بداية أهنئ أهل الكويت قيادة وشعبا والمقيمين الشرفاء فيها بعيد الأضحى المبارك، وأقول لهم عيدكم مبارك وأيامكم سعيدة إن شاء الله، ونتمنى لضيوف الرحمن حجا مبرورا وذنبا مغفورا وعودة حميدة... وألا ينسونا بالدعاء والصوغة عند العودة.
منذ أن عرف الخليجيون السياحة في البلدان العربية في بداية خمسينات القرن الماضي كانوا يواجهون بأسئلة مستفزة عندما يدخلون إلى المقاهي والمطاعم والأماكن السياحية:... لماذا تكتفون بالمرطبات والشاي والقهوة ولا تشربون الخمر أو تلعبون القمار، لما لا تصرفون ببذخ وإسراف على ملذاتكم، ولما البخل ولدى كل واحد منكم بئر في حوش بيته يبيع براميل النفط ويقبض الملايين دون جهد أو تعب؟
وللأسف انتقلت هذه الفكرة الغبية من العامة إلى حكامهم فظلوا يطالبون حكامنا بدفع فواتير انقلاباتهم وصراعاتهم ضد بعض، وكل ما يخسرون في هزائمهم المتكررة في حروبهم مع إسرائيل مستثنين من ذلك العراق والجزائر وليبيا ومكتفين بدول الخليج العربي... كل ذلك باسم تحرير المسجد الأقصى وأداء الواجب القومي، واليوم عم السلام المنطقة مع اليهود، وقّع البعض معاهدات السلام وتم تبادل السفراء، وآخرون وقّعوا اتفاقيات هدنة دائمة تحفظ حدود اسرائيل من أي خطر، وما بقي من فلسطين إلا قطعتان... جزء من الضفة الغربية وتحكمه فتح وجزء من قطاع غزة وتسيطر عليه «حماس»... وهماً وإسرائيل في معارك كلامية ومناوشات محدودة لا تحرر بلداً ولا تحمي شعباً ولا ترد مشردين، فهل توقفنا عن الدفع وأدائنا لدورنا القومي بعد هبوب رياح الربيع العربي على جمهوريات الملكية الوراثية تبين للعالم أن رؤساءها ملياديرية ومن حولهم مليونيرية يحتكرون اقتصاد البلد ويستثمرون ثرواته في القارات الست المأهولة، ونحن مطالبون اليوم بالصرف على الثورات ودعم اقتصادها باسم الواجب القومي وحماية لها من فلول الأنظمة السابقة، ولا أدري لما لا يصادرون ثروات حكامهم السابقين ويستعيدون استثماراتهم الخارجية الضخمة إلى بلدانهم قبل أن يستولي عليها القادمون الجدد إلى الحكم. ولعل آخر وأعجب هذه المطالب اقتراح تقدم به شخص «متذاكي»، فبعد أن قررت أميركا التوقف عن دعم منظمة اليونيسكو لدخول دولة فلسطين إليها، طالب هذا المتذاكي أن تقوم الدول الخليجية بدفع هذا المبلغ الذي يفوق 83 مليون دولار سنويا وحكام فلسطين وقادة منظماتها الفدائية لديهم من الثروات ما لا يقل عن ثروات حكام الجمهوريات الملكية.
إن مقولة نفط العرب للعرب بلا شكر ولا عرفان مقولة استهلكت وآن الأوان لأن نوقف هذا السيل من الصرف على الآخرين فنحن أولى بثرواتنا وما زاد يجب أن يدخر للأجيال القادمة فإلى متى يخطئون ونحن نكفر عن اخطائهم؟!
إضاءةسهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل متهمة مع زوجة رئيس الجمهورية التونسية الهارب بقضايا فساد مالي... هذا ما بقي من الثوار وأهلهم.
مبارك المعوشرجي
كاتب كويتي
[email protected]< p>