بقبول صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، استقالة الحكومة خمدت أزمة سياسية كثر فيها الجدال والخلاف، وخرج الناس الى الشوارع بين مؤيد للحكومة ومعارض لها، استبق سمو الشيخ ناصر المحمد كتاب عدم التعاون باستقالة مسببة لسمو الامير عندما رأى انفضاض جميع الكتل السياسية من حوله، وباختيار سمو الأمير للشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيساً للحكومة الجديدة، الذي وجد قبولاً من معظم الكتل السياسية، وأحس الناس بالتفاؤل لما عرف عنه من خبرة أثناء توليه العديد من المناصب الحكومية والسياسية، وقيادته لمجلس الوزراء مرات عديدة أثناء غياب سمو الرئيس...
وحتى ينجح أبو صباح بمهمته العسيرة يتوجب عليه الا يكرر الأخطاء السابقة بتوزيع المناصب الوزارية حسب المحاصصة القبلية والطائفية، وارضاء هذه الفئة وتلك المجموعة، بل يعتمد على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب من رجال دولة أصحاب المؤهلات العلمية والخبرات العملية.
ولعل الافراج عن المحتجزين بتهمة اقتحام مجلس الأمة هي إحدى بشائر إزالة الاحتقان عن الشارع السياسي، راجين بأن يتبع ذلك عفو أميري كريم عنهم.
وليكتمل مثلث الإصلاح نأمل أن تكون الخطوة الثالثة هي حل مجلس الامة الحالي لفقدان الثقة به، وضياع التعاون بين أفراده، وعدم رغبتهم بالاجتماع ببعض، وإعراضهم عن دخول اللجان البرلمانية، ما جعله مجلسا بلا فائدة، وأن تجرى انتخابات برلمانية بنهج جديد تختفي فيه الانتخابات الفرعية وشراء الأصوات، وتقديم الخدمات (هذه الافرازات أنتجت لنا نوابا قبيضة أساءوا للعمل الديموقراطي) وأن يشرع شباب الإرادة بمكافحة هذه الآفات، وأن يكون لهم دور ملموس لا يقل عن دورهم في إسقاط الحكومة السابقة، فهم بعد الله الأمل في إيجاد مجلس يخلو من كل من يستغل الديموقراطية للتكسب المادي والسياسي والقبلي والطائفي، ويلبي طموح المرحلة المقبلة في تنمية البلد، وذلك لا يكون إلا بانتخاب نواب للوطن لا للفئة.
إضاءةأشكر الدكتور بكر حازم سليم استشاري طب وجراحة العيون الذي كان له الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى بإعادة الرؤية لعيني بكفاءة لا يزيد عليها إلا قدرته على الاقناع وبثه الهدوء والسكينة إلى القلب.
مبارك المعوشرجي
كاتب كويتي
[email protected]< p>