عصيان مدني في القامشلي... ومحتجون في عامودا حطّموا تمثالا لحافظ الأسد

أكثر من 100 ألف سوري شاركوا في جنازة القيادي الكردي تمو ومقتل 5 برصاص عشوائي على المشيّعين

1 يناير 1970 02:17 م
عواصم - وكالات - تعرض موكب تشييع القيادي الكردي المعارض وزعيم «تيار المستقبل» مشعل تمو الذي اغتيل اول من امس، الى اطلاق نار في مدينة القامشلي شمال شرقي سورية امس، ما اسفر عن مقتل 5 على الاقل.

وأثارت عملية اغتياله ردود فعل غاضبة في الأوساط السورية، لاسيما في المناطق الكردية.

في غضون ذلك، ذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن عدد قتلى جمعة «المجلس الوطني يمثلني» ارتفع إلى 23 شخصاً، في وقت تواصلت العمليات العسكرية للجيش السوري وحصاره لبعض المدن، في حين سقط قتيلان آخران في ريف دمشق، احدهما فتى (14 عاما) باطلاق نار على جنازة.

وقال ناشط كردي إن «خمسة قتلوا عندما تحولت جنازة تمو إلى مسيرة حاشدة تدعو إلى الاطاحة بالنظام».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره لندن، أن جنازة تمو حشدت أكثر من 100 ألف متظاهر يدعون إلى الإطاحة بالنظام.

وذكرت مصادر محلية إن «5 قتلوا واصيب عشرات اخرون برصاص قوات حفظ النظام التي منعت المتظاهرين من الدخول الى منطقة (السوق)، ما دفع بالمتظاهرين الى القاء الحجارة على عناصر حفظ النظام».

واشارت الى ان جنازة تمو جرت في الشارع امام مستشفى (فرمان) حيث شارك آلاف الأكراد بالتشييع ونقل الجثمان الى مدينة الدرباسية قرب القامشلي.

وأكد الناشط الحقوقي الكردي العضو في «تيار المستقبل» عبد السلام عثمان، أن أكثر من 100 ألف متظاهر من سكان القامشلي خرجوا امس، في تشييع جثمان القيادي المعارض مشعل التمو. وقال إن أفراداً من الأمن السوري بزيّ عسكري أطلقوا النار في شكل عشوائي على المتظاهرين ما أسفر عن سقوط 5 قتلى وجرح آخرين.

وحاولت قبل ذلك قوات الأمن صد المتظاهرين بقصد الحيلولة دون وصولهم إلى مقبرة «قدور بك» لدفن التمو عبر إطلاق الغازات المسيلة للدموع في شكل مكثف.

وأكد عثمان أن تشييع جنازة المعارض الكردي تحولت الى تظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام، حيث رفع المتظاهرون شعارات تنادي بالوحدة الوطنية والقصاص لمقتل التمو وإعدام الأسد.

وأوضح أن التظاهرات عمّت امس، غالبية المدن الكردية كسريكانية ودرباسة مسقط رأس تمو والعامودا التي أفادت أنباء عن توجّه رتلين محملة بالقوات الامنية نحوها.

وأظهرت صور فيديو بثها ناشطون سوريون حشوداً هائلة من المتظاهرين في القامشلي خرجت في تشييع جثمان تمو، رافعة شعارات منددة بالقمع ومطالبة بإسقاط النظام على غرار «الشعب يريد إسقاط الرئيس»، و«يسقط بشار ما في حوار»، كما تعالت الزغاريد من النسوة المشاركات في التظاهرة.

وقال شهود عيان إن حال من الإضراب العام عمّت المدينة وتوقفت معها كل مظاهر الحياة اليومية والمرافق العامة.

وكان مشعل تمو، عضوا في «المجلس الوطني السوري» الذي شكلته المعارضة السورية اخيرا لتوحيد صفوفها ضد نظام الاسد.

وحسب «المرصد»، فان تمو كان في زيارة لمنزل صديقه في شارع الكورنيش في القامشلي عندما وصل مسلحون على متن سيارة امام المنزل ونادوه فخرج وأردوه امام المنزل، كما اصابوا ابنه مارسيل بجروح خطيرة نقل على اثرها الى المستشفى حيث حالته حرجة.

واضاف مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، ان اطلاق النار اسفر ايضا عن اصابة الناشطة زاهدة رشكيلو بجروح طفيفة.

من جانبها، أعلنت «وكالة الانباء السورية» (سانا) ان «مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت بعد ظهر الجمعة المعارض الكردي الوطني مشعل تمو وأصابت ابنه». واضافت ان «سيارة سوداء مفيمة كان بداخلها أربعة مسلحين أطلقوا النار على المعارض تمو ما أدى إلى استشهاده وإصابة ابنه بجروح».

وكان تمو (53 عاما) اعتقل في اغسطس 2008 وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات ونصف بتهمة «إثارة الفتنة لإثارة الحرب الأهلية»، الا انه افرج عنه في يونيو الفائت، ورفض بعد خروجه من السجن عرضا بالحوار مع النظام ووقف الى جانب المحتجين ضد بشار الاسد، حسب بيان اصدره اتحاد تنسيقيات شباب الكرد في سورية

وفور انتشار خبر اغتيال مشعل تمو، خرجت تظاهرات في عموم سورية.

وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن تظاهرات مسائية خرجت في درعا وحمص وريف دمشق واللاذقية وجميع المناطق الكردية، بينما تسود حال من العصيان المدني في القامشلي احتجاجاً على مقتل تمو.

وذكرت مصادر متطابقة أن محتجين في مدينة عامودا قاموا بتكسير تمثال للرئيس السوري السابق حافظ الأسد وسط المدينة. فيما عرض ناشطون بثّاً حياً لاعتصام أمام مشفى فرمان في مدينة الحسكة حيث كانت ترقد جثّة التمو.

وذكرت «الهيئة العامة» أن حملة دهم واعتقالات شنها الجيش والأمن مدعوماً بالشبيحة استهدفت أكرادا في الحي الشرقي من مدينة الكسوة بعد تظاهرات حاشدة خرجت مساء.

وحمّل سليمان كرو، عضو اللجنة الإعلامية لـ «اتحاد تنسيقيات شباب الكرد» والصديق الشخصي لتمو، «بشار الأسد مسؤولية اغتيال أبرز شخصية معارضة على الساحة الكردية».

وقال كرو في اتصال هاتفي مع «العربية.نت» إن «النظام السوري شرع باغتيال الكرد بعد فشله في تحييدهم عن الاحتجاجات التي يُعتبر الكرد جزءا منها، عبر الإغراءات الكثيرة التي قدَّمها لهم خلال الفترة الماضية».

وأعرب كرو، الذي دعا إلى اعتصام شامل، عن حزنه على مقتل تمو الذي قال إن «آخر مكالمة معه كانت قبل يومين»، لافتاً إلى أنه طالبه فيها بالحذر تحسُّباً لأي هجوم من قبل قوات الأمن السورية بعد تعرُّض تمو لمحاولتي اغتيال، لكن الأخير حسب قول كرو رد بالقول: «إنني لست أفضل من شباب الرستن».

وفي جنازة اخرى في ريف دمشق، «استشهد طفل يبلغ من العمر 14 عاما متأثرا بجراح اصيب بها وجرح 14 شخصا جراء اطلاق الرصاص على مشيعي شهداء دوما الثلاثة الذين قتلوا الجمعة باطلاق الرصاص»، حسب «المرصد».

وفي ريف دمشق ايضا «استشهد السبت (أمس) داخل المعتقل شاب من مدينة الضمير كانت أجهزة الامن اعتقلته الخميس الماضي خلال حملة مداهمات في المدينة»، كما اضاف «المرصد».

وفي حمص (وسط) انتشرت «قوات عسكرية كبيرة في محيط المدينة في ظل قطع الاتصالات عن معظم احياء المدينة وشوهد جنود الجيش قرب مصفاة حمص ينتشرون باعداد كبيرة وعلى الطرق الرئيسية المؤدية الى المدينة»، كما اضاف المرصد.

واكد «المرصد «ان «الاتصالات الخليوية والارضية قطعت عن مدينة القصير (حمص) وهناك مخاوف من تنفيذ عملية عسكرية في المدينة نتيجة منع الحواجز للناس من الدخول والخروج وبعد حشد عشرات الدبابات خلال الايام الماضية في قرى محيطة بالمدينة».

اما في محافظة ادلب (شمال) فان «الحصيلة النهائية لقمع تظاهرة الجمعة (أول من أمس) في مدينة معرة النعمان بلغت 15 جريحا بينهم سيدة في حالة خطرة كما اعتقلت الاجهزة الامنية 20 متظاهرا».

إلى ذلك ارتفع عدد القتلى في جمعة «المجلس الوطني يمثلني» إلى 22 شخصاً، فيما واصل الجيش حملته العسكرية المتواصلة على مدينة دوما في ريف دمشق وسط حصار شديد تشهده مدينة الرستن في حمص.

وأفاد شهود عيان من دوما التي قُتل فيها أربعة مدنيين الجمعة، أن المدينة عاشت يوماً مرعبا منذ ساعات الصباح الأولى بعد انتشار الجيش في عموم المدينة وعلى مداخلها.

وقالت لجان تنسيق محلية إن انشقاق ضابط ومجموعة من الجنود على أطراف المدينة خلّف اشتباكات عنيفة مع الجيش والأمن.

وأضاف ناطق باسم اللجنة أن «تظاهرات خرجت في 12 مسجداً بعد صلاة الجمعة تأييداً للمجلس الوطني، رغم التواجد الأمني المكثّف لكنها جميعها واجهتها قوى الأمن والجيش بإطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع».

وأعرب ناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية عن مخاوف من كارثة إنسانية في الرستن جراء الحملة الأمنية العنيفة والحصار الخانق المفروض عليها.

وأفاد أن حملات الاعتقال في المدينة مستمرة وسط نقص في الحاجات الأساسية من ماء وكهرباء وغذاء مع الاستمرار في انقطاع تيار الكهرباء وكافة خدمات الاتصالات، ونقص حاد في المستلزمات الطبية.

وأضاف أن القوات الأمنية التي اعتقلت آلاف المدنيين في المدينة خلال الحملة وقامت بنبش القبور، منعت دخول أو خروج أي شخص من وإلى الرستن التي يتواجد فيها 75 حاجزا أمنيا وعسكريا تنتشر في جميع الأحياء والشوارع الرئيسية والفرعية، موضحاً أنه تم منع المصلين في المدينة من أداء صلاة الجمعة وسط تحليق مكثف للطيران الحربي خلال يوم اول من امس.





الحمصي: بعد اغتيال تمو

لن تكون ثورتنا سلمية




دمشق - «ايلاف» - اعتبر النائب السابق في البرلمان السوري مأمون الحمصي في تصريح خاص لـ«ايلاف»، أن اغتيال القيادي الكردي مشعل تمو يدل على عمق الأزمة التي وصل اليها النظام، مهددا «بعد اغتيال تمو لن تكون ثورتنا سلمية».

وأكد «ان ضرب النائب السابق رياض سيف وكسر يده هو أسلوب همجي متكرر من النظام المجرم شهدناه مع رسام الكاريكاتور علي فرزات الذي تعرض لاعتداء آثم». ورأى «ان الفيتو الروسي والصيني أعطى للنظام السوري الضوء الاخضر لقتل المعارضين والمتظاهرين».