مبارك المعوشرجي / ولي رأي / سراب في بلاد الرافدين

1 يناير 1970 07:58 ص
يبدو أن عَدوى الشعور بالعظمة انتقل من نوابنا ونائباتنا إلى زملائهم العراقيين... فهؤلاء يعتقدون أن لديهم القدرة والصلاحية على تغيير الكثير مما يشاؤون من قرارات واتفاقيات ومعاهدات دولية معتمدة متى شاؤوا، فهم قادة العالم ومديروه، لقد كان طاغيتهم المشنوق يقول لزواره: لم يولد بعد العراقي الذي يوقع اتفاقية تحدد الحدود بين الكويت والعراق... ولكن بعد فرار جنوده من الكويت يجرون أذيال الخزي والعار تاركين أسلحتهم ومعداتهم غنيمة سهلة لقوات التحالف، حاملين ما سرقوه ما خف وزنه وغلا ثمنه من بيوت الكويتيين الخالية من الناس، وقع صاغراً على هذه الاتفاقية، ثم صدقت واعتمدت وحفظت في سجلات الأمم المتحدة، ورسمت الحدود على الأرض، ووضعت الحواجز والإشارات، وانتشرت قوات الأمم المتحدة في منطقة عازلة لمنع أي تجاوز أو اختراق لتلك الحدود.

واليوم يطالب مئة نائبة ونائب عراقي بإلغاء هذه الاتفاقية وإعادة ترسيم الحدود الكويتية - العراقية بحسب رغبتهم، وهم يعلمون أن ذلك أمر مستحيل التحقيق، وإن حاولوا القيام بأي مغامرات لتغيير ذلك سيعيدون العراق إلى دائرة العزل والحصار والعقوبات الدولية. ولكنهم وكلما زادت التفجيرات الدموية في بلادهم حتى وصلت إلى أشد المناطق أمناً وحماية (المناطق الخضراء في النجف وكربلاء) للإيحاء بضرورة بقاء القوات الأميركية حتى ما بعد نهاية 2011، نهاية الاتفاقية الأمنية الأميركية العراقية، حماية لأحزابهم العميلة من الغضب الشعبي.

وكلما بان مستوى الفساد المستشري بين النواب والوزراء وكبار المسؤولين، الذي يفوق الفساد الذي عندنا في الكويت، التفتوا صوبنا بالتهديدات الفارغة والمطالب المزعومة، بصرف النظر عن ضعف أمنهم وقوة فسادهم...

اسطوانة مشروخة مللنا سماعها، وملّها شرفاء العراق الذين أصبح أقصى ما يتمنونه شربة نقية ولقمة هنية ونومة آمنة وسقفاً دافئاً، فهم لا يجدون إلا الموت والدمار والنار صباحاً ومساءاً.



إضاءة

بودّي أن أعرف من الذي يعيق ويمنع انعقاد جلسات اللجنة التشريعية في مجلسنا العتيد، ولما لا تنعقد، إن أرادوا، في ساحة الإرادة، فالمجلس لدى البعض مجلس مهجور معطل.

 



مبارك المعوشرجي

[email protected]