زادت 300 في المئة بعد ثورة 25 يناير
الحلويات الصينية تغزو الأسواق المصرية والمصانع المصرية مهدّدة بالإغلاق
1 يناير 1970
03:21 م
| القاهرة - من محمد عبدالجواد |
يواجه نحو 25 ألف عامل مصري من العاملين في قطاع المواد الغذائية شبح التشرد والبطالة بسبب صعوبات كبيرة تشهدها مصانع الحلويات المحلية والتي تهددها بالافلاس واغلاق أبوابها وتصفية عمالها نتيجة المنافسة غير العادلة بين منتجاتها والمنتجات المستوردة من الصين وتركيا، ففي الوقت الذي يسعى فيه المصنعون الى عودة عجلة الانتاج الى الدوران نجد سيلا من الاغراق الصيني منذ اندلاع ثورة 25 يناير ،حيث ارتفعت الصادرات الصينية الى الأسواق المصرية بنسبة 300 في المئة عن الأعوام السابقة.
وقال أصحاب المصانع ان المنتج المحلي من البسكويت والحلويات ينافس وبقوة نظيريه الصيني والتركي في الأسواق الخارجية وتنعدم المنافسة في السوق المصرية بسبب انخفاض أسعار المستورد الصيني الى النصف تقريبا وذلك لعدم مطابقة المنتجات الصينية المنتشرة بالسوق للمواصفات العالمية أو حتى المصرية ما يهدد حياة المستهلكين خاصة وأن الشريحة العظمى من هذه الفئة من الأطفال.
وطالب أصحاب المصانع الحكومة بضرورة وضع ضوابط حقيقية للاستيراد من الخارج تكون حازمة ولا يمكن التلاعب بها أو التحايل عليها، مشددين كذلك على ضرورة اتخاذها لعدد من القرارات التصحيحية للسوق الاستيرادية ومنها اشتراط الحصول على شهادات دولية معتمدة تؤكد مطابقة المنتجات المستوردة لجميع المواصفات القياسية العالمية والمصرية كما تفعل دول فقيرة في أفريقيا ومنها كينيا، محذرين من تعرض المصانع المصرية العاملة في مجال صناعة البسكويت والحلويات لخطر الاغلاق وتسريح العاملين بها والمقدر عددهم بأكثر من 25 ألف عامل في وقت يعاني فيه الاقتصاد المصري من هزات عنيفة لا تحتمل بأي حال أي ممارسات سلبية «تزيد الطين بلة».
وأكد رئيس مجلس ادارة شركة «الربيع» للصناعات الغذائية بدر ربيع أنه لا يجوز الاضرار بمصالح المصانع المحلية لحساب عدد محدود من المستوردين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة يسعون الى تحقيق الربح الكبير والسريع على حساب صالح السوق المحلية.
موضحا ان الصادرات الصينية للسوق المصرية من البسكويت والحلويات ارتفعت بنسبة 300 في المئة منذ اندلاع الثورة في يناير الماضي وهي نسبة خطيرة تستدعي التوقف أمامها بمزيد من التأمل لواقع الصناعة المصرية.
ورأى ربيع أن منتجات المصانع المحلية من الحلويات والبسكويت تنافس وبقوة في الأسواق الخارجية أمام منتجات دول عدة وعلى رأسها الصين وتركيا، مشيرا الى أن تلك التنافسية ترجع الى الجودة العالية للمنتجات المصرية وكذلك المنافسة السعرية .
وحذر ربيع من تعرض المصانع المصرية العاملة في مجال صناعة البسكويت والحلويات لخطر الاغلاق وتسريح العاملين بها، مطالبا الوزارات والجهات المعنية بضرورة فرض رقابة صارمة على جميع السلع والمنتجات التي تدخل السوق المصرية وعدم انتظار القرارات التي تفرضها حكومات الدول الخارجية على مصدريها بالحصول على شهادات جودة من جهات معتمدة دوليا في اشارة الى شهادة CIQ الصينية، موضحا أن تلك الاجراءات الخارجية يتم التلاعب فيها في الخارج وهو ما يجبر المسؤولين في هيئة الرقابة على الصادرات والواردات على توخي الحذر من دخول منتجات غير مطابقة للمواصفات.
وأوضح مدير عام شركة «سيما» للصناعات الغذائية المهندس حسن يوسف أنه في ظل ارتفاع أسعار الخامات الداخلة في الصناعة خلال الفترة الأخيرة بنسب تصل في كثير من الأحيان الى نحو 100 في المئة نجد أن المنتج المستورد من الصين يباع بأسعار تنخفض عن أسعار المنتجات المحلية بمعدل النصف تقريبا ما يدل على أن تلك المنتجات المستوردة تفتقد المطابقة لأي مواصفات قياسية.
وأضاف يوسف: ان غياب الرقابة على المنافذ الجمركية هو السبب لما وصلت إليه حال المصانع المحلية التي تعاني وبشدة داخل السوق المحلية في الوقت الذي ترحب الأسواق الخارجية بمنتجات المصانع المصرية بفضل تمتعها بأسعار تنافسية ومطابقتها لجميع المواصفات القياسية العالمية.
ومن جانبه قال رئيس شعبة السكر والحلوى بغرفة الصناعات الغذائية المهندس علاء البهي ان الغرفة خاطبت وزارة الصحة بشأن تحليل عدد من العينات من المنتجات الصينية التي تم الحصول عليها من السوق عن طريق الادارة المركزية للمعامل بالوزارة وقياس مدى مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية من حيث البيانات والخامات المستخدمة، مشيرا الى أن بيع تلك المنتجات بأسعار تقل عن نصف تكلفة المنتج المحلي أمر يثير الشكوك في مدى سلامة تلك المنتجات المستوردة من الصين.
وأشار البهي الى أن الغرفة ستنتظر نتيجة تحاليل معامل وزارة الصحة للتأكد من أن المنتجات الصينية من الحلويات غير مطابقة للمواصفات للتواصل مع الجهات المسؤولة عن المنافذ الجمركية لمنع دخول تلك السلع.