شغلت القوى السياسية المصرية وأربكتها

مصدر عسكري: جولة المشير عفوية ولم يخطر بباله الترشّح للرئاسة

1 يناير 1970 08:11 م
| القاهرة - من مجاهد علي وأحمد عبدالعظيم |

أكد مصدر عسكري مصري عفوية جولة رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحاكم المشير حسين طنطاوي بالثياب المدنية في وسط القاهرة ليل الاثنين الماضي، ونبه الى أن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يخطر في باله الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وجاء ذلك بعد ان اثارت الجولة تكهنات حول نية المشير ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية السفير عبدالله الأشعل ان جولة المشير محيرة وغير مفهومة، مؤكدا أنه اذا أراد المشير تدشين حملة دعائية لنفسه فليس هذا بالمكان النموذجي للاعلان عن هذا التوجه، ولو أراد تفقد الأوضاع المعيشية والأمنية عن كثب، فان مئات الأماكن الأخرى يمكن أن تكون مثالية لاستطلاع حقيقة الأوضاع، مضيفا ان «الأسباب الحقيقة لزيارة المشير المسائية ستبقى لغزا حتى يخرج المشير أو المؤسسة العسكرية بتوضيح منطقي».

واستبعد عضو الهيئة العليا في حزب الوفد المحامي عصام شيحة أن يكون وراء جولة المشير أسباب انتخابية، مشيرا الى أن جيل ثورة 25 يناير لن يقبل بحال من الأحوال أن يكون للجيش دور في الحياة السياسية بعد المرحلة الانتقالية، وهذا ما تدركه المؤسسة العسكرية جيدا. ونبه على أن الشرعية الرئيسة في البلاد هي شرعية الشارع.

وأبدى المتحدث باسم «الجماعة الاسلامية» ووكيل مؤسسي حزب البناء والتنمية طارق الزمر تخوفه من جولة المشير بالزي المدني، مؤكدا أنها «تعطي انطباعا بأن هناك مسارات يجري الاعداد لها بخلاف ما تم الاتفاق عليه، وهو ما يحتاج الى وقفه وتكاتف القوى السياسية والأحزاب».

وقال عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة «الاخوان المسلمين» المهندس علي عبد الفتاح ان نزول المشير الى الشارع ومن دون حراسة يدل على أن الرجل يريد أن يؤكد أن الشارع المصري آمن، وبالتالي ليس هناك ما يمنع من اجراء الانتخابات في أسرع وقت، وأنه لا داعي لتأجيل الانتخابات بحجة غياب الأمن.

وقال نائب رئيس حزب التجمع سمير فياض ان جولة رئيس المجلس الأعلى الحاكم رسالة ذات طابع أمني من الدرجة الأولى. مؤكدا أنها تحمل معنى يتسق مع روح الثورة.

وأضاف: «المشير أراد أن يؤكد أن العلاقة بين الشعب والجيش طبيعية ولا يوجد تسلطية فيها، وأنه يجب تعميق تلك العلاقة خلال الفترة الانتقالية للوصول الى قارب النجاة وتسليم السلطة في وقتها».

أما الباحث في وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية عمار علي حسن، فلفت الى أكثر من دلالة، فمن جهة قد تكون جولة المشير ايذانا ببداية مرحلة جديدة يضطلع فيها المجلس العسكري بدور مهم في الحياة السياسية، واما أن تكون محاولة لاحتواء غضب الشارع من شهادته في الجلسة الأخيرة لمحاكمة مبارك.