معارضون يمنيون لمقاضاة رجال دين أفتوا بحرمة الاحتجاجات

صنعاء وواشنطن تؤكدان مقتل أنور العولقي وصالح لن يتنحى «إلا إذا كان خصومه خارج السلطة»

1 يناير 1970 06:36 م
|صنعاء - من طاهر حيدر |
أعلنت السلطات اليمنية، امس، مقتل الامام المتطرف الاميركي-اليمني انور العولقي المرتبط بـ «القاعدة» والملاحق من قبل الولايات المتحدة لكن من دون توضيح ظروف مقتله.
وقال (وكالات) ناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية كما نقل عنه التلفزيون الرسمي ان «القيادي الارهابي في القاعدة انور العولقي قتل مع عناصر من هذا التنظيم كانوا موجودين معه».
ولم توضح الوزارة ظروف مقتل انور العولقي لكن مصادر قبلية ذكرت انه قتل في غارة جوية نفذت فجر امس، مستهدفة سيارتين كانتا تنتقلان بين مأرب (شرق صنعاء) والجوف.
وقال مصدر قبلي ان «الهجوم نفذته طائرات اميركية»، مضيفا ان طائرات لم تعرف هويتها كانت تحلق فوق المنطقة منذ ايام.
واشار مصدر قبلي اخر الى معلومات مفادها بان العولقي قد يكون غادر في الاونة الاخيرة محافظة شبوة متوجها الى محافظة مأرب.
وكشف المصدر ان «قوات الامن اليمنية عززت في الاسابيع الثلاثة الماضية تواجدها في محافظة مأرب.
وكان انور العولقي نجا من غارة اميركية في اليمن في مطلع مايو بعد ايام على تصفية زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن في باكستان، حسب ما اعلن انذاك مسؤول يمني واحد افراد قبيلته.
وفي واشنطن، اكد مسؤول اميركي رفيع المستوى نبأ مقتل العولقي. وقال: «يمكنني ان اؤكد مقتله».
من جانبه، اكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الخميس، انه لن يتخلى عن السلطة ان اتيح لشركائه السابقين الذين انشقوا عنه المشاركة في انتخابات، محذرا من ان ذلك سيقود الى حرب اهلية.
واوضح لمجلة «تايم» وصحيفة «واشنطن بوست» ان الخطة التي قدمتها دول الخليج لنقل السلطة في شكل سلمي تنص على ازالة «كل العناصر» التي تثير توترا في اليمن وحذر من نشوب حرب اهلية في حال لم يتم ذلك.
وكان الرئيس اليمني يشير بكلامه هذا الى اللواء محسن الاحمر الذي انشق عن الجيش اليمني وانضم الى حركة الاحتجاج والى قبيلة الاحمر الواسعة النفوذ (ليست على علاقة باللواء المنشق).
وقال صالح في اول مقابلة تجرى معه منذ عودته في شكل مفاجئ الجمعة الماضية الى صنعاء بعد غياب استمر 3 اشهر في الرياض لتلقي العلاج اثر هجوم استهدف قصره، انه يرفض التخلي عن السلطة ان احتفظ اللواء الاحمر وقبيلة الاحمر بنفوذهما.
واكد انه «اذا تخلينا عن السلطة وهم ما زالوا هنا، فهذا سيعني أننا تنازلنا امام انقلاب». وتابع: «اذا نقلنا السلطة وهم ما زالوا في مواقعهم يحتفظون بسلطة القرار، فسيكون الامر في غاية الخطورة وسيقود الى حرب اهلية».
وذكرت «تايم» و«واشنطن بوست» ان صالح يحمل «ندبات عميقة» على وجهه ويعاني من صعوبة في السمع وكان يضع قفازين خاصين بالمصابين بحروق. ولم تنشرا سوى صورة التقطت للزعيم عن بعد من دون ان تظهر اي صورة له عن مسافة قريبة.
الى ذلك، طالب المعارضون في اليمن بمقاضاة 500 من رجال الدين الذين أفتوا، اول من أمس، بحرمة الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام علي صالح وأسرته.
واكد بيان «لشباب ثورة التغيير»، امس، انه يجب «رصد وتوثيق كل من أفتى بتلك الفتوى ضد شباب الثورة ونزولا عند رغبة صالح تمهيدا لمقاضاتهم عن كل جريمة ارتكبت ضد الثوار».
وكانت جمعية علماء اليمن المرتبطة بالنظام أصدرت الخميس فتوى مذيلة بتوقيع 500 رجل دين بحرمة المظاهرات الاحتجاجية السلمية، ودعت السلطات الى القيام بمسؤوليتها في تأمين المرافق والأحياء وإخلاء المدارس والجامعات لأن ذلك يعد «جهاداً في سبيل الله».