مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / «تجوري» أمي

1 يناير 1970 07:58 ص
بعد انتشار قصة الأربعة ملايين دينار التي وجدها نائب في (كبت) أمه في مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل النصية والصحافة، تسربت حمى البحث بين تركة الأهل من أجل كنز مماثل!

يقول أبو نواف: أخذت مفتاح تجوري أمي، رحمها الله، وهو تجوري من النوع القديم المصنوع من حديد الزهر لو ربط به فيل ما زحزحه، والمرحومة لم تكن مليونيرة ولكنها لم تكن فقيرة... وفتحت التجوري فوجدت فيه جواز السفر، وبطاقة التطعيم ضد الأوبئة والأمراض، والجنسية الحمراء، والبطاقة المدنية الوردية وكارت الصحة، ودفتر التوفير القديم، مربوطة بـ «سير» بحرص وعناية، فالمرحومة كانت متعلمة متخرجة في إحدى مدارس محو الأمية المسائية، ثم وجدت ظرفاً كبيراً أملت أن أجد به سندات دين أو صكوك عقار أو شهادات أسهم، لكنني وجدت وصولات تبرع وزكوات وصدقات وكفارات وإفطار صائم، ففرحت لأن رصيد الوالدة في الآخرة أكبر بكثير من رصيدها في بنوك الدنيا.

ثم وجدت في أحد المخابئ السرية في التجوري (صرة) ففتحتها فوجدت فيها خاتماً يصعب تحديد لونه لقدمه، ذا فص رمادي اللون، فصرخت: وجدتها، وقلت في نفسي إن لم يكن له قيمة مالية فله قيمة أثرية وطرت بكنزي الثمين لصائغ أعرفه وأثق به، وعرضت عليه الخاتم فنظر إليه بعين الخبير وضحك، ففرحت بضحكه، ولكنه قال: خاتمك هذا يصلح لأن يكون «بِلْد» لخيط صيد السمك، فهو من حديد وفصه حجر عادي كان يشتريه الحجاج تبركاً وتيمناً... أخذت الخاتم ثم اشتريت له سلسلة وعلقته في سيارتي بركة وتذكاراً من «ريحة» المرحومة، ودعوت لها بالمغفرة والرحمة، ولكني ما زلت مستمرا في البحث بين تركة الوالد والوالدة لعلي أجد ما قيمته ولو (400) دينار، لا أربعة ملايين! كما وجد النائب في كبت أمه، وإن لم أجد شيئاً فسأطلب من جميع الأهل والأصدقاء عمل «قطية» لعلي أجمع ما جمعه النائب الآخر.





مبارك مزيد المعوشرجي

كاتب كويتي

[email protected]