أوصى زوجته بإحراق جثته... ونثر رمادها في أوروبا

أسرار وراء انتحار رجل الأعمال المصري عدلي أيوب: تعثرت شركاته وازدادت ديونه... فأطلق النار على نفسه

1 يناير 1970 02:16 م
| القاهرة - من وليد طوغان |

بعد سنوات من استحواذه على 90 في المئة من شركة « ميد ويست» للطيران ـ أحد أملاك رجل الأعمال المصري القبطي رامي لكح ـ أقدم رجل الأعمال المصري عدلي أيوب، نجل الملياردير المصري المعروف أيوب عدلي أيوب، على الانتحار في القاهرة أول من أمس، تاركا وصية لزوجته، معللا قتله نفسه إلى « الحالة النفسية السيئة» التي أصابته بعد خسائر الشركة المستمرة، وأوصى زوجته قبل انتحاره بإحراق جثته ونثر رمادها في أوروبا.

أسرة أيوب « الأب»، تلقت نبأ قتل ابنها نفسه بالرصاص؛ بخليط من الصدمة والذهول، إذ لم يكن من المتوقع، مع شخصية القتيل المعروفة بصلابتها وكثرة تعرضها لتقلبات السوق، أن يقتل نفسه، خصوصا مع تماسك موقف عائلته المالي، وباعها الطويل في سوق المقاولات والإنشاءات، ناهيك عن اسمها اللامع في المجتمع الاقتصادي المصري.

وتلقى الأب نبأ انتحار نجله بعد ساعات من مغادرته مصر في إجازة. وقالت الشرطة إن المليونير القتيل أطلق النار على نفسه في كراج فيلته، في القاهرة الجديدة (شرق القاهرة).

ويملك الملياردير المصري أيوب «الأب»، شركة «رامكو »، إحدى أكبر شركات الإنشاءات المصرية، فيما يترأس نجله « المنتحر » عدلي مجلس إدارة شركة ميد ويست للطيران، إضافة إلى عضويته في مجلس إدارة قرى «ستيلا دي ماري» السياحية، التي أسسها له والده، قبل سنوات، رغم عدم رغبة الابن في العمل بقطاع السياحة.

ونسبت الأوساط الاقتصادية للملياردير المصري، رامي لكح، على سبيل المجاز، تسببه في انتحار عدلي أيوب، إذ ان سوء الحظ والعثرات لم تفارق شركة طيران « ميد ويست» منذ أن اشتراها الأخير من لكح، وهو الحظ الذي زادت حدة سوئه الفترة الأخيرة، حتى أن قرار عدلي قبل انتحاره بساعات، بفصل 20 مضيفا، كان إشارة لم يلحظها أحد على ما يمر به في الطريق إلى إنهاء حياته، إذ لم يسبق أن شهر عن شركات عائلة أيوب « الأب» فصل أي من العاملين بها مهما كانت الأسباب.

وكان عدلي «القتيل»؛ قد استحوذ على 90 في المئة من شركة «ميد ويست» للطيران من رجل الأعمال رامي لكح مقابل 9 ملايين دولار، اقترضها من البنك الأهلي المصري، بعد موافقة النائب العام المصري، وتم الدفع مرة واحدة، ونظرا لحساسية موقف لكح الذي كان هاربا وقتها خارج البلاد لملاحقته من بنوك مصرية عدة لتعثره في سداد مديونياته.

واشترى أيوب حصة «ميد ويست» لحسابه، وليس لصالح شركة «رامكو»، في خطوة مماثلة لما قام به عند شرائه فندق إسكندنافية، من رامي لكح أيضا، ما أثار التساؤلات وقتها في أوساط رجال الأعمال المقربين من عائلة «أيوب» الأب.

ورغم التساؤلات والشكوك في تصرفات القتيل فإنه استطاع بمجهوده الشخصي توثيق عقد إيجار أول طائرة خاصة بشركته، قبل عشرة أعوام، واستأنفت الشركة عملها، بعد فترة توقف بدأت بهروب مالكها الأول لكح إلى خارج البلاد، وبدأت في تزكية اسمها في سوق «الرحلات السريعة» المعروفة بـ « الشارتر»، وفي بادرة تفاءل معها الابن بالمستقبل.

وبعيدا عن أبيه؛ وقع «أيوب» الابن عقدا مع شركة «بوينغ» لتأجير طائراتها لشركته، بنظام « التأجير التمويلي »، وتسلم « الابن» أولى طائرات الصفقة، نهاية العام الماضي، إلا أن أحداث يناير سرعان ما لاحت في الأفق، لتنقلب الطاولة على رأس «أيوب» الابن، الذي يبدو أنه أبى أن يتدخل أبوه، أو أي من أفراد عائلته في الأزمة، حتى ولو كان الثمن.. حياته.

وواجه الابن مشكلات عدة، في الفترة من يناير الماضي حتى انتحاره أول من أمس، وتعثرت شركته في سداد مديونياتها لسلطات الطيران في مصر، وحجزت سلطات الطيران في فرنسا، على إحدى طائراته قبل أسبوع، بعد أن فشل في سداد تكاليف خدماتها الأرضية ومصاريف الصيانة.

وقبل أيام من وفاته؛ وصلت ديون شركة طيران «ميد ويست» إلى 300 ألف دولار للطائرة الواحدة شهريا، وهو ما فضل المليونير الشاب معه الانتحار... على تسديد الديون، أو الاستعانة بأبيه.