قال إن نظرة الغرب للإسلام «ستتغير» بعد الثورات العربية
إدريس توفيق في ندوة بمكتبة الإسكندرية: على الأزهر استعادة دوره «الوسطي» بعد 25 يناير
1 يناير 1970
04:50 م
| الإسكندرية (مصر) - «الراي» |
أكد الكاتب الإسلامي البريطاني «الجنسية» إدريس توفيق أن الثورة المصرية وغيرها من الثورات العربية ستكون فارقة في رؤية الغرب للإسلام، لافتا إلى أنها لاقت بالفعل** صدى جيدا في الغرب الذي بدأ في مراجعة نظرته للإسلام.
«توفيق» -وهو قس كاثوليكي سابق قبل اعتناقه الإسلام ـ قال ـ في الندوة التي نظمتها وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية.. قبل أيام، تحت عنوان «المسلمون في الغرب... دروس مستفادة» : إذا تحدثنا عن الإسلام والغرب، فإننا نتناول موضوعين متوازيين؛ الأول هو الإسلام والغرب بما تحمله تلك العلاقة من صراع، والثاني هو المسلمون في الغرب، وفي ما يتعلق بالموضوع الأول؛ فرؤية الغربيين للإسلام ليست واحدة؛ إذ يمكن تقسيمهم إلى «4» مجموعات، تتمثل الأولى في الكارهين للإسلام، وهم فئة قليلة للغاية.
وأضاف: قد لمست هذه الفئات من خلال مشاهداتي المباشرة ومشاركتي في عدد من المحافل والمناظرات في بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول، وتنحصر المجموعة الثانية في السياسيين اليمينيين الذين يبحثون عن خصم محلي لتحقيق مكاسب سياسية على حسابه، والمثال الأبرز على ذلك قضية المآذن السويسرية التي أرادت بعض الأحزاب اليمينية إجراء استفتاء حول منع بنائها من أجل تحقيق مكاسب سياسية من خلال إثارة قضية المهاجرين غير الشرعيين الذين يأتي الكثيرون منهم من تركيا والبلقان.
وقال: الفئة الثالثة تتمثل في الإعلاميين والصحافيين الباحثين عن الإثارة، وقد أدت أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة إلى جعل أخبار المسلمين الأكثر إثارة في الصحافة الغربية، أما الفئة الأخيرة التي تمثل الأغلبية السائدة في الغرب فهم الذين لا يعلمون شيئا عن الإسلام، أو لديهم أفكار بسيطة مغلوطة عنه، ومن الخطأ لوم هؤلاء على جهلهم بالإسلام، فواجب المسلمين الأول هو التعريف بدينهم باستخدام اللغة والمداخل التي يفهمها الغرب.
وأشار إلى أن الأزهر الشريف فقد الكثير بارتباطه بالنظام السابق، وتركزت جهوده على تناول قضايا فرعية، ما أدى إلى غياب دوره الفاعل الذي يجسد الإسلام المعتدل، وبالتالي كانت الغلبة لصوت التطرف.
مشددا على أهمية استعادة الأزهر لدوره في ظل ثورة 25 يناير التي ستسهم في نهضته ونهضة مصر وعودتها إلى ممارسة دورها القيادي في محيطها الإقليمي والدولي. كما لفت إلى أهمية دور الشباب الذين قاموا بالثورة في تقديم نموذج مشرف عن الإسلام.
ونبه «توفيق» ـ في ختام الندوة ـ إلى أن هناك أطرافا داخل وخارج مصر تسعى إلى إحداث الفرقة والانقسام بين المسلمين وبعضهم بعضا، وبين المسلمين والأقباط، داعيا الشباب إلى حماية ثورتهم وألا يدعوها عرضة للسرقة من قبل هذه الأطراف.