«الراي» زارت القرية التي أشعلت «ماسبيرو» ويعيش فيها 61 مسيحيا فقط تقرير

«تقصّي الحقائق» في المريناب أوصى ببناء كنيسة بلا قباب أو أبراج أو صلبان

1 يناير 1970 04:20 م
| أسوان (مصر) ـ  من محمد عبد الجواد |

يخيم الهدوء الحذر على قرية المريناب في محافظة أسوان جنوب مصر، القرية التي انطلقت منها شرارة أحداث ماسبيرو، وتحولت إلى «ثكنة عسكرية»، تحيط بها قوات الأمن التي تخشى تكرار الفتنة الطائفية.

السكان الأقباط في القرية البالغ عددهم 61 فردا تجمعوا في منزل واحد تحرسه تشكيلات من الأمن المركزي خشية وقوع أي أحداث انتقامية بعد أحداث ماسبيرو، وأمرت نيابة إدفو بإخلاء سبيل 8 من مسلمي القرية و8 من مسيحييها، بعد التحقيق معهم بتهمة التسبب في تفجير أحداث كنيسة القرية.

وقرية المريناب التي شهدت أحداثا متلاحقة على خلفية إنشاء مبنى جديد بتراخيص صادرة من الوحدة المحلية في إدفو وصف بأنه كنيسة، ويؤكد الأقباط أنهم يصلون بها منذ 40 عاما، ويرد المسلمون بأنه لا توجد كنيسة من أصله في المريناب، وأن هذا المبنى أقيم على بقايا منزل قديم يملكه قبطي كان يعمل في غزل الصوف وصناعة السجاد اليدوي منذ عشرات السنين.

هذه القرية التي شهدت تلك الأحداث مساحتها نحو 20 ألف متر، يسكنها قرابة 50 ألف نسمة، بينهم 61 مسيحيا فقط، حسب التقديرات الحكومية الرسمية.

وفي جولة «الراي» في المريناب، لم نجدها مختلفة عن بقية قرى ونجوع صعيد مصر، فالبيوت بسيطة، والحياة هادئة، ولم يغيرها، سوى هذه الأحداث الأخيرة.

الأهالي قالوا إن القرية لم تشهد من قبل أي مشاكل طائفية، والجميع يعيشون في وئام، خصوصا وأن عدد المسيحيين قليل، قياسا على قرى أخرى قريبة.

أحد كبار القرية ـ طلب عدم ذكر اسمه ـ قال إن هناك تحركات كثيرة، لحل المشاكل، وأن الاجتماعات تتواصل في أسوان لكبار القبائل الأسوانية وكبار الشخصيات المسيحية للاتفاق على تهدئة الأوضاع وفتح الكنيسة للصلاة.

وقال قيادي في «الجماعة الإسلامية» في أسوان: «لا مانع لدى المسلمين من إقامة الكنيسة، وعلى الإخوة المسيحيين إذا أرادوا أن يقيموا كنيسة، اتخاذ الإجراءات القانونية السليمة لا أن يزوّروا، كما حدث في مبنى المريناب الذي حدث فيه خلط للأوراق مع كنيسة أخرى قديمة في قرية خور الزّق».

مصادر قضائية في أسوان أكدت لـ «الراي» ان التحقيقات في هذا الشأن تجرى حاليا، وتشمل مهندسين في الوحدة المحلية في إدفو، خصوصا أن هناك كنيسة مجاورة للمريناب في قرية الشيخ زيدان ولا تبعد سوى 1.5 كيلو متر فقط، وهناك قوانين ولوائح تحدد الكثافة السكانية للأقباط قبل بناء كنيسة لهم.

من جانبه، جدد محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد مطالبه الى جميع قوى المجتمع بوقف تأجيج الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدا أن المحافظة حريصة على احترام دور العبادة والمقدسات المسيحية والإسلامية من دون أي تفرقة.

وأوضح أنه بناء على الشكوى التي تقدم بها أهالي المريناب، تمت إحالة مخالفات مبنى المريناب الى النيابة العامة لمحاسبة المقصرين وضعاف النفوس الذين تلاعبوا في استخراج الترخيص، خصوصا وأن الكثافة السكانية لا تسمح بإقامة كنيسة، علما بأن أقرب كنيسة تقع على بعد 1.5 كم فقط في منطـــــقة الـــــشيخ زيـــدان.

وفي السياق ذاته، علمت «الراي» أن تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث مبنى المريناب، أوصى بتحويل مبنى الضيافة إلى كنيسة وإعادة بنائها.

كما أوصى بعدم إقامة أي إشارات فوق المبنى مثل القباب أو أبراج أو سواري تحمل صلبانا فوقها، تشير إلى أن المبنى كنيسة لعدم تأجيج مشاعر الغضب لدى المسلمين الذين كانوا رفضوا تحويل مبنى دار الضيافة إلى كنيسة «خُلسة».

وعلمت «الراي» أيضا أن التقرير كان تم الانتهاء منه قبيل اشتعال أحداث ماسبيرو، بتحويل مبنى الضيافة إلى كنيسة، لتسهيل الصلاة للمسيحيين في قرية المريناب بعد أن شكوا من عدم وجود كنيسة في المنطقة وأنهم يقطعون نحو 27 كيلو مترا لأداء الصلاة وحضور قداس الأحد.

وكشفت مصادر حكومية رفيعة المستوى أن تقرير لجنة تقصي حقائق حاز رضا وقبول الطرفين من المسلمين والمسيحيين في أسوان.