نداء المطارنة أمّن غطاء للبطريرك عشية زيارته أميركا والفاتيكان

مفتي الشام في بكركي... يرد التحية

1 يناير 1970 04:23 م
| بيروت - من ليندا عازار |

محطتان «متداخلتان» جعلتا مقر البطريركية المارونية في بكركي امس محط الانظار وهما النداء السنوي الذي صدر عن المطارنة وأمّن «غطاء» للبطريرك بشارة الراعي وسط استمرار تفاعلات المواقف «المثيرة للجدل» التي تمسك بها حيال الوضع في سورية وسلاح «حزب الله»، والزيارة - الحدَث الاولى من نوعها التي قام بها مفتي الشام الشيخ عدنان افيوني لرأس الكنيسة (بعدما تعذر مجيء مفتي سورية احمد بدر الدين حسون لارتباطه باستقبال وفد اجنبي في دمشق) في إطار ترجمة ارتياح القيادة السورية الى كلام الراعي ولا سيما لجهة تحذيره من مجيء حهات اصولية الى الحكم (في سورية) بحال سقوط نظام الرئيس بشار الاسد بعدما كان اعلن من باريس انه كان يجب اعطاء الاخير فرصة لتطبيق الاصلاحات. في إطار ترجمة ارتياح القيادة السورية الى كلام الراعي ولا سيما لجهة تحذيره من مجيء جهات اصولية الى الحكم (في سورية) بحال سقوط نظام الرئيس بشار الاسد بعدما كان اعلن من باريس انه كان يجب اعطاء الاخير فرصة لتطبيق الاصلاحات.

واكتسبت هاتان المحطتان اهميتهما لانهما جاءتا فيما يستعدّ الراعي لحزم حقائبه ومغادرة لبنان بعد غد لنحو شهر ينتقل خلاله الى الولايات المتحدة في زيارة باتت رعوية بامتياز بعدما لم تنجح محاولات ترتيب موعد له للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما نتيجة استياء واشنطن من مواقفه الاخيرة، وهو الامر الذي قابله البطريرك بـ «شطب» العاصمة الاميركية من برنامج زيارته التي تستمر 19 يوماً وتشمل الابرشيات المارونية في عدد من الولايات.

وفي حين اشارت معلومات الى ان اللقاء الذي كان جرى الحديث عن انه سيجري في نيويورك بين الراعي والامين العام للامم المتحدة بان كي - مون لم يتأكد بعد، ذكرت تقارير ان البطريرك سينتقل بعد انتهاء جولته الاميركية الى الفاتيكان للقاء كبار المسؤولين.

وحضرت هاتان الزيارتان على طاولة المطارنة الموارنة الذين اجتمعوا امس وأصدروا النداء الذي تعوّدوا إطلاقه في سبتمبر من كل سنة منذ العام 2000.

واذا كان نداء الالفين طغى عليه العنوان «السيادي» وحمل اول مطالبة بانسحاب الجيش السوري من لبنان ممهداً بذلك للمرحلة التي أمنت «الوعاء الداخلي» الذي احتضن بذور «انتفاضة الاستقلال» التي انفجرت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 مارس 2005، فان نداء الـ 2011 جاء على وقع ارتدادات مواقف الراعي من «الربيع العربي» وتحذيره من تداعيات الاحداث في بعض الدول العربية ولا سيما سورية على واقع المسيحيين، وهو الكلام الذي أحدث فرزاً مسيحياً افقياً وعمودياً على ضفتي 8 و 14 آذار.

وخيّمت على اجتماع المطارنة، الذي حضره الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، المواقف الاخيرة للراعي التي كررها امام القمة الروحية الاسلامية - المسيحية التي عقدت اول من امس في دار الفتوى. وتمت مناقشة مختلف الاراء التي عبّر عنها البطريرك سواء في باريس او خلال جولتيه في البقاع ثم الجنوب حيث افادت معلومات عن بروز تعدُّد في الآراء بين المطارنة «هو ضمن السياق الطبيعي للأمور».

كما لم تغب عن بكركي المعلومات التي تم تداولها عن زيارة سيقوم بها الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله للصرح البطريركي بعد عودة سيدها الى لبنان لـ «رد التحية» له على مواقفه، وهو ما نفت مصادر كنسية علمها به، لافتة في الوقت نفسه الى «اننا لا نعلم اذا كان (حزب الله) يعدّ لمثل هذه الزيارة.

وفي ندائهم، اكد المطارنة انه بعد القمتين الروحيتين اللتين عقدتا في بكركي (مايو الماضي) ثم دار الافتاء «هناك سعي لعقد قمة روحية على صعيد منطقة الشرق الاوسط»، قال: «عسى ان تفلح كل هذه المسائل في ارساء قواعد ثابتة للعمل المشترك، ووضع اسس راسخة للحوار الدائم الذي يجب ان يحكم علاقات اللبنانيين وكل ابناء المنطقة ببعضهم البعض».

وقال النداء: «منذ نشأة المارونية (...) اصبحت البطريركية شريكا اساسيا في تكوين الوطن اللبناني، حاملة هم الوطن وجميع ابنائه، بل هم المنطقة المشرقية التي يرتبط مصير لبنان بمصيرها. ويؤلمها ما آلت اليه اوضاع الشعب اللبناني، ولا سيما المسيحيين من بينهم بسبب الحروب والتقاتل والاصطفافات السياسية مع المحاور الاقليمية والدولية».

وتابع: (...) «من هذا المنطلق يبني غبطته تواصله الدائم مع المسؤولين الكبار في الدولة، وزياراته للدول التي تربطها بلبنان علاقات تاريخية. وكانت زيارته الاولى لفرنسا تلبية لدعوة من رئيسها مناسبة كي يطالب الاسرة الدولية ان تتحمل مسؤوليتها في نشر العدالة والمساواة، ورفع الظلم عن الشعوب من خلال السهر على تطبيق قرارات مجلس الامن تطبيقا عادلا، والعمل على وقف الحروب واحلال السلام في المنطقة».