| فهد حمود الحيص |
الجود المطر الغزير وهو الكرم والسخاء يقول النابغة الذبياني:
فَتىً كَمُلَت أَخلاقُهُ غَيرَ أَنَّهُ
جَوادٌ فَما يُبقي مِنَ المالِ باقِيا
وجاد الرجل بماله يجُود جُوداً والجَيِّد... نقيض الرديء:
يَجُودُ بالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الجَوادُ بِها
والجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ
قائله مسلم بن الوليد، الملقب بصريع الغواني شاعر متقدم من شعراء الدولة العباسية:
لا تَدعُ بي الشَوقَ إِني غَيرُ مَعمودِ
نَهى النُهى عَن هَوى الهَيفِ الرَعاديدِ
لَو شِئتُ لا شِئتُ راجَعتُ الصِبى وَمَشَت
فِيَّ العُيونُ وَفاتَتني بِمَجلودِ
سَل لَيلَةَ الخَيفِ هَل أَمضَيتُ آخِرَها
بِالراحِ تَحتَ نَسيمِ الخُرَّدِ الغيدِ
شَجَّجتُها بِلُعابِ المُزنِ فَاِغتَزَلَت
نَسجَينِ مِن بَينِ مَحلولٍ وَمَعقودٍ
كِلا الجَديدَينِ قَد أُطعِمَتُ حَبرَتَهُ
لَو آلَ حَيٌّ إِلى عُمرٍ وَتَخليدِ
أَهلاً بِوافِدَةٍ لِلشَيبِ واحِدَةٍ
وَإِن تَراءَت بِشَخصٍ غَيرِ مَودودِ
لا أَجمَعُ الحِلمَ وَالصَهباءَ قَد سَكَنَت
نَفسي إِلى الماءِ عَن ماءِ العَناقيدِ
إلى أن يقول:
اللّهُ أطْفَأَ نارَ الحَرْبِ إِذْ سُعِرَتْ
شَرْقاً بمُوقِدِها في الغَرْبِ داودِ
يَلْقَى المَنِيَّةَ في أَمْثالِ عُدَّتِها
كالسَّيْلِ يَقْذِفُ جُلْمُوداً بجُلْمُودِ
يَجُودُ بالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الجَوادُ بِها
والجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ
عَوَّدْتَ نَفْسَكَ عاداتٍ خُلِقْتَ لَها
صِدْقَ اللِّقاءِ وإِنْجازَ المَواعِيدِ
نَفْسِي فِداؤُكَ يا داودُ إِذْ عَلِقَتْ
أَيْدِي الرَّدَى بِنواصِي الضُّمَّرِ القُودِ
مَلأَتَها جَزَعاً أَخْلَى مَعاقِلَها
مِن كُلِّ أَبْلَخَ سامِي الطَّرْفِ صِنْدِيدِ
لَمَسْتَهُمْ بِيَدٍ للعَدْوِ مُتَّصِلٌ
بِها الرَّدَى بَيْنَ تَلْيِينٍ وتَشْدِيدِ
وطارَ في إِثْرِ مَن طارَ الفِرارُ بهِ
خَوْفٌ يُعَارِضُهُ في كُلِّ أُخْدُودِ
* مهندس وكاتب
[email protected]