خيرا فعلت حكومتنا عندما أعلنت رفض الكويت استخدام أراضيها ومياهها وأجوائها لتوجية أي ضربة لإيران، فإيران دولة جارة مسلمة بيننا وبينها مصالح مشتركة كثيرة، ولنا معها علاقات تاريخية وطيدة، ولها على أرضنا جالية كبيرة جاء معظمها بحثا عن الرزق الحلال. ولكن الحديث عن ضرب مفاعلات إيران النووية بدأ يعلو ويتواتر.. إسرائيل تجري مناورات وتجارب في إحدى القواعد الإيطالية، والقوات الأميركية تجوب الخليج العربي وبحر العرب، وتنتشر في أفغانستان وقرغزستان التي لديها قواعد فيها، وجورجيا التي بينها وبين الولايات المتحدة معاهدات عسكرية، توحي بالاستعداد لهذه الضربة، وقد تكون هذه حركات يراد منها تهديد وتهويش إيران لإرغامها على التنازل عن امتلاك الأسلحة النووية، وكف يديها من التدخل في شؤون بعض الدول العربية... ولكن احتمال الضربة وارد خلال هذه الأشهر، ولو لا قدر الله حدثت فأكبر متضرر من هذه العملية بعد إيران هي الكويت بيئيا وأمنيا، وأول أطواق النجاة من هذه الكارثة هو رص الصفوف ونسيان الخلافات والمصالح الفئوية من أجل سلامة الوطن ومستقبله، وكذلك المطلوب اليوم نشر ثقافة الوقاية من الإشعاعات النووية عبر مختلف وسائل الإعلام وأن تجهز وزارة الصحة كل ما نحتاجه من الأدوية والمضادات التي تحمي منها، أما الدور الكبير والواسع فهو على وزارة الداخلية بجميع أجهزتها، فيجب ألا تنشغل القوات الخاصة بالتظاهرات والاعتصامات، فقد أثبت شبابنا المرة تلو الأخرى سلمية احتجاجاتهم وبعدهم عن التصادم مع قوات الأمن، أو تخريب مصالح الناس، ولا تنشغل بعض الأجهزة بمراقبة المغردين والمدونين فنحن شعب تعود على حرية الكلام، واعتادت قيادتنا عبر التاريخ على سماع زبدة الكلام، والترفع عن الزَبد، والمطلوب اليوم من هذه القوات حراسة السفارات والمؤسسات الدولية والمراكز الحساسة في الدولة حتى لا يحدث معنا كما يحدث الآن في دمشق بعد قرار الجامعة العربية الأخير... لردع الخلاية النائمة وشبكات التخريب خوفا من تكرار ما حدث في السابق... فبالاستعدادات والتجهيز سنجتاز إن شاء الله تلك المخاطر.
إضاءةكل ما حاولنا الاقتراب من إيران، ومد يد التعاون معها، تصيبنا يدها بالإساءة... ولعل آخر هذه الاساءات اعتقال إعلاميين من الكويت بتهمة التجسس، علما أنهم قد دخلا إيران بصورة رسمية من أجل تصوير برنامج تلفزيوني.
مبارك المعوشرجي
كاتب كويتي
[email protected]