نافذة / براءة الذئب من دم ابن يعقوب! (2)
1 يناير 1970
07:44 م
| محمد أنور العطار |
تكملة لموضوع شامل وهو تبرئة الاسلام من بعض القضايا المطروحة باسم الاسلام وأصبحت لصيقة به، استأنف الحديث عن قضيه اخرى، ازعم انها ليست مطروحة بالشكل المطلوب بعد حديثي عن الخطبة التقليدية **ورأيي فيها وشواهد اسلامية تدعم رأيي، ننتقل الى القضية الاخرى.
القضية الثانية: الحجاب
ان قضية الحجاب قضية سُيرت الى منحنى آخر، فالدعوة الى الحجاب التصقت بها عزل المرأة عن المجتمع، فمنع الختلاط هي الجزء الثاني من دعوة الحجاب، وباعتقادي ان هذا التسلسل في هذه القضية هو مدروس ويستهدف امراً آخر ليس الستر، بدليل ان ليس هناك دعوات تضاهي الحجاب والخمار والنقاب تفيد المرأة! فالمكياج واللبس العصري المقبول لا اعتقد انه يتناسب مع الحجاب، فقد اصبح مجرد رمز او ختم تختتم فيه المرأة وجود نزعة اسلامية! وايضا كان من الاجدر على من يريد ان يدعو دعوة يفيد فيها المجتمع ان يبتدئ دعواه بأول كلمة نزل بها القران وهي «اقرأ» فباعتقادي ان لولا الاهمية العظمى للقراءة لما ابتدأ بها الباري عز وجل.
والاجدر ان تكون الدعوة اخلاقية وجوهرية لا شكلية وظاهرية، فمقام هذه القضية يناسب ذكرنا لحديث الرسول - صلى الله عليه واله وسلم بامرأة زانية دخلت الجنة في كلب بعد ان روت عطشه، فالدعوة يجب ان تكون دعوة رحمة ودعوة اخلاق وحجاب بعيداً عن القسوة!، لا دعوة شكلية، هذا بالطبع لا يتنافى مع اهمية الحجاب هذا اولا، فباعتقادي يجب الاستهلال في الدعوات التي تهتم بالجوهر وتغذية الروح بالاسلام قبل المظهر هذا ثانيا، عند الحديث بشكل مجرد عن عفاف المرأة فلا يجب تصوير ان العفاف مرتبط بالحجاب أبداً فمرأة بلبس عصري وسافرة بكامل وقارها وعفافها سيان مع امراة محجبة ايضا بكامل حجابها، باعتقادي الحجاب منبعه داخلي وحرية شخصية، فالصورة المنتشرة الآن هو التحايل على اللبس الشرعي الذي أصبح سهلاً وواضحاً، وهذا التحايل منشأه تلك الدعوات الحادة!
في الختام... في اعتقادي ان هناك من يود اشغال الناس بإسلام ظاهري، لسوء فهمه أو عدم تفهمه واندفاعيته في نشر دعوة السلام، وهناك من يود شغل المجتمع بقضية لتفضى له ساحة أخرى عن طريق خلق نظرة فيها نوع من الفرقة بين المحجبة والسافرة، وهذه الدعوة ايضا الاسلام بريء منها، فيستحيل ان يبت اي انسان بأفضلية محجبة على سافرة فكلتاهما سيان ، بدليل حديث الرسول- صلى الله عليه واله وسلم الذي ذكرته، وبذلك الاسلام بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب من هذه الدعوات الضحلة التائهة التي تؤخر وتعطل المجتمعات عن «إ سلام النفس والروح»!
* كلية العلوم الاجتماعية- جامعة الكويت