جنازته شيّعت أمس وسط حضور حاشد

أحمد باقر حفر اسمه في ذاكرتنا... ورحل بصمت

1 يناير 1970 12:49 م
| كتب مفرح حجاب وعلاء محمود وسماح جمال |

شيّعت الكويت أمس الفنان أحمد باقر أحد رواد الحركة الفنية ومؤسس النهضة الموسيقية الحديثة في منطقة الخليج العربي، إذ تم دفنه بمقبرة الصليبخات بحضور حاشد من منتسبي الوسط الفني،بعد مسيرة من العطاء الفني الزاخر، حيث وصلت جثمان الراحل إلى مثواه الأخير محمولة على أكتاف ذويه وأصدقاء دربه. حملوه والحزن يعتصر قلوبهم. خطواتهم تسير بهم متوجهة إلى القبر.

أول الواصلين إلى المقبرة كان الموسيقار غنّام الديكان مع نجليه بشار الديكان، وعميد المعهد للفنون الموسيقية الدكتور سليمان الديكان. حيث وقفوا منتظرين وصول الجثمان للصلاة عليه، فحبسوا الدموع واكتفوا بالدعاء له بالرحمة والغفران طوال الوقت.

ومع وصول الجثمان توجهوا مع الجمع وأدّوا صلاة الميت،لينضموا بعدها مع المعزّين لتقديم واجب العزاء لذوي الراحل. وهناك حضر كل من شادي الخليج ومحمد السنعوسي والشاعر مبارك الحليبي والشاعر ماجد المهنا والعميد السابق الدكتور بندر عبيد. كذلك حرص المطرب عبدالكريم عبدالقادر على الحضور لتقديم واجب العزاء.

ونعى عدد من الفنانين النجم الراحل فقد اعتبر عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية السابق الدكتور بندر عبيد أن أحمد باقر كان علما يرفرف وسيظل كذلك في ظل وجود ابناء له متواجدين في الساحة الموسيقية نهلوا منه مثل أنور عبد الله ويعقوب الخبيزي وعبد الله الرميثان وغيرهم من خريجي المعهد.

وأضاف عبيد: لقد ساهم باقر في تطويرالموسيقى في هذه المنطقة،بل هو صاحب النهضة الموسيقية الحقيقية منذ أن قام على تأسيس المعهد العالي للفنون الموسيقية منذ 52 عاما حيث عمل مراقبا ثم عميدا له منذ 1979 وحتى عام 1983 وكان أبا للجميع وقدم أول أغنية متطورة للفنان شادي الخليج «لي خليل حسين» ولحن عدد من الأوبريتات للفنان عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله وقدم أول نشيد وطني كويتي «حماة العرين» بل ان موسيقى الأخبار في التلفزيون والاذاعة والتي تذاع حتى الآن من الحانه، بالاضافة الى انه قام اول الاغاني البحرية «كفي الملالم» من كلمات الشاعر فهد العسكر.

أما عبد العزيز خالد المفرج (شادي الخليج) فقال: لقد خسرنا أحد أبرز مؤسسي الاغنية الكويتية الحديثة ونسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم مغفرته وأن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان.

وأضاف المفرج: كان الفقيد إنساناً عظيماً وفناناً مبدعاً واستاذاً جليلاً كرس حياته وفنه لخدمه الفن الكويتي من خلال عطائه الفني تأليفاً وتلحيناً للعديد من الأعمال الغنائية والاوبريتات الفنية خلال مسيرته في المعهد العالي للفنون الموسيقية وكذلك ابداعاته الفنية مع العديد من الفنانين الكويتيين.

وتابع: لقد جمعتني مع الفنان الراحل علاقة فنية طيبة منذ بداية اعمالنا الغنائية وقدمنا اعمالا فنية ستظل اعمالا خالدة في ذاكرة الفن الكويتي و اذكر منها أول تعاون (أغنية لي خليل حسين سنة 1960 الهولو كفي الملام - تقول نسيت لا ياقلبي ياللي شغل بالي - ومن الاغاني الوطنية حماة العرين - طاب التغني كويت العرب صدى الماضي ).

ومن جانبه أشار الموسيقار غنام الديكان إلى أن أحمد باقر كان من مطوري الموسيقى وكان من الرواد في مجاله ومبدعا في مجاله، وهو من أسس المؤسسة الأكاديمية في الكويت المتمثلة في المعهد العالي للفنون الموسيقية، وكفنان كان دوره بارزا في الحركة الموسيقية في العالم العربي، ولكنه في الفترة الأخيرة كان في حال ابتعاد وترافق هذا مع عدم سؤال الجهات الرسمية عنه.

أما المطربة القديرة سناء الخراز فقالت: كان باقر شديد الحرص على عمله وتفاصيله وبرغم الحزم الشديد في طبعه إلا أنه شخص رقيق وخلوق في تعامله.

وتابعت الخراز: تعلمت منه الكثير على الصعيد الفني أو حتى الانساني كالالتزام بالمواعيد مثلا وحبه الشديد لفنه، وأنه يعطي كل شيء لفنه.

الشاعر عبداللطيف البناي قال: الراحل كان موسيقاراً كبيراً وكان حريصاً على أدق تفاصيل عمله لأبعد الحدود ليظهر عمله بالصورة اللائقة، ودوره في الحركة الموسيقية معروف.

وتابع البناي: لم يبتعد الراحل عن الأضواء بل لم يكن أحد يسأل عنه إلا دائرة معينة من الفنانين أمثال القدير شادي الخليج الذي كان حريصا على أن يوفر له العلاج بالخارج ولكن قدر الله وما شاء فعل.

ومن جهته أشار الشاعر بدر بورسلي إلى أن الراحل أحمد باقر أعطى حياته للفن ولم يبخل بعمره عليه، وهو من أثرى الأغنية الكويتية والخليجية فهو أحد رموز الحركة الفنية في البلد، وبرغم بعده في الفترة الأخيرة ظل هو محركا لهذا للوسط الفني... وعندما مرض في الفترة الأخيرة للأسف لم تهتم الدولة بعلاجه وتُرك.

واستذكر الموسيقار سعيد البنا لقاءه بالفنان الراحل وقال: أول لقاء جمعني معه أثناء تسجيله للحن «كفي الملام» فهو كان فناناً يفيض بالإحساس مع العلم أن ألحانه ليست سهلة في أدائها.

وشدد عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية يوسف المنصور، على ان «أبو صلاح صاحب بصمة واضحة بتاريخ الموسيقى الكويتية، والوطن العربي وأثر بشخصيتنا كموسيقيين وأساتذة في المعهد».

وقال «كانت هناك حالة تجاهل له من قبل المؤسسات الرسمية و كان يجب أن يحظى بحالة اهتمام أكبر نظرا لما قدمه للكويت وأنه رفع اسمها عاليا، ولكن هذا هو حال الشعوب العربية التي لا تتذكر كبارها إلا بعد رحيلهم».

ومن ناحيته، قال الملحن عبد الله القعود: كان أحمد باقر أحد أعمدة الموسيقى وعلما من أعلامها في الكويت والمنطقة، وسيظل موجودا بفنه وأعماله التي قدمها، وكان أباً روحياً لنا وشخصياً أعشق أعماله ففكره الموسيقي سبق عصره.

أما الملحن والشاعر فهد الناصر فقال: الموسيقى ترثي نفسها والفن الكويتي يعزي نفسه، ونحن أبناؤه وتلاميذه وكل من سار على نهجه ودربه نبكيه، عزاؤنا كبير فالأب فقد رحل باقر بعد ان علّمنا الحب بالفن، والاحترام للفن، وأثرانا بلوحاته الموسومة في قلوبنا.

وبدوره، تحدث الملحن عادل المسيلم فقال: حزنت كثيراً عليه كوني كنت أعلم بحالته الصحية السيئة. فكثيرون لا يعلمون أنه كان طريح الفراش في المستشفى لأكثر من أسبوع دون أن يلقى أي اهتمام من أي جهة كانت سواء حكومية أو قطاع الصحة وحتى الإعلام. هو أنسان كبير بعطائه وفنه، لكن لم يقف معه أحد، باختصار أحمد باقر تاريخ بالنسبة للأغنية الكويتية والخليجية لكنه رحل بصمت دون اهتمام.

ومن جهته، تحدث عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية الدكتور سليمان الديكان عن الموسيقار أحمد باقر أنه «كان في إحدى السنوات عميداً للمعهد وما زال كذلك وسيبقى للأبد، وكل دكاترة وأساتذة وطلبة المعهد من مخرجاته، فهو مؤسس هذا الصرح الفني الذي نفخر به، هو أحد أعمدة الفن في الكويت وهو صاحب أكبر جهاز فني وإداري وتربوي، مخرجاته منذ عام 1972 حتى اليوم تحسب له وسنعمل على تخليد اعماله».

وأضاف: خلال حياته عملنا قاعة باسمه، وكذلك فرقة «أحمد باقر للموسيقى العربية» وقد سعد بها في وقتها. وفي المستقبل سنقوم بتقديم أعمال أخرى تحمل اسمه سيتم الإعلان عنها في حينها.

بينما اعتبر الدكتور بسام البلوشي أن «بموت أحمد باقر فقدنا أحد رموز الحركة الموسيقية في الكويت، والراحل كان مؤسس المعهد العالي للفنون الموسيقية ولولاه لما كان هناك معهد ولما استطاع الدارسون اكمال دراستهم العليا في الموسيقى، فهو كان أباً للموسيقى والموسيقون في الكويت».





اليوحة: الفقيد ساهم في تطوير

الفنون الموسيقية في الكويت



أكد الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب المهندس علي اليوحة على ان وفاة الفنان الموسيقار الكبير احمد باقرخسارة كبيرة للحركة الفنية والموسيقية في الكويت مشيرا الى ان الفقيد يملك رصيدا كبيرا من الاعمال الموسيقية المتميزة والالحان التي اكتسبت شهرة عربية كبيرة حتى ان كبار الموسيقيين في مصر الشقيقة اطلقوا عليه سنباطي الخليج تشبها بالملحن المصري الكبير رياض السنباطي.

وقال اليوحة: الفنان الراحل من الرعيل الاول الذي ارسى قواعد الفن الراقي في الكويت وقام بتلحين مجموعة من الاعمال الغنائية لكبار الفنانين والتي احدثت نقلة نوعية في الغناء الكويتي في العصر الحديث. وساهم مع ابناء جيله في نقل رسالة الكويت الثقافية الى محيطها العربي من خلال تلحين مجموعة من الاعمال الغنائية الراقية لمطربات عرب مثل نجاة الصغيرة وعليا التونسية بالاضافة الى باقة الاعمال الوطنية التي عكست الدور الوطني للفنون والموسيقى ومنها طاب النشيد وكويت العرب وصدى الماضي وانا العربي





وزارة الإعلام أبّنت باقر



كونا : أبنت وزارة الاعلام الموسيقار احمد باقر الذي وافته المنية مساء الجمعة بعد صراع مع المرض. وقالت وزارة الاعلام في بيان صحافي اليوم ان فقدان الفنان القدير احمد باقر يعد خسارة كبيرة للساحة الفنية في الكويت نظرا لاسهاماته ومشاركاته الفنية الكبيرة التي عرف بها حيث كانت ألحانه متميزة وكان متواصلا مع كبار المطربين الكويتيين والخليجيين والعرب.

واشادت الوزارة بمشوار الراحل احمد باقر الفني الذي قدم العديد من الألحان الجميلة وكانت له اسهاماته الكبيرة في عالم الموسيقى حيث يعتبر صاحب فكرة انشاء المعهد العالي للفنون الموسيقية ولقب بسنباطي الخليج.

واعربت الوزارة عن بالغ حزنها لفقدانها واحدا من أهم أعمدة الفن الكويتي متقدمة بخالص العزاء الى اسرة الفقيد والأسرة الفنية الكويتية والعربية برحيل الموسيقار احمد باقر.