مهرجان نصرة سورية في «الإصلاح» يطالب بالاعتراف بالمجلس الانتقالي وطرد السفير
1 يناير 1970
02:17 م
| كتب عبدالله راشد |
رأى عدد من النواب والعلماء والناشطين وممثلي جمعيات النفع العام ان «الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الانتقالي كممثل شرعي للشعب السوري هو أبسط ما يقدم للثوار السوريين لإعانتهم على ما يواجهونه من آلة أعملت فيهم القتل والتعذيب»، مطالبين «دول الخليج بسحب اعترافها بالنظام السوري».
وشدد المتحدثون فـــي المهرجان الخطابي «سورية... من القهر إلى النصر» الذي نظمته جمعية الإصلاح الاجتماعي مساء أول من أمس على «ضرورة دعم الشعب السوري وتقديم الأموال للأفراد المنشقين عن صفوف الجيش السوري، اضافة الى طرد السفير السوري لدى الكويت».
ففي كلمة له بالمهرجان، قال النائب الدكتور وليد الطبطبائي: «ان هذه الثورة ستنتصر ليس لوقوف منظمة الأمم المتحدة «المختلفة» أو غيرها من الأطراف معها، ولكن النصر آت بإذن الله تعالى بصمود أهل الشام، فها هي بواكير النصر لاحت ونحن كممثلين للشعب الكويتي نعلن تأييدنا ومؤازرتنا للمجلس الوطني السوري ونعترف بشرعيته، ونطالب الدول الخليجية بسحب الاعتراف بالنظام السوري مثلما نطالب بتوفير حماية جوية للجيش المنشق وهذا كل ما نطلبه من المجتمع الدولي حتى يجد هذا الجيش منطقة آمنة بعيدا عن بطش ذلك النظام».
وخاطب الثوار السوريين قائلاً: «انتم تمتلكون البندورة ولا تمتلكون النفط لذا لا تجدون من يقدم لكم المساعدة»، واصفا «صمود الشعب السوري على مدى 7 أشهر امام ما يكابده بالمعجزة».
بدوره، وجه النائب فلاح الصواغ عدة رسائل بدأها بالقول: «ان ما يحدث في سورية يحتاج إلى فزعة مالية لأن الطاغية عاث في الأرض السورية فسادا»، مشيرا الى ان «الكويتيين لن يتخلوا عن الشعوب العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا وسورية».
وإذ حمّل «الحكومة المسؤولية كاملة تجاه طرد السفير»، لفت الصواغ الى «المطالبة بسحب سفراء الدول العربية من سورية»، وتوجه في رسالة اخرى الى «نواب المجلس الشرفاء»، مذكرا إياهم «بالبيان الذي صدر منذ انطلاقة هذه الثورة بالوقوف الى جانب اخوانهم».
وقال: «أبارك للأخ علي الدقباسي لطرد ممثلة النظام البعثي من البرلمان العربي، واتمنى من كل نائب العمل على نصرة الشعب السوري بعدما تذهب هذه الحكومة وتأتي حكومة جديدة تناصر الحق. ونوجه هذه الرسالة إلى ولي الأمر حتى يكون هناك تماسك بين أبناء هذا الشعب الذي لا يزال مناصرا للقضايا العربية، فنحن لا نناصر الظالم»، داعياً كذلك «الحكومات الخليجية» للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي السوري دحضا لهذا النظام البعثي».
من جانبه، أشار ممثل جمعية الإصلاح الاجتماعي الدكتور عيسى الظفيري الى أن «حال اخواننا في سورية لا تجسده الصور ولا الفضائيات لأنه شمل الرعب في كل ألوانه»، لافتاً الى ان «شمس الأمل بدأت تشرق انطلاقاً من تونس ومرورا بمصر وليبيا واليمن وسورية، وها هي حماس المجد التي أركعت اليهود بتحرير الأسرى فهي بداية مشرقة لمستقبل جديد».
وقال الظفيري: «ان الجامعة العربية تخلت عن الشعب السوري واتبعت البيانات الجوفاء الخاليــــة مــن المعنى التي لا تغني ولا تسمن من جوع».
أما ممثل جمعية إحياء التراث الإسلامي الدكتور بسام الشطي، فبيّن أن «النظام السوري أسرف في القتل والإبادة والتنكيل، فها هم يطلقون النار وكل أنواع الأسلحة ضد الشعب الأعزل في حين عجزوا عن رفعه ضد العدو»، مشيراً الى أن «الواجب علينا نصرة اخواننا في الدين أينما كانوا بكل الوسائل المتاحة والمباحة انطلاقا من الكتاب والسنّة، ولهذا علينا البحث عن أسباب النصر».
من جهته، قال أمين سر رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور شافي العجمي: «ان بشائر النصر بانت من اجتماع هذا الشعب على المطالبة بحقوقه التي سلبــــت عـــلى مــدى 30 عاما».
وإذ شدد على ان «مناصرة أهل الشام والجيش الواجبة على المسلمين جميعا»، وأشار الى اننا «إن تمكنا من توفير 300 ألف دينار لانتهت هذه الحرب، متسائلا: «أين الجمعيات الخيرية؟ فإن لم تستطع دعمهم جهرا فلتدعمهم سرا حماية للنساء والأطفال والجيش المنشق».
أما رئيس مبرة طــــريق الإيــــمان نبيل العوضي فوصف ما يحدث في سورية «بالإرهاصات لعودة المسلمين إلى عزتهم، فها هم أبناء سورية بعد ان كانوا يبحثون عن لقمة العيش يبحثون الآن عن الشهادة. فسوريا تغيرت وربما تكون بداية لتغيير الأمة بأسرها».
وبين أن «الثورة السورية كشفت عجز الجامعة العربية، ولهذا فعلينا جميعا أن ننتصر لهذه الثورة من خلال العمل الإعلامي الذي استطاع أن يسقط أنظمة وطواغيت».
من ناحيـــته، قـــال عـــضــــو رابطة العلماء السورييــــــن طارق عـــــــلي: «ان الشكر موصول لكل من وقــــــف مـــع هذه الثـــورة فإنــــنا نقف وقـــفــة إجلال واكــــبار لأعضاء مجلس الأمـــة لمناصرتهم ثورتنا الشعبية، كما أن الشكر موصول إلى حكومة الكويت التي طالبت باجتماع عاجل لمناقشة الأوضاع السورية».
بدوره، قـــــال الإمــــام والخطــــيـــب فـــــي وزارة الأوقــاف ولــــيد الطــــراد: «ان السفير السوري خاطب وزارات الدولة لإيقـــــافنا عن الخطابة، فهو يأمرنا في بلدنا لأننا رفضنا الأعمال البعثية ضد الشعب السوري».
وأضاف: «اننا نريد حياة عملية فمن المهانة ان نقاتل بالخطب، ولهذا نريد أن نسخر أموالنا وأفعالنا وأقوالنا لنصرة الشعب السوري».
لقطات
• شارك في المهرجان الشاعر السوري احمد عبدالجبار الذي قتل والده وشقيقه، بعدد من الأبيات وخطبة تفاعل معها الحضور.
• تميز الحضور بكثافة نسائية فاقت عدد الرجال حيث خصص القائمون على الجمعية اماكن مخصصة لهن.
• القى المنشد براء العويد نشيدين تناول خلالهما وطنه سورية وما يتعرض له من احداث دامية.
• تعالت صيحات الحضور بالتكبير والحمد لله عقب قصيـــدة ألقــــاها الشاعر احمد الكــــندري الملــــقـــب بشـــاعر الثـــورة.
• قامت مجموعة من افراد الجالية السورية بتــــرديــــد عدد من المقـــــــولات المناهضة للنــــظام السوري، وحملوا النائب الطبطبائي على الأكتاف.
• شارك في المهرجان الخطابي طفل سوري يدعى بلال رشوان تفاعل معه الحضور بعد إلقاء قصيدة.
• تواجد عدد من رجال الأمن وسيارات الشرطة حتى نهاية المهرجان، ومنعوا الحضور من إدخال سياراتهم في مواقف الجمعية.
< p>