ملامح / عودة شيزبونة
1 يناير 1970
11:40 ص
| د. عالية شعيب |
احترنا أيّ مسرحيات نحضر هذا العيد، فالعروض كثيرة ومتنوعة، زاخرة بالقصص والنجوم. اختارت ابنتي أكثر مسرحية تضم نجوما تتابعهم اعلاميا أو عبر النت**. وكذا اخترنا مسرحية عودة شيزبونة، وكنت قد رأيت بعض اعلانات مشجعة بالفعل تبيّن مقدار الجهد المبذول في الأداء والديكور والاضاءة، وقد صدق الاعلان فعلا. فقد دهشت فعلا لوجود مثل هذا المستوى من مسرح الطفل لدينا. القصة كانت تربوية هادفة تدور حول أهمية القراءة والثقافة للطفل والطالب وأهمية ابتعاده عن الكسل والتبلد والتركيز على قيمة الكتاب. وكم نحن بحاجة هذه الأيام للتذكير بأهمية الكتاب خصوصا مع شرود الطلبة وتشتتهم بين الصرعات الحديثة والغرق في النت، وكافة وسائل التكنولوجيا الأخرى. التي حولت الكتب والثقافة لشاشة مختصرة. فكرة تنفيذ المسرحية مبتكرة تبتعد عن المسرح الاعتيادي الى تركيز الرقصات واللوحات الابداعية والأحداث في مستطيل أشبه بلسان في منتصف الصالة، يقف عليه المؤدون صفين، صف يواجه اليمين وآخر للشمال فلا يمل المشاهد أبدا ويتمكن من المتابعة بشكل أفضل. الفرقة الراقصة من شباب وبنات أكثر من رائعة، ونتقدم بالشكر والامتنان لستيج جروب على جهدهم في تقدير وتطوير مسرح الطفل واحترام الطفل نفسه، احترام عقله وكيانه بتقديم عمل كهذا ممتاز ومتكامل بالفعل. فهذا المدرس أحمد ايراج، انتهى من درسه ونراه يحث الطلبة «هبة الدري، فهد البناي، ناصر عباس، نورة، وآخرين»، على التوجه للباص، لكن فجأة تظهر فرقة شريرة منهم «حسين المهدي، محمد رمضان»، ويحاولون اخذهم معهم في طريق آخر، وهكذا تتداعى الأحداث ويتصاعد السرد الدرامي ويتبين لنا أن ملكة الغابة ساحرة شريرة تدعى شيزبونة «الممثلة الرائعة سحر»، تقوم بتسخير مساعدها ومن معها باختطاف الطلبة الأبرياء المجتهدين وتحويلهم لأفراد كسولين جهلاء. تستنجد هبة الطالبة المميزة بأستاذها الذي يهرع للنجدة ثم يتفق الجميع على القضاء على الساحرة، بعد اكتشاف موطن ضعفها في قلادتها. عمل اسعراضي ممتع بصريا وعقليا، يحترم عقل المشاهد وذائقته، موجه للمتذوق والمشاهد الكويتي المطلع والمثقف الذي لايقبل بالأعمال الهابطة الموجودة على الساحة حاليا. وقد تابعت بعض آراء المشاهدين في المنتديات وسخريتهم من بعض الأعمال الذي يشتم فيها الممثل الجمهور ويقول لهم «اللي مو عاجبه يطلع بره» ويعلّق على الناس، على ملابسهم وحركاتهم، اسفاف وانحطاط ليس في المسرح فقط بل في السلوك الشخصي والاجتماعي للممثلين والمنتجين. تحية من القلب لفريق عمل شيزبونة، المؤلف المخرج، الاضاءة ومهندس الديكور والمنفذين وشباب التنظيم المهذبين، والممثلين والفرقة الاستعراضية فردا فردا على أدائهم وحماسهم واخلاصهم للعمل. برافو، أعدتم لنا الثقة في مسرح الطفل.
twitter @aliashuab