عجيب غريب أن من يتشدق بالديموقراطية صباحاً ومساءً، ويزعم احترام الدستور، ويطالب بالحفاظ عليه، وينادي بتطبيق القوانين بعدالة، ويدعو إلى مساواة وتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن، وينتمي لتيار سياسي دولي عريض، أن يرفض قانونا أصدره مجلس الأمة بأغلبية كبيرة، وأكدت المحكمة الدستورية دستوريته، ويطالب كل من في الكويت أميرا وحكومة ومرشحين وناخبين به، ثم يأتي نائب سابق ليرفض قانون تجريم الانتخابات الفرعية بعد كل هذا الإجماع على قانونيته ودستوريته، ثم يفسر الانتخابات الفرعية بالاجتماعات التشاورية فقط... كتفسير الماء بعد الجهد بالماء، لأنه يعرف أن لا تاريخه النيابي المثير للجدل، ولا تياره السياسي العريض يقدران على إعادته لكرسيه الأخضر العزيز على قلبه من دون المرور عبر بوابة الانتخابات الفرعية.
***
إن من المسيء والمخزي إقحام الدين والمذهب وآل البيت الأطهار، والصحابة الأخيار، في أمور سياسية ومعارك انتخابية قد تعرض هذه الثوابت للإساءات والانتقادات. لذا نتمنى على المرشحين النأي بهذه الثوابت والرموز عن معارك سياسية بحتة.
***
من السهل الشتم وتخوين المنافسين والحديث عن مساوئهم وخطاياهم، والاسهاب بالحديث عن الفساد وانتقادات الحكومات بما فيها وما ليس فيها، وإدانة الناس قبل صدور أحكام إدانة، وهذا ما نتمنى ألا نراه في المقار الانتخابية لمرشحين، بل المطلوب اليوم الحديث عما يجمع ولا يفرق، ووضع برامج تنموية وقوانين تمنع الفساد وتحل المشاكل العالقة عبر التشريع لا التشهير.
***
أكبر وأهم الأسس الديموقراطية هو تبادل وتداول السلطة، وعدم توريث الكراسي البرلمانية، لذا نرجو من الرموز المخضرمة التي أعطت الكثير الكثير مما لديها، وللناس طاقات مهما كبرت فلها حدود، فنتمنى على هؤلاء التخلي عن الترشح بالانتخابات لإعطاء الفرصة والمجال للشباب المتسلح بالعلم الحديث الحاصل على أعلى الشهادات العلمية... لعله يجد حلولا لمشاكل عجزوا هم عن حلها، فهل يبادرون؟
إضاءةللقبيضة وللشبيحة نقول: الصوت أمانة فلا تحرجوننا.
مبارك المعوشرجي
كاتب كويتي
[email protected]mailto:
[email protected]< p>