فوزية سالم الصباح / كوميديا شد الشعر

1 يناير 1970 06:53 ص
تصاعدت الدعوات للمطالبة ببدأ مسرحية الراشي والمرتشي، وما ان بدأت المسرحية المجانية، واعتلى المرتشي منصة المسرح ووقف أمام جمهوره حتى أدى دوراً كوميدياً جديداً وأسلوباً جديداً وبارعاً في التمثيل أبهر الحضور، حيث بدأ بالصراخ وشد الشعر تعبيراً عما يجول في نفسه وللفت انتباه الجمهور، والغريب في الأمر أن المرتشي شد شعره للمطالبة برحيل من أسماه بالراشي... الجمهور لم يهمه إن كان من شد شعره مرتشياً أم لا، فقد حضر ولابد من أن يجد وسيلة للاستمتاع بهذه المسرحية الكوميدية، لذلك فقد صفق بحرارة للمرتشي الذي كلما زاد التصفيق له كلما زاد من شد شعره، حتى كاد أن يفقد فروة رأسه، ولما لا إن كان «الجمهور عاوز كده» في نظر الممثل... انها المرة الأولى في تاريخ المسارح التي نرى فيها هذا النوع من كوميديا شد الشعر. لقد خدع هذا الممثل جمهوره بحركة الشعر الذكية أما زميله الممثل الأصلع فلم يجد شعرة واحدة على رأسه ليشدها وتردد في شد لحيته لذلك سرعان ما اخذ الجمهور يصرخ بوجهه «بره، بره، بره»... النقاد فسروا عملية شد الشعر كما هي حال شد وجه العجوز بعملية تجميلية حيث انها وبعد شعورها بأن أسهمها أمام الناس قد أصبحت قليلة لم تجد من وسيلة سوى شد وجهها أملاً في رفع أسهمها... إلا أن البعض الآخر من العقلاء جاؤوا بتفسير آخر وهو أن المرتشي الذي شد شعره وأخذ يقفز على خشبة المسرح والعرق يتصبب من وجهه من شدة حرارة الطقس اعتقد أن ماحصل عليه من رشوة مجرد فتات الفتات وهذا ما أثار حفيظته وغضبه.

وتبقى المسرحيات الكوميدية الهابطة تتوالى والمشاهد في النهاية هو الضحية.





فوزية سالم الصباح

محامية وكاتبة

[email protected]