إسرائيل تعتبره «ليس مقدسا»... ومجلس الأمن يبحث غدا الطلب الفلسطيني

«اللجنة الرباعية» تعرض جدولاً زمنيا للتفاوض ونتنياهو لرفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية

1 يناير 1970 08:07 ص
| القدس - من زكي أبوالحلاوة ومحمد أبوخضير |

بعد أشهر من الصمت، لم تحتج «اللجنة الرباعية للشرق الأوسط» إلى أكثر من 4 ساعات الجمعة لترد على طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، عبر اقتراح مفصل لاستئناف التفاوض، فيما اعتبرت إسرائيل الجدول الزمني للجنة انه «ليس مقدسا».

فبعيد تقدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بطلب العضوية، سارعت «اللجنة الرباعية» الى عرض جدول زمني للتفاوض وتحديد هدف بالتوصل الى اتفاق نهائي في مدة اقصاها نهاية العام 2012.

وأوضح مسؤول اميركي (وكالات)، ان «الرباعية تحاول التطلع الى المستقبل»، مضيفا: «قدم الرئيس عباس رسالته، من الواجب اخذ علم بذلك واقتراح افكار ردا على هذا الامر. علينا العودة الى الشأن الاساسي، اي ايجاد سبيل لاحياء المفاوضات».

وحسب المبادرة، يلتقي الإسرائيليون والفلسطينيون مرة اولى خلال شهر لتحديد «برنامج زمني واسلوب للتفاوض». وخلال هذا الاجتماع «التمهيدي»، يتم ايضا الالتزام بالتوصل الى اتفاق نهائي في نهاية العام 2012 «حدا اقصى».

ويتقدم الطرفان بعدها «باقتراحات كاملة بحلول 3 اشهر» حول الامن وقضية الحدود، ويلتزمان احراز «تقدم جوهري خلال 6 اشهر».

ولا يتطرق بيان الرباعية الى تفاصيل، ويستند الى خطاب باراك اوباما في مايو والذي اقترح فيه الرئيس الاميركي التفاوض على قاعدة حدود ما قبل حرب يونيو العام 1967، مع تبادل للاراضي يوافق عليه الطرفان ويأخذ في الاعتبار التبدلات التي طرأت منذ ذلك التاريخ.

لكن الرباعية لم تتطرق مثلا الى قضية المستوطنات الشائكة ولا الى طلب إسرائيل ان تكون الدولة الامة للشعب اليهودي.

في المقابل، تلحظ الخطة عقد مؤتمر دولي في موسكو لتقويم تقدم المفاوضات «في الوقت المناسب».

وقال ممثل «اللجنة الرباعية» توني بلير الذي شارك في المشاورات ان الاقتراح يشكل «الطريق الوحيد الذي نعالج عبره الصعوبات حول الطاولة وفي المفاوضات».

من جهتها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عند تلاوتها البيان انه «اذا كان هناك وقت يجب فيه تسوية النزاع فهو الآن (...) لان إسرائيل قلقة على امنها والشعب الفلسطيني انتظر فترة طويلة لاقلامة دولته».

واجتمع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وبلير واشتون في مقر الامم المتحدة لوضع الخطة.

من ناحيته، اعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني ايالون، امس، ان الجدول الزمني للمفاوضات الذي قدمته اللجنة الرباعية قبل نهاية العام 2012 «ليس مقدسا».

وقال للاذاعة: «المهم في موقف الرباعية هو انه لا يطرح شروطا لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالاستيطان والحدود (...) الا ان الجدول الزمني للتطبيق ليس مقدسا».

وتابع ان «الامر يتوقف على قبول الفلسطينيين استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة ودون تهديدات بتحركات احادية»، في اشارة الى طلب انضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة.

واعرب وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد اردان العضو في حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو عن شكوكه حول استئناف المفاوضات. وقال للاذاعة: «لا اعتقد ان المفاوضات ستستأنف على الرغم من ان رئيس الوزراء يفعل المستحيل من اجل تحقيقها».

في المقابل، انتقدت السلطة الفلسطينية و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، بيان اللجنة الرباعية حيث وصفته الأولى بـ «المنقوص» واعتبرته الثانية «محاولة للاتفاف على مفاعيل قرار التوجه للامم المتحدة».

وقال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن بيان اللجنة الرباعية «منقوص» كونه لا يشتمل على مطالبة إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني وانسحاب قواتها لحدود العام 1967 «كأساس لاتفاق السلام».

من جانبه، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليل اول من امس، إلى رفض منح الفلسطينيين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، قائلا إنه «يتعين عليهم تحقيق السلام مع إسرائيل أولاً قبل أن يحصلوا على دولتهم»، داعيا عباس إلى مفاوضات فورية في نيويورك.

وقال في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «على الفلسطينيين أن يحققوا أولاً السلام مع إسرائيل ثم يحصلون على دولتهم».

وأضاف إنه «بعد توقيع اتفاق مع الفلسطينيين، لن تكون إسرائيل الدولة الأخيرة التي ترحب بالفلسطينيين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، بل الأولى التي ترحب بها».

وأضاف: «الحقيقة هي أن إسرائيل تريد السلام مع الفلسطينيين ولكنهم يريدون دولة من دون سلام، والحقيقية هي أنكم لا يجب أن تسمحوا في حصول ذلك». وتابع: «لا نريد أن يغير الفلسطينيون الطبيعة اليهودية للدولة ونريدهم أن يتخلوا عن حلم غمر إسرائيل بمليونيّ فلسطيني».

ووصف رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية خطاب نتنياهو بأنه «متعجرف وتسويق للرواية الكاذبة».

في المقابل، يعقد مجلس الامن غدا، جلسة لمناقشة الطلب الفلسطيني بالحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة في تطور سريع وغير معتاد بالمقارنة بالايقاع الطبيعي للامم المتحدة.

وقال نواف سلام، رئيس المجلس، للصحافيين إن المجلس سيبدأ المناقشات الساعة 1900 بتوقيت غرينتش الاثنين لبحث الطلب الفلسطيني الذي قدمه عباس للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والذي رفعه بدوره عقب تلقيه بساعات للمجلس.

وتباينت ردود فعل الفلسطينيين على خطاب عباس في الأمم المتحدة الذي أعلن خلاله تقديم طلب لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967.

وردد مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين تجمعوا في الساحات الرئيسة لمدن الضفة هتافات تأييد لعباس خلال وعقب كلمته التي وصفوها بالشجاعة والمتحدية «للغطرسة والصلف الإسرائيلي والأميركي».

ميدانيا، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي، امس، فلسطيني وابنته بعدما أطلقت النار على السيارة التي كانا يستقلانها شرق بيت لحم.

 

النص الحرفي لطلب انضمام

«دولة فلسطين» إلى الأمم المتحدة



نيويورك (الامم المتحدة) - ا ف ب - في ما يلي نص الرسالة الفلسطينية لطلب الانضمام الى الامم المتحدة، التي سلمت الجمعة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كما نشرتها المنظمة الدولية:

«سعادتكم،

«يشرفني باسم الشعب الفلسطيني ان اقدم هذا الطلب من دولة فلسطين لانضمامها الى الامم المتحدة.

«يقدم طلب الانضمام هذا على اساس الحقوق الطبيعية والقانونية والتاريخية للشعب الفلسطيني ويستند الى قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 181 الصادر في 29 نوفمبر 1947 واعلان استقلال دولة فلسطين في 15 نوفمبر 1988 واعتراف الجمعية العامة بهذا الاعلان في القرار 43/ 177 الصادر في 15 ديسمبر 1988.

«وفي هذا الاطار، تعلن دولة فلسطين التزامها العمل من اجل تحقيق حل عادل ودائم وشامل للنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني يعتمد على رؤية دولتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامان، التي وافق عليها مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة والاسرة الدولية وكل القرارات ذات الصلة التي اصدرتها الامم المتحدة. «وبهدف تقديم طلب قبول العضوية، ارفق بالرسالة اعلان وضع طبقا للقاعدة 58 من القواعد الاجرائية الموقتة لمجلس الامن الدولي والقاعدة 134 من القواعد الاجرائية للجمعية العامة.

«اطلب منكم بامتنان تسليم رسالة طلب الانضمام هذه والاعلان الى رئيسي مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة في اقرب وقت ممكن.

محمود عباس

«رئيس دولة فلسطين»

«رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية».

 

مصر: سنبذل كل جهودنا لتحقيق

دعم دولي للطلب الفلسطيني




 القاهرة - «الراي»



رحبت مصر بطلب انضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة.

وقال وزير الخارجية محمد عمرو، ان «مصر ترحب بهذا المسعى وستواصل بذل كل جهودها من اجل تحقيق دعم دولي» للطلب الفلسطيني. واضاف ان «مصر تعتبر هذا الطلب حقا مشروعا بعد نضال الشعب الفلسطيني».



الجيش الإسرائيلي في حال تأهب

على الحدود المصرية




القدس - ا ف ب - وضعت الوحدات الاسرائيلية المنتشرة في جنوب البلاد على طول الحدود المصرية «في حال التأهب المشددة» مساء الجمعة خشية وقوع «هجوم ارهابي».

وقالت الناطقة العسكرية الاسرائيلية اللفتنانت كولونيل افيتال لايبوفيتز للصحافيين «عززنا حال التأهب اثر ورود معلومات حول هجوم ارهابي جديد بعد هجوم 18 اغسطس» في جنوب اسرائيل.