حسين الراوي / أبعاد السطور / بمناسبة معرض الكتاب

1 يناير 1970 02:39 م
في هذا المقال سأبتعد جداً عن السياسة والكتابة في شؤون البلد، لأن مشاكل البلد كل يوم في شأن جديد، ولأن تعاطي السياسة بشكل مُستمر يجعل المرء في مشاعر غير جيدة، والذي دفعني كذلك للابتعاد عن الخوض في السياسة هو مللي وغسل يدي من رئيس الحكومة ومن حكومته ومن النواب التابعين له.

بمناسبة بدء موسم معرض الكويت الدولي للكتاب لهذا العام، لابد لي كمختص في شؤون القراءة والكتاب أن أُقدم للقارئ رسائل تفيده في هذه المناسبة الثقافية الجميلة، ولكن سأكون سريعاً غير متعمق في تقديمها، هذا لأنني قدمتها بشكل تفصيلي في سلسلة مقالات خاصة بالقراءة والكتاب والقارئ.

في أهمية القراءة للفرد:

من ثمار القراءة أنها تؤدي إلى سلامة الإدراك وتوسع آفاق التفكير، وتعمل على تنمية خبرات الإنسان الحياتية، وتعمل على إكساب الإنسان معلومات كثيرة. ومن ثمار القراءة أنها تقدم للقارئ حقائق جديدة في شتى المجالات التي يهتم بها، والقراءة تنمي قدرات الإنسان الفكرية وتعرفه كيف يفهم ذاته. ومن ثمرات القراءة تعلّم القارئ كيف يتعامل مع الآخرين، وكيف يخطط للوصول لإنجازاته وتحقيق أهدافه، وكيف يكون ذا شخصية جميلة وللقراءة متعة نفسية كبيرة.

من أخبار بعض أعلام المسلمين مع القراءة:

كان الخليفة العباسي المأمون ينام والدفاتر حول فراشه، ينظر فيها متى انتبه من نومه وقبل أن ينام. كان عبد الله حفيد الخليفة عمر بن عبد العزيز لا يجالس الناس ويقول: «لم أر قط أوعظ من قبر ولا أمتع من دفتر ولا أسلم من وحدة». قال أبو عمرو بن العلاء: «ما دخلت على رجل قط ولا مررت ببابه فرأيته ينظر في دفتر وجليسه فارغ إلا حكمت عليه واعتقدت انه أفضل منه عقلا». روى عن الحسن اللؤلؤي انه قال: «لقد غبرت لي أربعون عاما ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري». قال عبدالله بن المبارك: «أجلس مع التابعين والصحابة عندما أنظر في كُتبي فأدرك آثارهم وأعمالهم». كانت زوجة الإمام الزهري تُقسم وتقول من شدة غيرتها من كُتب الإمام: «والله إن هذه الكُتب اشد عليّ من ثلاث ضرائر». ذكر كثيرون أن الجاحظ إذا وقع في يده كتاب قرأه من أوله إلى آخره في جلسة واحدة. كان الفتح بن خاقان يحمل الكتاب في خُفِهِ فإذا قام من بين يدي الخليفة المتوكل ليبول أو ليصلي اخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي حتى يبلغ موضعه. قال بن الجوزي: «وإنني أُخبر عن حالي ما اشبع من طالعة الكتب، ولو قلت إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وانا بعد في الطلب».

أساسيات قبل شِراء الكُتب:

- قبل أن تتجه للذهاب لمعرض الكتاب من الأنسب أن تحدد ما تريد من كُتب مسبقاً.

- استعن بدليل معرض الكِتاب أو استعن بنشرات إصدارات المكتبات لكي تختار الكتب التي تريدها بوقت سريع وجهد قليل.

- اسأل الموظفين المختصين في المعرض عما تبحث من كُتب، حيث انهم سيقدمون لك المعلومة التي تريدها عبر ما يمتلكون من كمبيوترات خاصة لهذا الغرض.

- لا تنجرف وراء الضجة الإعلامية التي تثار حول بعض الكُتب.

- الحرص على شراء الكُتب من دور النشر والمكتبات المعروفة بشهرتها وعراقتها واهتمامها بطباعة وترجمة أجود أنواع الكُتب وأحسنها.

- الحرص على شراء كُتب المؤلفين الثقات أهل الاختصاص.

- ابتعد عن الكُتب الفارغة من الفائدة الحقيقة، ككُتب الأبراج والتكهنات المصيرية والتنبؤات في عالم الغيب وكُتب الشعوذة وحوارات الجن الصحافية!

- احرص على أن يكون تجليد الكتاب قوياً سلمياً من العيوب.

- لا تخدعك العناوين القوية أو الصور الجذابة لبعض الكُتب.

- يجب أن تطلع على محتوى الكِتاب (الفهرس) حتى يتسنى لك معرفة أهم ما في بطن الكتاب من مواضيع وأبواب وفصول، ولعلك تُقدم على شرائه أو تتركه وأنت مقتنع من ذلك.

***

يستحق الشُكر الأستاذ أحمد الفضلي رئيس قسم الدوام في وزارة الشؤون على حكمته وسياسته وخبرته في تأدية عمله وتعامله الجميل مع الجميع.





حسين الراوي

كاتب كويتي

[email protected]