحول إغلاق دور السينما والمسارح والملاهي والمواقع الإباحية على الإنترنت وغيرها أجاب: «لا... إننا نطالب بالالتزام بالأخلاق، وهذا بالدعوة الطيبة وليس بالقانون».

وفي تصريحات لـ «وكالة الأنباء المصرية الرسمية» (أ ش أ)، قال رفيق حبيب وهو قبطي «إن المشاركة في المجلس الاستشاري تعني الموافقة والرضاء عن الأدوار المنوطة بهذا المجلس، لهذا قرر الحزب الانسحاب من المجلس الاستشاري»، مؤكدا أن «هذا الموقف يخص الحزب كحزب، بينما جماعة الإخوان هي المنوطة بكشف موقفها من المجلس الاستشاري».

وأشار إلى أن «هناك فرقا بين جماعة الإخوان كمؤسسة دعوية من ناحية، وحزب الحرية والعدالة كحزب سياسي من ناحية أخرى»، مشددا على أن «الحزب مؤسسة سياسية مستقلة ومنفصلة عن الجماعة، كما أن قرارات الحزب مستقلة وتصدر عن مؤسسات الحزب المختلفة من دون أي تدخل، وإن كان هناك تشاور حول القضايا العامة مع الجماعة».

وعن كونه قبطيا ووضعه كنائب لحزب يعد الذراع السياسية لحركة إسلامية، قال حبيب: «رغم أن قراري في المشاركة يبدو غريبا، فإن تجربتي تقول إن المصريين كانوا مشاركين في بناء الوطن، وجماعة الإخوان جماعة إسلامية دعوية وجزء من التيار الأساسي المصري، وحزب الحرية والعدالة يقدم نفسه على أنه مشروع سياسي تتوافق عليه شرائح كبيرة من المجتمع».

ودعا المسيحيين «إلى تنظيم أنفسهم سياسيا في تنظيمات مدنية وشعبية تمثلهم، وأن تبتعد الكنيسة عن هذا الدور لأنه يصيبها بالغرور، وإذا أراد المسيحيون تنظيم أنفسهم في إطار حزب سياسي فلا شيء في ذلك، وأن رؤيتي في الحرية والعدالة أن الحرية يجب ألا تكون مشروطة».

وأوضح حبيب أن «مؤسسة الأزهر الشريف هي مؤسسة العلم الشرعي وهي جهاز استشاري للدولة بأكملها، وكل من الأزهر والكنيسة يستطيع أن يعبر عن رأيه بحرية لأنهم صناع الرأي العام».

وأضاف: «إننا شركاء في الثقافة والحضارة الإسلامية، وهناك تعايش جيد بين المصريين لعقود، لكن بعد هزيمة 67، حدث تفكك في المجتمع، والتيار الأساسي في مصر هو التيار الإسلامي ومن مصلحة المسيحيين أن يكونوا مع تيار الغالبية وليس تيار الأقلية».