سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / لا يوم كيومك يا أباعبدالله

1 يناير 1970 07:58 ص
يوم عظيم هو يوم عاشوراء حيث تجلت فيه مشاهد الصبر، ومواقف الإيثار، ومشاهد الإباء والإصرار على دق باب الحرية الحمراء التي تدق باليد المضرجة بالدماء.

هذا اليوم يوم يجلله الحزن والأسى على أبي الأحرار حيث وقف هو وأهل بيته وأصحابه لصد الظلم والطغيان، وقف يناشد القوم لم أخرج بطراً ولا أشراً ولا مفسداً ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وقف أبوعبدالله الحسين وبيده طفله الرضيع ليطلب من القوم جرعة من الماء لأنهم منعوا الماء عنه - عليه السلام - وعن أهل بيته وأصحابه، ولكن أبى القوم إلا الظلم والاستبداد فرموا نحر الطفل بسهم محقق أرداه صريعاً.

جاهد أبوعبدالله الحسين الظلم والظالمين لنشر لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله عالياً خفاقاً... واجه القسوة بالكلمة الطيبة والجدال بالتي هي أحسن لكن:

قست القلوب فلم تمل لهداية

تباً لهاتيك القلوب القاسية

ضحى أبوعبدالله الحسين بأهله وأصحابه من أجل مبدأه السامي لاجتثاث الظلم، فعلم الإنسانية درساً بالتضحية والفداء والإباء والصمود.

لن تنساه أبداً في تلمس اثاره الطيبة وسماته الناصعة في كثير من العلماء والحكماء والمفكرين حيث تعلموا من هذه المسيرة الخالدة دروساً بالفداء والتصميم من أجل بلوغ الغاية السامية والهدف الذي يوصلهم إلى دروب الخير.

شاطرت أبا الأحرار أخته العقيلة زينب - عليها السلام - حيث حافظت على عائلته وأطفاله ورعتهم بعد فاجعة الطف الأليمة في مراحل الأسر الغاشم.

نعم:

وتشاطرت هي والحسين بنهضةٍ

حكم القضاء عليهما أن يندبا

هذا بمشتبك النصول

وهذه في حيف معترك المكاره في السبا

السلام عليك يا أبي الضيم، يا معلم الإنسانية مسار الخير ودروب الحرية ومعاني الكرامة.

وصدق الأديب:

ومن عجب يشكو الهوى وهو قلبه

جرى من خلال فجرتهُ القنا نهرا

وأعظم بخطبٍ زلزل الكون وانحنى

له الفلك الدوار محدودباً ظهرا

قدات أراق الشِمر من نحره دما

له انبجست عين السما أدمعاً حمرا

ولم أنس فتياناً تداعو لنصرهِ

وللذود عنهُ عانقوا البيض والسمرا

رجالٌ تواصوا حيث طابت أصولهم

وأنفسهم بالصبر حتى قضوا صبرا





سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي