تدرس في كلية العلوم وطموحها تعدى المحيط العربي ... وتريد العالمية

حوراء القلاف مخترعة «تكنوقراط» تخفف معاناة الصم وتخلّصنا من الضوضاء

1 يناير 1970 11:10 ص
|إعداد: أحمد الشمري - فوز الظاهر|

حوراء القلاف مخترعة «تكنوقراط» لأنها تدرس في محضن المخترعين «كلية العلوم» لكن ليست الكلية وحدها التي أدخلتها عالم الاختراعات، بل لأن «الحاجة هي** أم الاختراع» فعندما أشفقت حوراء على احدى قريباتها التي تعاني اعاقة الصم والبكم وكذلك زوجها، راودتها فكرة «سوار التنبيه للوالدين المعاقين سمعيا» وهو الاختراع الذي أحرزت به المركز الثالث في مسابقة انتل للعلوم على مستوى العالم العربي.

ولم يكن «سوار التنبيه» هو باكورة اختراعاتها، بل كانت مسابقة الشيخة فادية السعد هي مفتاح «السعد» لدى حوراء حيث صممت مع زميلتين لها جهازا يحد من التلوث الضوضائي الذي تسببه صافرات الاسعاف او المطافي وحصلن على المركز الثالث على مستوى الكويت.

باختصار حوراء وجدت نفسها محبة للاكتشافات والاختراعات العلمية وتريد أن يخلد اسمها بين أسماء اشهر المخترعين في العالم، ولذلك تفضل ان تنشر اختراعاتها بالاسم الاجنبي ليحقق الانتشار المرجو، لكنها تطالب كغيرها من المخترعين بمزيد من الدعم حتى يمكنهم تطبيق اختراعاتهم او تطويرها.

«كويتي وأفتخر» التقت حوراء القلاف في هذا الحوار المليء بالطموحات:



• بداية عرفينا عن نفسك، من هي «حوراء القلاف»؟

- حوراء القلاف طالبة في السنة الاولى في كلية العلوم، أطمح في دراسة تخصص الجيولوجيا ووجدت نفسي محبة للاكتشافات والاختراعات العلمية وأريد أن يخلد اسمي بين اسماء اشهر المخترعين في العالم.

• هناك مواهب كثيرة في المجتمع الكويتي، لكنها لا تجد التشجيع والمكان الملائمين لتنمية مهاراتها، ما تعليقكم على هذا الأمر؟ وماذا يفعل من لديه موهبة ما؟

- الكثير من المواهب التي بدأت تظهر في الوقت الحالي جديدة على مجتمعنا ومن الصعب اكتشافها لذا اعتقد ان من يملك موهبة ما ويريد ان يطورها او يستفيد غيره منها فعليه ان يجد ويجتهد ويبذل قصارى جهده ليصل الى ما يريده.

• بعض المخترعين الذين قابلتهم «كويتي وأفتخر» شكوا من الصعوبات التي تواجههم في الكويت؟ هل ترين أن مؤسسات المجتمع أو الإعلام أو النادي متعاونون معكم؟

- من وجهة نظري اعتقد ان العديد من المخترعين يحتاجون وبشكل كبير للدعم حتى يمكنهم تطبيق اختراعاتهم او العمل عليها او تطويرها وارى ان هناك مؤسسات في الدولة تحاول ان تقدم للمخترعين كل ما يريدونه.

• ما الفوائد التي تعود عليك من الاختراعات؟

- تعود عليّ بالتعرف على معلومات جديدة لم يسبق لي معرفتها أثناء البحث العلمي، وكذلك طرق الاختراع وكيف تتم؟

• لننتقل لاكتشافاتكم... كيف بدأت مسيرتكم مع الاختراعات؟

بدأت عام 2009 في مسابقة فادية السعد العلمية حيث اشتركت انا وصديقتاي في هذه المسابقة فهي فريدة من نوعها ولم نعتد ان نشارك في مسابقات تتطلب إيجاد افكار مناسبة لحل مشكلات متعددة فتحمست للموضوع، وتنص قوانين المسابقة على اشتراك 3 طالبات على الاقل فاشتركت انا وصديقتاي بعد ان اخبرتهما بأمر المسابقة، وقمنا بتصميم جهاز يحد من التلوث الضوضائي الذي تسببه صافرات الاسعاف او المطافي وحصلنا على المركز الثالث على مستوى الكويت بعدها أحسست انني احب هذه الهواية واريد ان استمر فيها واطور من نفسي في هذا المجال.

• ما أبرز الاختراعات التي قمت بإنجازها؟ وما الجوائز التي نلتها من خلالها؟

- قمت بانجاز اول اختراع لي مع صديقتي عام 2009 وهو جهاز يقلل من التلوث الضوضائي الذي تسببه سيارات المطافي والاسعاف وحصلت على المركز الثالث على مستوى الكويت وعام 2010 شاركت في مسابقة انتل للعلوم العالم العربي التي اقيمت بالاسكندرية وحصلت على المركز الثالث على مستوى الوطن العربي باختراعي سوار التنبيه للوالدين المعاقين سمعيا. واخيرا شاركت في المنتدى العلمي العالمي بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وتم تصنيفي الثانية ضمن عشرة بحوث متميزة.

• البعض يستخدم اسما أجنبيا للاختراعات والابتكارات، بدلا من الاسم العربي، أيهما تفضلين أنت؟

- انا افضل الاسم الاجنبي لانني اعتقد ان الاختراع ينتشر في ارجاء العالم باللغة الاجنبية أكثر من الاسم العربي الذي سيكون بحدود الوطن العربي.

• هل كانت اختراعاتكم ناتجة عن إحساس بمشكلة، أم انها جاءت مصادفة؟

- لا بل كانت نتيجة مشكلة فاختراعي (سوار التنبيه للوالدين المعاقين سمعيا) جاءتني فكرته نتيجة مشكلة واجهتها في اسرتي وهي ان احدى قريباتي لديها اعاقة الصم والبكم وكذلك زوجها ففكرت في ما اذا كان لديهما طفل حديث الولادة كيف سيتعاملون معه او يسمعونه اذا بكى او حتى يعرفون حالته النفسية من بكاء او ضحك او صراخ، فالوالدان بطبيعة الحال يريدان ان يعرفوا الحالة النفسية لطفلهم وهذه غريزة الوالدين، ففكرت في عمل جهاز عبارة عن جهازين لاسلكيين منفصلين: الاول سماعة توضع بالقرب من الطفل والثاني سوار في يد احد الوالدين المعاقين سمعيا، وعندما يبكي الطفل او يصدر أي صوت يقوم الجهاز الاول بارسال موجات اهتزازية وضوئية للجهاز الثاني فيبدأ الجهاز الثاني بالاهتزاز والوميض للدلالة على ان الطفل اصدر صوتا وعلى حسب الاهتزازات والوميض يعرف الوالدين ان كان الطفل يبكي او يضحك او غيرها من الحالات النفسية.

• الاختراع المفضل لديك؟

- هو سوار التنبيه للوالدين المعاقين سمعيا لانه اول اختراع اشارك به خارج الدولة واحصل به على احد المراكز الاولى.

• ما الاختراع الذي استغرق أكثر وقت في تصنيعه؟

- ايضا سوار التنبيه للوالدين المعاقين سمعيا لأنه احتاج الى عمل تجارب ودراسات عديدة كأخذ عينات لأصوات الاطفال في حالات نفسية مختلفة.

• هل أثرت موهبتك على اخوتك؟ وهل من العائلة مخترع أو مخترعة؟

- نعم اثرت موهبتي على اخواتي الصغار وبشكل كبير فهم يطمحوا الان للوصول الى ما وصلت اليه الان ويحاولون ان يطرحوا فكرة مناسبة لاختراع مناسب وانا اعلم يوما ما انهم سيصلون الى افضل مما وصلت اليه أنا.

• هل للنادي العلمي دور في مساعدتك على تنمية ابتكاراتك ودعمك؟ حدثينا عن هذا الأمر

- كان للنادي العلمي الفضل الكبير بعد الله تعالى فهم من اكتشف موهبتي وساعدوني كثيرا على ان اطور من افكاري وقدموا لي كل المساعدة التي احتجت اليها فلولا النادي بعد الله تعالى لما وصلت لهذا المستوى ولم يرتق فكري لهذا الحد فلهم جزيل الشكر والعرفان.

• في أي نوع من الاختراعات تجدين نفسك فيها؟

- الاختراعات بالنسبة لي هي حل لمشكلة او لمساعدة الناس لذا انا اجد نفسي في الاختراعات التي لها علاقة بذوي الاحتياجات الخاصة او التي تعمل على حل مشكلة معينة.

• ما سمات المخترع الحقيقي الناجح؟

- المخترع الحقيقي هو المخترع الذي يكون هدفه الاسمى من الاختراع هو مساعدة الناس وتطوير الحياة وسمات المخترع الناجح هي الاصرار على تقديم اختراع له اهمية في حياة الانسان والبحث عن المشكلات والمحاولة على ايجاد حلول لها.

• ما طموحات حوراء المستقبلية؟ وهل من اختراعات مقبلة في الطريق.

- طموحاتي المستقبلية كثيرة فانا اطمح في تطوير اختراعاتي وان تطبق على ارض الواقع وفي الوقت الحالي هناك اكثر من فكرة للاختراعات لكن لم يتم العمل عليها حتى الوقت الحالي واطمح ان اصل الى العالمية باختراعاتي وان يستفيد منها كل الناس وان يخلد اسمي مع اعظم المخترعين في العالم.

• كيف استطاعت «حوراء» أن تنسق بين العمل في الاختراعات والدراسة؟ هل وجدت صعوبة في ذلك؟

- لا اعتقد اذا كان الانسان يوازن بين هواياته وعمله ويستغل وقته افضل استقلال ان يجد صعوبة في أي امر من الامور انا احب الاختراعات واحب العمل عليها وعلى تطويرها وفي والوقت نفسه اعلم ان دراستي وشهادتي هي اهم شيء في حياتي كلها لذلك فلابد من الموازنة بينهما.

• كيف تمارس حوراء حياتها اليومية وما هواياتها الأخرى؟

- من ابرز هواياتي التي اعشقها هي القراءة والاطلاع على آخر الاخبار العلمية التي اهتم بها واحرص على معرفتها.

• من أقرب الناس لك من الأهل والأصدقاء؟

- اقرب الناس لي هي اسرتي التي تقف معي في كل خطوة أخطوها في حياتي وكذلك صديقتي العزيزة رباب التي اعتبرها قريبة جدا مني.

• إلى من يعود الفضل له في وصولك لهذا المستوى ونجاحك في مجال الاختراعات؟

- يعود الفضل لله أولا ثم الى والدتي الغالية التي كانت تحثني على الجد والمثابرة فمنذ صغري حثتني على القراءة وكانت تشجعني على البحث العلمي وقراءة وتعلم كل ما هو جديد ومفيد لي وايضا حثتني على المشاركة في المسابقات التي تقام في المدرسة لانها تؤمن انه لابد لي من الاستفادة منها، وكذلك يعود الى مشرفاتي الفاضلات في النادي العلمي الاستاذة نرجس النامي مديرة ادارة علماء المستقبل والاستاذة اديبة اليماني مديرة ادارة الفتيات والاستاذة الفاضلة التي اعتبرها امي الثانية ايمان عاطف.

كذلك ادارة مدرستي الثانوية (ثانوية السالمية بنات) وعلى رأسهم الاستاذة امال القلاف فقد بذلت معي مجهودا كبيرا وقدمت لي كل المساعدة والدعم اللذين احتجتهما.

• كلمة أخيرة أو رسالة تودين قولها في ختام مقابلتنا؟

اريد ان اوصل رسالة لكل شخص يجد في نفسه انه صاحب موهبة ان يحاول ان ينميها، واتمنى من المؤسسات او النوادي ان تحاول تبني هذه المواهب وتنميتها فهم ثروة عظيمة للوطن واشكر كل من قدم لي الدعم والمساعدة والشكر موصول لفريق عمل «كويتي وأفتخر».



إعداد: أحمد الشمري - فوز الظاهر

www.p2bk.com

[email protected]