عشرات القتلى في سورية وخطف 3 معارضين في لبنان
نواب مع اعتراف الكويت بـ «الوطني السوري» والصواغ والحربش للسفير: ارحل يا (عـ...)
1 يناير 1970
10:17 ص
| كتب نواف نايف |
بين اجتماعين للوفد الوزاري العربي مع قادة سورية، يفترض ان نتيجة اولهما كانت ايجابية، تسارع عدّاد القتلى في هذا البلد بشكل كبير حيث قضى عشرات المدنيين (لامسوا الأربعين حتى ساعة متقدمة من ليل أمس) وجرح عدد اكبر برصاص الامن الذي استهدف متظاهرين كانوا يطالبون بفرض «حظر جوي» على البلاد في الجمعة التي حملت هذا الاسم.
واذا كانت النتيجة الملموسة للاجتماع الاول للوفد العربي الاربعاء الماضي هي «ضرب موعد» لاجتماع ثان غدا الاحد، فان الدماء التي سالت في سورية بالامس طرحت اسئلة حول جدوى هذا الاجتماع، وما اذا كان يمكن ان يتم في الاساس في ظل هذه الاجواء.
ولم تكن الساحة الكويتية بعيدة عما جرى في سورية امس اذ تنادى حشد من الكويتيين والسوريين المقيمين في الكويت يتقدمهم عدد من النواب الى «اعتصام تضامني مع الشعب السوري» تخللته كلمات ابرزها للنائبين فلاح الصواغ وجمعان الحربش اللذين طالبا وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد بطرد السفير السوري بسام عبدالمجيد من الكويت فورا، واصفين السفير بـالـ «عـ... ».
ودعا النائب وليد الطبطبائي الحكومة الكويتية الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، وقال في الاعتصام، إن النظام السوري «حلّل سفك دم الشعب في غرّة هذا الشهر».
ورصدت «الراي» تدخل الطبطبائي مع النائبين فلاح الصواغ والدكتور جمعان الحربش للسماح لأبناء الجالية السورية بالمشاركة، حيث أجروا اتصالا مباشرا مع نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود، الذي سمح بذلك شرط أخذ تعهد على النواب بعدم السماح لأبناء الجالية السورية التحدث عبر الميكروفونات.
وبادر الصواغ الحديث مع وزير الداخلية بقوله «يا بو حمود أنت وجه خير وأبلغ كلمة اقولها لك شكرا لك على الاستجابة ورايتك بيضا وأتعهد لك بأنهم (أبناء الجالية السورية) لن يتحدثوا في التجمع وسيكتفون بالمشاركة فقط».وقال الطبطبائي إن «الجامعة العربية تعطي فرصة لبشار الأسد ليسفك المزيد من الدماء، لكن صمود الشعب السوري سيأتي بالنصر. لا نريد وفوداًِ عربية الى دمشق، نريد موقفاً. الموقف الخليجي أقل من (أضعف الإيمان) ويجب أن يتطور ويعلن اسقاط بشار والاعتراف بالمجلس الوطني. نتمنى على الحجاج أن يكون دعاؤهم لنصرة الشعب السوري».
أما النائب الصواغ فقال أن «السفير (السوري) بسام عبدالمجيد وزمرته يبتسمون لمقتل الأطفال. لا غيرة ولا حمية. أتعجب من حكومتنا لعدم طرده. أطالب الحكومة وولي الأمر أن يعترفوا بالمجلس الوطني. بسام عبدالمجيد الـ (عـ...) يجب أن يرحل فوراً من الكويت. ارحل أيها الـ (حـ...). نطالب الأمم المتحدة أن تتحرك. أقول لبشار الأسد ألا تستحي وألا تخشى ما حصل للقذافي وبإذن الله مصيرك (...)».
أما النائب مسلم البراك فطالب من الاعتصام الحكومات العربية وعلى رأسها الكويت سرعة الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري بعد أن تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن النظام الحاكم في دمشق لا يعرف لغة الإصلاح بل لغة الدم والقمع والذبح ضد شعبه.
وأضاف أن كل تأخير في التحرك العربي والدولي هو بمثابة ضوء أخضر لنظام بشار لمواصلة قتل الشعب السوري البطل.
وكانت سورية قد شهدت يوماً دامياً أمس سقط خلاله عشرات القتلى والجرحى المدنيين في مناطق مختلفة من البلاد.
ومثل جُمَع كثيرة سابقة كانت نقطة تركيز النظام في حمص التي شهدت التظاهرات الاكبر، وكان لها النصيب الاكبر من الضحايا. وكان لافتا هذه المرة ايضا عودة حماة لتكون واحدة من نقاط الاحتكاك الرئيسية حيث كانت لها ايضا حصة كبيرة من الضحايا.
ويوما بعد يوم، تمتد تفاعلات الازمة السورية الى لبنان الذي انشغل امس بعملية خطف 3 معارضين سوريين من محلة بئر حسن في بيروت هم الشقيقان مصطفى وياسين الصحن وصديقهما عيسى رمضان الصالح.
وتأتي عملية الخطف في ظل استمرار الغموض الذي يلف عمليات خطف سابقة لمعارضين سوريين في لبنان (الاخوة الجاسم وشبلي العيسمي) والتي اتهم مسؤولون امنيون لبنانيون السفارة السورية بالوقوف وراءها.
كذلك جاءت اشارات متضاربة من تركيا، اذ أكد كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غول إرشاد هرمزلو لـ «الراي» أن الحديث عن ضربة عسكرية لسورية من مجلس الأمن «سابق لأوانه» نافياً نية القيادة التركية إنشاء منطقة عازلة على الحدود السورية، ومشددا على ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للحركة الاحتجاجية في سورية.
وفي المقابل، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان السلطات التركية تسمح لـ «الجيش السوري الحر» بشن هجمات عبر الحدود.