قيل ان حضور ساحة الإرادة الأخير تجاوز 15 ألفا، وفيه كشف النواب ما لديهم وكأنها مادة استجواب غاب عنها المستجوب! تحويلات ضخمة ولا تفسير من جانب الحكومة، باستثناء تصريح علي الراشد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الخارجية بالوكالة الذي ذكر فيه انها تخدم المصالح العليا والأمن الوطني للكويت... كيف؟ الله أعلم!
إنني أرى الأمر من زاوية أخرى، فاستقالة وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح قد تكون لها أسباب غير معلنة وتبقى الحالة أشبه بـ «العناد السياسي» بين فريقين، فريق يرى أن الحل بتغيير رئيس مجلس الوزراء، وفريق آخر يرى أن الوضع عادي، ودعهم يقولون ما يريدون ونفعل ما نريد متى ما أردنا!
ولا شك أن المصالح هي الدافع الذي يحرك حالة التجاذب بين السلطتين، و«الشرهات» المنثورة باختيار، رفعت أرصدة البعض إلى حيز التضخم والتحليلات/التعليقات المعروضة في «تويتر» والمواقع الإلكترونية والصحف والقنوات الفضائية فيها استفادة كبيرة يقتنصها كل فريق حسب المنظور الذي يتحرك من خلاله... والشاهد على مجريات الأمور إنها تتجه من أسوأ لأسوأ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحصل على فرصة للتصحيح بعد تجاوز الأمور حد المنطق، وانحرفت إلى جانب مادي أسرف في استخدامه البعض، و«على إيش» يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي!
لقد شاهدنا الكثير من حولنا يجمع «الفلوس» ويفقد «النفوس»، وعندما يمرض أو يبتليه المولى عز شأنه بمصيبة لا تنفعه أرصدته «المتورمة»، ناهيك عن فقدانه لاحترام أحبته وأصدقائه... إنهم في «جو» مختلف وسلوكهم تبع المادة، ونسي ان الاحترام لا يشترى حتى وإن كان السلوك الشائع صار فاسدا حتى النخاع!
انتهى دور ساحة الإرادة تقريبا بعد أن ضاقت الساحة بالحضور، والدور المقبل يبقى مرتبطا ارتباطا وثيقا بالعقلية التي يتابع بها الحكماء الصراع الحاصل بين الفريقين: فإن حلت المحاسبة وحوسب كل مفسد وتوقف كل فاسد عن ممارسة سلوكياته من تكسب غير مشروع وخلافه ووضع الجميع أمام القانون سواسية كبيرهم قبل صغيرهم، وتم تفعيل الفصل بين السلطات، وجيء بحكومة جديدة تقيد قرارات المصالح و«الواسطة»، وأعاد ربع «الكبت» ما أخذ من مبالغ بغير وجه حق، فحينئذ نستطيع القول بأن الكويت عادت لطريق الصواب!
الأمر سهل ولكنه «العناد» الذي أصبح استراتيجية معمولاً بها من قبل الفريقين. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi