سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «الدوامة»
1 يناير 1970
08:00 ص
هي لعبة خشبية صغيرة مخروطية الشكل تنتهي بمسمار يلف عليها خيط ثم تلقى على الأرض فتدور دوراً شديداً، وكثيرا ما لقي المعلمون نصباً كثيراً حينما يمنعون تلاميذهم من ممارسة هذه اللعبة في المدارس قديما، يوم كان المدرس حريصا أشد الحرص على تلاميذه، هو الأب في التوجيه والإرشاد والقدوة الصالحة لا يأمرهم إلا في الحصول على الحقائق التي من أجلها تقدمهم وازدهارهم، على عكس ما نجده من بعض المعلمين في أيامنا الحاضرة حيث يطلقون العنان للتلاميذ في عملية الاضراب والاحتجاج والتظاهر كأن لم يكن هناك مستقبل ينتظر هؤلاء التلاميذ.
عزيزي القارئ نحن الآن نعيش في دوامة حقيقية تكاد ان تخلق في أوساط هذا المجمتع دوارا لا يستطيع الانسان ان يستقر في أوساطه.
احتجاحات كثيرة دون حق واعتصامات هنا وهناك من دون ان يعير المعتصمون حقاً لمصلحة المواطن ولا وزناً للهدوء والاستقرار والحياة الهادئة.
ألسن تتقاذف الكلمات والاصطلاحات والعبارات فيما بينها.
البعض يكيل التهم من دون الإتيان بما يثبت قوله ومتهم ينظر يمنى ويسرة وهو مذهول بما يقذف به.
حقائق تتناثر عبر وسائل الاتصال الاجتماعي مالها من صحة إلا إثارة الفتن، وشق الصف، وتشتيت المجتمع وتبعيضه، وبث روح الطائفية البغيضة.
دوار شديد ودوامة عارمة لماذا؟
وديرة مستقرة هادئة يأتيها رغدها بإذن ربها. فتحية للذين يهدفون الى العمل من أجل رقيها وتقدمها وازدهارها ومالنا في هذه الأيام وما نشاهده من حوادث وأهوال إلا ان نستمع لأغنية فيروز:
يا دارة دوري فينا
يا دارة دوري فينا
تننسا أساميهم
وينسوا أسامينا
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي