الرزنامة / نكبة الغوص على اللؤلؤ

1 يناير 1970 09:45 م
نكبة الغوص من الاحداث التاريخية المعروفة في تاريخ الكويت قديما وكان لها تأثير كبير على الاقتصاد في الكويت و بلدان الخليج العربي ففي عام 1347 هجري الموافق 1928 ميلادي أخذت تجارة الغوص بالانحطاط وبعدها بسنوات كانت الطامة الكبرى والمصيبة العظمى والتى عرفت قديما باسم «نكبة الغوص» حيث ان الغوص آنذاك هو مصدر الرزق الوحيد لأهلنا قديما وبعد حلول النكبة ضاقت السبل أمام الطواشين والنواخذة والغواصين آنذاك وتعود أسباب النكبة الى:
1- ظهور اللؤلؤ الصناعي الياباني : كان لظهور اللؤلؤ الصناعي الياباني ومنافسته للؤلؤ الطبيعي لرخص ثمنه وتناسق شكله الاثر الكبير في تراجع تجارة اللؤلؤ الطبيعي فكان اللؤلؤ الصناعي بمثابة الشبح الذي اقلق مضاجع الطواشين والنواخذة والغواصين آنذاك.
2- الغش في تجارة اللؤلؤ : قيام ضعاف النفوس من تجار اللؤلؤ بخلط اللؤلؤ الصناعي باللؤلؤ الطبيعي.
3- الحرب العالمية : حدوث الحرب العالمية وحصول الضائقة المالية الشديدة آنذاك حيث انصرف الناس عن اقتناء الكماليات ومنها اللؤلؤ.
4- كثرة العرض وقلة الطلب :كانت الكمية المستخرجة من اللؤلؤ الطبيعي كبيرة مقارنة بالطلب عليه حيث قلت قيمته الشرائية.
5- التنسيق بين تجار اللؤلؤ : عدم وجود تنسيق بين التجار وعدم اتفاقهم على سياسة معينة لبيع اللؤلؤ.
تأثير النكبة : عانى الكثير من الطواشين والغواصين المتاعب بعد كساد اللؤلؤ حيث أناخ الدهر عليهم بكلله فطحن طحن الرحى بثقالها،زاد على ذلك أنه لا توجد أعمال اخرى يعمل بها أهلنا قديما وكان أكثر سكان الكويت تأثرا بالنكبة هم سكان الحي الشرقي حيث كان أكثر الطواشين والغواصين من سكان الحي الشرقي وقليل منهم من سلم من «نكبة الغوص» حيث قام بعضهم بالتحول إلي مهنة السفر الشراعي وهذه بعض من العوائل التي سلمت من نكبة الغوص:
1- عائلة القضيبي.
2- عائلة النجدي.
3- عائلة الفضالة.
4- عائلة العصفور ( شرق).
5- عائلة الفهد النواخذة.
6- عائلة المباركي.
ظهور النفط
وبعد هذه النكبة وهب الله تعالى دول الخليج العربي النفط الذي غيّر مجرى الحياة كثيرا فيها ونلاحظ هنا أن ثروة الغوص على اللؤلؤ مشاعة للجميع، إلا أن ثروة النفط ملك للدولة وهي تصرف على أفراد الشعب وتعوضهم خسارتهم بسبب نكبة الغوص عن طريق التثمين وتوفير فرص العمل في الوزارات حيث الوظائف المريحة والرواتب الشهرية المضمونة ومن ذلك اتضـــح لنـا أن الغـوص يشكــل أهمـية اقتصادية كبرى قديما ونهايته شكلت نكبة اقتصادية أكبر على الكويت قديما، إلا أن النفط استطاع أن يعيد الازدهار للوضع الاقتصادي ويطوره إلى أقصى الدرجات حتى وصل إلى ما نحن عليه في وقتنا الحالي من رفاهية.
هذه نبذة قصيرة عن نكبة الغوص وأسباب تدهورها في الكويت وبلدان الخليج قديما و تأثيرها على أهل الكويت قديما الى أن من الله على أهل الكويت وبلدان الخليج بنعمة من نعمه وهي النفط التي جعلت بلدان الخليج جنة يقصدها الكثيرون بعد ان كان أهلها يذهبون لأقاصي الأرض طلبا للرزق وكل شيء له نهاية وداوم الحال من المحال.
(من كتاب تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي الجزء الثاني
سيف الشملان).