مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / حمد بن خليفة ... زعيم المواقف!

1 يناير 1970 01:53 ص
كم دولة عربية منضوية تحت لواء ما يسمى بجامعة الدول العربية؟ سؤال إجابته سهلة وبسيطة، ولكن السؤال الأهم، والذي لن يجد صدى لدى طغاة العرب، كم نفس أُزهِقت لمجرد أنها تاقت إلى الحرية أسوة ببقية البشر!

قطار الربيع اكتسح أرجاء الوطن العربي إلا بعضاً منه، هذا القطار لم يكن ليستمر لو لم يجد دعماً ورعاية كبيرة ومهمة، ومن زعيم له تأثير كبير جداً على الساحة الخليجية، والإقليمية، والدولية، أمير قطر حمد بن خليفة، رجل بأمَة، بذل الغالي من أجل نصرة الشعوب العربية المستضعفة، لم يكن له مصلحة، ولا فائدة مرجوة، ولكنه الضمير، والمروءة التي حتمت عليه القيام بنجدة المقهورين والمظلومين، لم يكن لينتظر، أو يصم أذنيه كما فعل البعض، وها هي الشعوب، تنال حرياتها الواحدة تلو الأخرى، مقدرة ومثمنة الدور العظيم الذي بذله حمد بن خليفة، دور لم يقم به سوى الخليفة العباسي المعتصم، بينما اعتاد حكام العرب الآخرون الثرثرة في وسائل الإعلام، وتزييف الحقائق، وإطلاق تصريحاتهم التي تدعي دعم حريات الشعوب، ومطالبها، وعلى أرض الواقع لا أثر لهم إطلاقاً!

حمد بن خليفة، لم تثنه أراجيف الأنظمة القمعية، وأكاذيبها، والإشاعات، التي تروجها في بعض وسائل الإعلام، بل زادته إصراراً وعزماً على المضي في دعم الشعوب، وتسخير الإمكانات كافة لها، لتنال حريتها وحقوقها المشروعة، بعيداً عن عبادة الأوثان البشرية التي تسببت في جلب المصائب والكوارث على الشعوب العربية!

ما أردنا قوله في هذا المقام، أن أمير قطر فعل ما عجز عنه الآخرون، وحقق المستحيل، قارن أقواله بالأفعال، ولك عزيزي القارئ، أن تقارن بينه وبين رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان، الذي أكثر من الوعود للشعب السوري، فأعطاهم الحرية باليمين، وتقرير المصير بالشمال، فكانت وعوده سراباً، وأكاذيب، وإبر تخدير لا أكثر، فشتان بينه وبين زعيم المواقف الشجاعة حمد بن خليفة!

***

عودة علي صالح إلى اليمن إعلان حرب أهلية ساحقة ماحقة، ويكفي أن عودته، رافقها الكثير من القتلى في الشوارع، وهدم البيوت على ساكنيها، وكأنه بهذه العودة غير الميمونة، يريد الثأر لنفسه، وجعل عالي اليمن سافله، هكذا، أرادها الرئيس المخلوع، وبدعم خليجي مفضوح، عدا دولة قطر التي انسحبت من المبادرة الخليجية، والتي رأت في هذه المبادرة تشجيعاً لعلي صالح، ومجاملة مكشوفة لرئيس تلوثت يداه بدماء شعبه!





مبارك محمد الهاجري

[email protected]

twitter:@alhajri700