نافذة / براءة الذئب من دم ابن يعقوب!
1 يناير 1970
07:44 م
| محمد انور العطار |
هناك بعض القضايا التي يكتوي بها المجتمع باسم «الاسلام»، انا من خلال قراءتي ونظرتي اجد انها هي نقيضة للاسلام وهناك فهم خاطئ، مع هذا انا احترم اراء الفقهاء وكل **من يؤيدون هذه الافكار، ولذلك اطرح وجهة نظري بكل ود واعرضها من منطلق ان «الاسلام» هو دين اسم على مسمى، لذلك سأناقش قضايا عدة على هذا المسار في سلسلة من المقالات، وسيتضح الهدف من اختيار هذا العنوان باذن الله بعد مناقشة كل قضية واعرض وجهة نظر من يدعون انه رأيهم هو رأي الاسلام الاوحد! ورأي الذي ازعم انه رأي الاسلام ايضا لكن من نافذة متحررة اكثر واستشهد ببعض الشواهد.
القضية الاولى: الخطبة التقليدية
نجد رأي بعض رجال الدين هو منع الاختلاط، وهذا بالطبع يقود الى ما يسمى بالزواج التقليدي، الذي هو عبارة عن مجازفة وجلسات تعارف مصطنعة اجواءها احتفالية اكثر من ان تكون توافقية وانتقالية، لو تصفحنا تاريخ نبي الرحمة صلى الله عليه واله وسلم لوجدنا ان الوضع خلاف ذلك، فزواجه من خديجة الكبرى بعد عمله عندها، كان بمثابة التصريح أو التلميح بحسن زواج المعرفة المسبقة، لكن القضية ليست هنا، القضية باعتقادي ان الكثير ممن يعنون رسالاتهم بعناونين «اسلامية»، والمكتفين بالبسملة والحوقلة، بمعنى اخر اطروحاتهم ضحلة ليس فيها بحث موسع ومفصل عن اثار هذا العمل على المستوى البعيد.
فمن الطبيعي ان يكون الزواج التقليدي، زواج «قسمة ونصيب» اكثر منه زواج توافقي، فالكل في هذه الجلسات يظهر افضل ما عنده والمؤلم هنا هو التدخل السلبي للاهل النابع من العاطفة لاظهار المحاسن، فمن المعروف ان الحب اعمى، فهذا العمى يأخذ بيد الزواج الى الهاوية بسبب تغطية النواقص وعدم المصارحة وان لم يكن اعمى فهو أعور لانه سيضيف نكهة لاسعة ولاذعة تعكر من صفاء الزواج!، جعل من الخطبة التقليدية شريعة بالزواج من يتجاوزها يشعر بعدم الامان، اما الزواج المسبوق بالمعرفة فسيكون الاختيار مصحوبا بسلمية ومسؤولية اكثر، لا مجال لالقاء جزء من اللوم على الاهل، او ان يكون طريقة الزواج شماعة للتبرير الاخطاء!
وبهذا الشرح المختصر اجد ان الاسلام ارفع عن هذه العادة الاجتماعية العقيمة، وهذه الاطروحات المبنية في وضع قيود على علاقات الرجل بالمرأة من منع اختلاط او رفع شعارات تدل على الرؤية السطحية مثل «زواج الاقارب» او «عدم الزواج الرجل من امرأة ترتبط بعلاقة معه، باستنتاج ساذج انها كانت على علاقة برجال قبله»، بمعنى اخر الدفاع المستميت على نوع دون اخر هو تطرف وعسر والاسلام الحقيقي هو خلاف ذلك، يجب ان يوكل الامر للرجل وللمرأة وان يكون دور الاهل داعما فقط، ويجب تذكر ان الزواج معاملة كسائر المعاملات يجب التحلي بها بالامانة اما تزييف الحقائق من خلق هالة غير حقيقية لاحد الاطراف يقود الى نهاية تعيسة، فما بني على باطل فسيبطل!، الى ان اصبح ان الزواج التقليدي مقترن بالاسلام وزواج التعارف مرتبطا بنوع من العلمانية!، والاسلام بريء من «معطلات المجتمع» كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب!
* جامعة الكويت- كلية العلوم الاجتماعية