خالد عيد العنزي / الملاس / الصليبخات والوصفة «الباقرية» في الهوشة اللندنية!

1 يناير 1970 01:07 ص

«ابعد عن العيب ذراع ونم»، مثل.

 ( 1 ) منذ أيام عتب علينا أحد القراء من «محبي» النائب أحمد باقر على انتقادنا له، وعلق اننا متحاملون على باقر ومتربصون به، ومع احترامنا لرأي القارئ الكريم فإن محبي وأنصار باقر هم «قلائل» أصلاً، ونحيل له موضوع «هوشة» النائب باقر مع النائب دعيج الشمري في لندن لنرى إن كنا نحن متحاملين على باقر أم أنه يمتلك موهبة زيادة عدد منتقديه وأعدائه حتى وهو خارج البلاد، فما حدث من هوشة لندنية تستوجب وقفة في ما جرى من ناحية والسلوك النيابي خلال المهام الخارجية!

يقال والعهدة على الراوي أن هوشة نشبت بين النائبين باقر والشمري على موضوع نقل منطقة الصليبخات من الدائرة الثانية إلى الرابعة، وهو الأمر الذي طرحه باقر مقترحاً التقدم باقتراح لتعديل قانون الانتخابات لهذا الهدف كون «الصليبخات ليست متوافقة في تركيبتها السكانية والاجتماعية مع باقي مناطق الدائرة الثانية»، وهو الأمر المستغرب كون السيد باقر ليس هو من يقرر توزيع الدوائر أولاً، وكون التوافق الاجتماعي والتركيبة السكانية موضوعين يصلحان إلى طرحهما على مستوى البلاد، وهما أكبر من أن يزج بهما على مستوى منطقة كالصليبخات أو غيرها من المناطق !

( 2 ) قد يكون مع النائب دعيج الشمري بعض الحق في اعتباره أن المحرك الأساسي وراء مقترح باقر «شبهة» مصلحة انتخابية للمذكور، وهو ما دفعه إلى طرح الموضوع، لكن من يعرف الصليبخات ودواوينها يعلم أن محبي باقر معدودون على الأصابع، وبالتالي فإن آماله بالاستفادة من نقل الصليبيخات للدائرة الرابعة مجرد سراب، والمثل يقول «حلاة الثوب رقعته منه وفيه»!

فشعبية باقر هي بالمستوى نفسه على مستوى الكويت كلها، ولن يزيد عدد الأصوات التي سيحصل عليها في الانتخابات أينما ترشح، فالمسألة متعلقة بأدائه ومواقفه خلال وجوده في مجلس الأمة والوزارة، لا أكثر من ذلك ولا أقل!

فالناس تحكم على باقر وغيره عبر تجربته، وليس انتمائه السياسي أو الاجتماعي، وإن كان باقر يعتقد بعكس ذلك فهو مخطئ، أما إن كان يظن أن الصليبخات بتركيبتها الاجتماعية ستكون سهلة الانقياد فهو مخطئ أكثر، إلا إن رهان باقر و«السلف» على حساب «خلف»!

( 3 ) أيها النائب المحترم باقر، لقد تغيّرت الأمور وزاد الوعي، الذي هو الشيء الوحيد الموزع على جميع الكويتيين بمساواة قل نظيرها، وهذا الوعي موجود في الصليبخات بالنسبة نفسها الموجود فيها في القادسية وغيرها من المناطق، وكلنا يتذكر كيف قمت خلال توليك حقيبة البلدية وقبيل تركها بفترة وجيزة بحركة ترقية وتنقلات مشبوهة انتخابياً، كون جل المستفيدين منها من أهالي القادسية، وهو ما بررته يومها بالصدفة التي هي خير من ألف ميعاد، هذا ما كان. أما الآن فلا منصب وزاري لديك لتكسب عبره أصوات صليبخاتية أو حتى قدساوية إلا من سبق ونفعته!

ونزيدك من الشعر بيتاً، إن موقفك من قضية إسقاط القروض وزيادة الرواتب، اللذين يعتبران هما عاملين حاسمين عند ناخبي مناطق غالبية أهلها من محدودي الدخل كالصليبخات وسواها، لا تتأمل منه كثيراً لئلا تصدم أكثر، فأنت لن تعود من الصليبيخات بأكثر مما عدت به من القادسية في عدد الأصوات، هذا إن لم تعد من الصليبخات بخفي حنين، لأن أهل الصليبخات يعرفون المثل القائل» الحي يحييك، والميت يزيدك غبن»!

( 4 ) بعد فشل أعضاء الوفد البرلماني في حل الخلاف المحتدم بين باقر والشمري لا نجد أمامنا إلا أن نقترح على أعضاء لجنة الصداقة من المضيفين البريطانيين الوساطة بين النائبين، وتسوية خلافهما، على الصليبيخات، الذي وصل إلى التهديد والوعيد، وهو ما يحاسب عليه القانون البريطاني، لو تُرجم الكلام للإنكليزية وفُهم، ذلك كله مع أن الإنكليز لا يعرفون شيئاً عن الصليبيخات، وقد يعتقدونها بمساحة لندن أو ويلز!

أليس من المعيب أن تنشب «هوشة» بين أعضاء وفد في لجنة للصداقة خلال زيارة إلى خارج البلاد؟ ثم ما مبرر توقيت طرح هذا المقترح «الباقري» وما مناسبته؟ وكلنا يعلم أن النائبين باقر والشمري يشتركان في كونهما من محترفي إثارة الجدل، فكم من مرة أحرج الشمري حركته الإسلامية بمواقفه وتصريحاته؟ وكم أحرج باقر نفسه وتجمعه السلفي؟ يعني، كما يقول المثل العربي، «وافق شنٌ طبقة». وآخر الكلام بالعامية: «والله عيب يا جماعة، يعني الكويت بطولها وعرضها ما كفتكم وبلندن نشرتوا غسيلنا»...

 

ماسيج

ـ يحترف النائب سعدون حماد التهديد باستجوابات يقدمها غيره، وآخر «البروباغندا» تهديد لوزير الصحة متعلق بموضوع العلاج بالخارج، والله زمان يا سعدون!

ـ أحالت وزارة التجارة أصحاب 367 سلعة إلى النيابة، ومع ذلك بقيت زيادة الأسعار قائمة، وحتى المطاعم رفعت أسعارها، أفتونا يا تجارة و«التجارة شطارة»!

ـ فتح النائب الصانع ملف التجاوزات في «الموانئ» وتوعده بخيارات مؤلمة بحق المحيلبي مو كأنه تصريح أميركي بمصطلحاته؟

ـ الملف الذي فتحته «الراي» عن التجاوزات بالأدلة الجنائية خطير جداً، فهل ستفتح الملف يا وزير الداخلية؟

ـ أحد أبناء الأسرة ضرب مثالاً يحتذى فأزال مخالفاته بنفسه قبل أن تزيلها البلدية، لقد رفع عن نفسه وعن البلدية الحرج، والله يكثر من أمثاله!

ـ بعض النواب من مهددي وزير الشؤون بالاستجواب على خلفية الملف الرياضي هم ممن سكت دهراً ونطق كفراً، ثم أليس الأحرى بالإسلاميين أن يبتعدوا عن الرياضة التي تلهي عن العبادة، حسب النائب دعيج الشمري؟


خالد عيد العنزي


كاتب وصحافي كويتي

[email protected]