كشف عن أسرارها في محاضرة رابطة الأدباء

خالد الراشد: لا خوف على اللهجة الكويتية من المفردات الأجنبية

1 يناير 1970 04:35 م
نظمت رابطة الأدباء مساء الأربعاء الماضي- ضمن موسمها الثقافي الجديد- محاضرة تحت عنوان «أسرار اللهجة الكويتية» للباحث خالد الراشد، وقدم المحاضر الباحث في التراث صالح المسباح، الذي أضاف بخبرته في التراث الكويتي ملاحظات أثرت النقاش حول موضوع اللهجة الكويتية. وأوضح أن الباحث خالد الرشيد وفر موسوعته على برنامج «آب ستور» للحاملين لتلفون «آي فون» لمن يرغب بذلك.

وبالتالي فقد دعا الراشد في محاضرته الى عدم الضيق من دخول بعض المفردات ذات الأصول غير العربية على اللهجة الكويتية، حتى وان انتشرت بين الناس بدرجة كبيرة معتبرا هذا الأمر موجة من التغيير بدافع الحاجة الآنية لاستخدام هذه المفردات وأن هذه الموجة، ستنحسر تلقائيا بانتفاء الغرض من استخدام هذه المفردات، مشددا على أن اللغة العربية هي لغة القرآن لذلك فهي محفوظة دائما وكذلك اللهجة المحلية.

وتحدث الراشد في محاضرته عن أن اللهجة المحلية، التي تتضمن ثلاثة أقسام هي «المولدة- بتشديد الواو- والمؤصلة والدخيلة»، مشيرا الى أن دخول المفردات الأجنبية من اللغات الأخرى سواء الهندية أو الفارسية أو التركية وغيرها، أمر ليس بالجديد وأن ما يحدث الآن من اضافة بعض المفردات أو المصطلحات التكنولوجية وحتى أسماء الوجبات الغذائية الأجنبية ما هو الا امتداد لما كان يحدث في الماضي، وضرورة يفرضها الاستعمال اليومي لهذه الأشياء.

وأضاف المحاضر أنه ذكر في كتابه «موسوعة اللهجة الكويتية» أن هناك خمس لهجات في الكويت،هي لهجة أهل جبلة وشرق وفيلكا ولهجة قروية الفنطاس وقروية الجهراء، وذلك حتى تاريخ الأول من أغسطس 2011 ولكنه أضاف أن الطبعة الثالثة من الموسوعة ستتضمن اللهجة السادسة المستحدثة، وهي لهجة الوافدين العرب بسسب كثافتهم السكانية الكبيرة وتداخلهم اليومي مع المواطنين.

كما شدد الراشد على أن اللهجة تشكل حدودا نطقية للبلد، لا تقل أهمية عن الحدود الجغرافية والسياسية الموثقة دوليا معتبرا أن المسافر قديما يعرف أنه حل في الكويت بمجرد حديثه مع أي كويتي، وتعرفه على مفردات اللهجة التي تختلف عن دول الجوار في الشمال والجنوب.

وأورد الباحث بعض الأشعار التراثية ذات المغزى الرائع لغويا وبيئيا، وان كان لم يستدل على اسم الشاعر بسبب قلة المراجع والباحثين في اللهجة، وذلك بعكس الباحثين في أصول اللغة ومن هذه الأشعار: «غزالة بزالة تحقرص تمقرص ضب ضباب الليل بلغتين در».

وأوضح أن هذا الشعر الذي يمثل التراث الكويتي فقط، ولا يذكر في دول الجوار يرمز الى حرارة الشمس التي تشقق الجلد وتشعره بأن حشرة تقرصه وتتغلغل فيه، ويدعو بأن يأتي الليل ليقضي على حرارة الشمس، وأن يهطل المطر مدرارا لنفس السبب.

وتناقش الحضور مع المحاضر فشاركه في الاستفسارات، التي تناولت المفردات النسائية في اللهجة الكويتية، وما اذا كان يحظر استخدامها على الذكور وعن مدى أهمية التركيز على اللهجة مقارنة بالتركيز على اللغة العربية الأم.