مريم ويومها في جامعة الكويت

1 يناير 1970 11:11 ص
| شيماء راشد عبدالله |

مريم من الطلبة المتفوقين التي قبلت أخيرا في جامعة الكويت، حيث سمحت لها نسبتها بدخول الكلية التي طالما حلمت بها، وها هي في يومها الدراسي الاول تخطط لاستقبال عامها الدراسي بكل نشاط وجدية ولكن سرعان ما خابت آمالها حيث اوقفتها مجموعة من البنات بادعاء انهن يريدن توصيلها لباب قاعة المحاضرة وبينما هن في الطريق دار حديث حول مستقبلها وما تخطط له واشادت دليلتها بذلك داعية لها بالتوفيق واستعدادها لتوفير لها المذكرات والكتب التي تساعدها في تحقيق ذلك وحرصت مريم على التواصل معها بحيث تعطيها الكتب والاوراق في الساحة المقابلة للاقتراع، وعندما خرجت مريم من محاضرتها استقبلتها مجموعة اخرى من الطالبات يسألونها عن يومها الدراسي واذا كانت تحتاج الى مساعدة، حيث استغربت مريم مدى الاهتمام والتدليل الذي تحصل عليه، وعندما ذكرت مريم عن مستقبلها الدراسي وان من اشاد عليه وعلى تخصصها، رفضتها المجموعة الثانية رفضا تاما وذكرت بانه تخصص غير مطلوب وفاشل ولا يوجد به دعم عماله وكادر وان دكاترة هذا القسم من التخصص ليسوا من النوع المتساهل والخ والخ من الاسباب والحجج، وتمت مريم تتنقل في اسبوعها الاول بين آراء مختلفة من شخص لآخر الى ان أعلنت مريم تحويلها الى جامعة اخرى خارج الكويت.

قصة مريم انتهت بسلام ونهاية سعيدة ولكن قصص الكثير من الطلبة لم تنته نفس النهاية، ومن اسبابها حسب وجهة نظري الانتخابات الجامعية التي تعتبر الحدث الكبير المهم في حياة الطالب الجامعي، هذه الانتخابات التي تقام في بداية الفصل الدراسي الاول من السنة الدراسية والتي تستهدف شريحة الطلبة المستجدين بشكل اكبر كونهم المستفيدين منها فقط لا غير، وهذا ما يتنافي مع الهدف الاسمى منها، فالانتخابات لدينا في جامعة الكويت مع احترامي الشديد فاشلة بكل المقاييس ولاسباب عديدة، منها ان الانتخابات تخلت عن هدفها الاساسي وهو خدمه الطالب واصبح نزاع بين القوائم على خطف الطالب، فهي تسعى بكل المقاييس الى خدمته بشكل خيالي وذلك ليصوت للقائمة التي تخدمه فقط لا غير، السبب الثاني هو ان في بداية الانتخابات في السابق كانت تركز على الطالب اجمالا ورفع الظلم عنه وتعاون القوائم مع بعضها البعض لدعم دورهم في ذلك أما الان فنحن في حاجة ماسة لقائمة لتحمي ادارة الجامعة من القوائم بحد ذاتها. فالقوائم تتصارع في ما بينها مبينة ان القائمة الاخرى على خطأ وانها صحيحة بينما الطالب يقف موقف المتفرج، غير ذلك فان الطالب وايضا القائمة لا توجد لديهم ثقافة بالحدود العامة للانتخابات ودور كل طرف منهم فالقائمة لها دور معين تستطيع به ان تدافع عن الطالب وليس بقدرتها عمل المستحيل له او حتى القيام بدوره وايضا للطالب حد معين في طلب المساعدة من القائمة، فللاسف الشديد حصلت امامي مواقف كثيرة تدل على اتكالية الطالب على قائمته حتى اخاف ان يأتي يوم يقوم احد من طلبة القوائم بالانابة عن الطالب الجامعي في حل الاختبار، هذا وبخلاف الطائفية التي اصبحت تتدخل حتى في الانتخابات الجامعية فأصبح لكل قائمة توجهه سياسي قبلي.

الانظمة الانتخابية لا خلاف عليها وليس بها اي مشكلة، المشكلة توجد فينا نحن، نحن من يجب عليه التحلي بروح الديموقراطية والتعاون والابتعاد كل البعد عن التكتلية والطائفية فكل شخص به ايجابيات وسلبيات ولا يوجد شخص كامل، فما بالكم بقائمة انتخابية تجمع المئات من الاشخاص يجب ان تكون هناك مرونة وتقبل للاخطاء للاستفادة منها، فمن يدعي بانه شخص كامل لا يخطأ ولا يوجد به عيوب فانه يكذب على نفسه قبل الناس، يجب ان يحصل هناك توعية للطلبة والقوائم بالانتخابات والدور والحدود التي تقع على كلتبهما، فالانتخابات الجامعية ليست لعبة او مباراة يوجد بها خاسر ورابح، انما هي رسالة يتم تناقلها من جيل الى اخر بهدف جدا راق واسمي وحضاري ينبع عن ثقافة شخص يطلق عليه بجامعي متعلم، فالانتخابات ليست مجرد تصويت وتضييع وقت، انما هي تمهيدية اكثر للانتخابات المقبلة في مجلس الامة والمجلس البلدي، لذلك يجب ان تكون الخطوة الاولى صحيحة حتى يترتب على ذلك اصلاح الوضع في الانتخابات المقبلة في حياة كل شخص واختصرها بقول «ما يبنى على باطل فهو باطل».

 

جامعة الكويت كلية التربية