| عادل المشعل * |
يقول شكسبير:
تحبني أو تكرهني... جميعهما معضلان لدي/ إذا كنت تحبني سأكون دائماً في قلبك/ وإذا كنت تكرهني سأكون دائما؟ً في بالك.**
حينما كانت روح الإنسان مرنة وقابلة للتغيير وإعادة الهيكلة له، من خلال الحركات التي يقوم بها، وهو لا يدري، تبعا للبيئة التي يعيش بها، فقد تغيرت جميع الأساليب التعبيرية الفنية في هذه المجتمعات، وهكذا عُرف الفرق بين الحضارات بين الدول والفروق والعادات، بين كل دولة وأخرى، بل بين منطقة ومنطقة، وبين مكان ومكان وقرن وقرون.
فإن الإنسان لديه استعداد لنقل ما يقوم به من تعبيرات بالفطرة، وهذا يعد وقفة أساسية في تكوين المجتمع... فالإنسان بهذا التطور الحي يعبر عن نفسه بهذه الحركة.
وقد كان الإنسان البدائي يرسم على جدران الكهوف مناظر يراها في الغابات وعلى أرض وهمية، ثم بدأ فن التحريك الذاتي، ومنذ ثلاثين ألف سنة قام بالرسم في الكهوف لحيوانات، ثم يقوم من خلال الرسم بتحريك هذه العناصر، التي يقوم بها بتحريك الجسم والأرجل والرقبة والأطراف... ويوحي لك أنه بطيء الحركة، كذلك سريع الحركة من خلال الرسم، الذي يرسمه على جدران هذه الكهوف.
وبمرور الوقت أصبح هذا الفنان أو رجل الكهوف البدائي لديه قدرة عظيمة على تصور الحركة، مع قيامه بالحركات التعبيرية والخطوط الأساسية التي يعبر عنها من دون وضع تصورات اتقانية بل عشوائية، وهذا في ما قدمه الفنان العبقري مايكل انجلوا في أعماله المبدعة من خلال دراسات تشريحية لجسم في رسم الحركات المختلفة.
كما نرى الحركات واضحة في رسوم الفنان المبدع ليوناردو دافنشي الموجودة في قصر الفنون في لندن.
وقد اعتمد ليوناردو دافنشي على الحركة وهو دائماً يقوم بها، وهي نوعان... حركة طبيعية - وحركة لها نوع خاص في تشريح حركة الجسم، وبطبيعة الحال فإن السينما هي أحد هذه الانتصارات المهمة في صناعة الأدوات الخاصة بعمل السينما وأولاهما الصور المتحركة التي استطاع بها الفن أن يعبر عن الحركة.
فعندها حان الوقت لكي يصبح الحلم حقيقة وليس خيالاً، يتمكن هذا الإنسان الفنان من رؤية الصورة مع الحركة، ومن تلك المحاولة انطلقت أساليب الرسوم المتحركة في جميع أنحاء العالم، وذلك بتحريك الأشياء ذات أحجام صغيرة كانت أو كبيرة.
ومن أهم هؤلاء فنانيي الرسوم المتحركة الفنان والت دزني.
وهكذا تبدأ الحياة بالحركة... فالعالم كله يدور ويتحرك والزمن يسير والإنسان يولد ويموت.
مجرد سؤال
مهرجان القرين على الأبواب... هل استعد المجلس الوطني لهذه الفعالية؟! ولماذا لا يكون المعرض الفن الشامل للفنون التشكيلية في بدايته وليس في نهايته حتى يُسمح للجميع بمشاهدة هذا الفن الراقي لفنانيي الكويت ومن ضيوف في الداخل والخارج؟!
هذه همسة إلى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أم أن هناك رأيا آخر... من وراء الكواليس؟!
* كاتب وفنان تشكيلي
[email protected]