هنالك مثل مشهور يطلق على العقار وهو انه يمرض ولا يموت واذا اردتم فهم هذه العبارة فما عليكم إلا متابعة احد الافلام الهندية التي يتعرض فيها البطل الى ضربات قاضية من خصومه وطعنات مميتة ونزيف حاد، ثم فجأة يقف بكل قوة وصلابة ليرد الصاع صاعين لخصومه.
يبدو ان حكومتنا الموقرة قد انطبق عليها ذلك المثل بجدارة، فقد توالت الفضائح الكثيرة على أدائها المريض واستقال منها العديد من الوزراء وتوالت عليها الاستجوابات القوية التي تكفي لهز أعتى الحكومات، وحدثت حوادث قاتلة في فترتها مثل حادث مصفاة الشعيبة ومحطة مشرف وغيرها، وألغيت مناقصات كثيرة بسبب سوء ترسيتها وتجاوزاتها، ونزل نواب المعارضة الى الشارع ليشتموا الحكومة أيما شتيمة وعلى رأسها رئيس وزرائها وسربوا فضائحها الى العلن ولكن الحكومة لم تستقل!!
ثم استجدت امور عجيبة اهمها فضائح مليونية طالت العديد من نواب المجلس وتبين بأن للحكومة السهم الاكبر في التصدق بها على هؤلاء الاغبياء الى درجة استخدام جهاز وزارة الخارجية لارسالها الى الخارج - اذا ما ثبت ذلك - ثم استقال من الحكومة بعض رموزها وأركانها لكن الحكومة بقيت صامدة وخرج علينا وزراء افذاذ ليبشرونا بأن سقوط الحكومة يشبه عشم ابليس في الجنة!!
ونحن نقول لحكومتنا الموقرة: جزاك الله خيرا على صمودك وتحديك للمتغيرات ولكن علشان خاطرنا ارحلي انت ومجلسك العتيد فقد سئمنا رؤيتكم وكرهنا وجودكم واصبح كل يوم يمر علينا بوجودكم يعني المزيد من التدهور والفساد وتبديد اموال البلد.
وانا احيي الشيخ محمد الصباح على شجاعته الادبية في تقديم استقالته، فهو رجل نظيف ولا يرضى بتلطيخ سمعته من اجل حكومة سيئة وانادي نواب الامة الشرفاء بأن يكون يوم 10/25 يوما حاسما في وجودهم في المجلس، فإما ان ينحل المجلس والحكومة وإما ان يقدموا استقالاتهم الجماعية، وبذلك يكونون قد بذلوا جهدهم ولا لوم عليهم في ما يحدث.
د. وائل الحساوي
[email protected]