د. وائل الحساوي / نسمات / صح النوم يا كويت!

1 يناير 1970 01:32 ص
في بداية شهر مايو 2005 اضطر رئيس مجلس الامة الى تعليق مشروع مشاركة المرأة الكويتية في انتخاب المجلس البلدي حيث كانت نتيجة التصويت 29 مؤيدا (من ضمنهم الحكومة) و29 ممتنعا وعضوان رفضا المشروع. وفي تاريخ 16 مايو 2005 صوت مجلس الامة على مشروع قانون حق المرأة في الانتخاب والترشيح لعضوية مجلس الأمة فنال موافقة 35 نائبا ورفض 23 نائبا وامتناع عضو واحد.

وقد تكلم الكثيرون عن الرشاوى التي دفعتها الحكومة آنذاك لبعض النواب للتصويت للمشروع الحكومي، والتي تناقلها البعض من النواب لزملائهم، احدهم اصر على ان تقسط الحكومة دفعة المليون دينار الى عشر دفعات حتى لا تتم ملاحظتها.

فالمجلس البلدي الذي يعتقد الكثيرون بأن مشاركة المرأة فيه ليس فيه محظور شرعي قد شهد ذلك الرفض الكبير بينما مجلس الامة الذي تكلم معظم النواب عن رفض مشاركة المرأة فيه لأسباب شرعية واجتماعية تغيرت قناعاتهم ما بين يوم وليلة، وللأسف ان القوى الوطنية التي تتشدق بالدستور والنزاهة والشفافية قد اعتبرت يوم 16 مايو عيدا كبيرا وانتصارا للحقوق واغمضت عينها عن جريمة واضحة سقط فيها الشعب الكويتي عندما لم يطلب التحقيق في الرشاوى التي تم دفعها من اجل ذلك التصويت، بل ان النائب د. احمد الربعي - رحمه الله - قد كتب في جريدة الشرق الاوسط اللندنية «الحكومة الكويتية التي كان الليبراليون يتهمونها بعدم الجدية في قضية حقوق النساء، اثبتت ان لديها اغلبية برلمانية مريحة اذا قررت وحسمت امرها، فقد استطاعت اختراق كل الكتل السياسية بما فيها الاسلامية والقبلية لإقرار القانون».

لقد ذكرت قانون المرأة كمثال على عشرات الحالات التي قررت فيها الحكومة وحسمت امرها كما ذكر النائب الربعي! واخترقت المجلس! فلماذا الصراخ اليوم على ما يسمى بالارصدة المليونية لبعض النواب واين كان الشعب والقوى الوطنية ونواب المجلس من الاختراقات السابقة بل اين كانوا من الرشاوى الانتخابية التي تحدث عنها الجميع وتحدث نهارا جهارا في المقرات الانتخابية واين هم من رشاوى العلاج في الخارج ورشاوى توزيع الجواخير والاسطبلات والعقود المليونية والمناقصات، بل واين هم من التعيينات في اهم مرافق الدولة التي تنتهج سياسة (هذا ولدنا) وتضرب بالكفاءة عرض الحائط؟! بل اين هم من سياسة الاعلام الفاسد الذي نما في السنوات الاخيرة كعيش الغراب وانفقت عليه الحكومة الملايين من اموال الشعب ليقوم بالنفخ في تغذية الكراهية في المجتمع وفي ضرب الرموز الوطنية وفي الفرز القبلي والطائفي وتخوين فئات من المجتمع؟!

انا لا اقلل من حجم كارثة الارصدة المليونية التي يناقشها الجميع اليوم وتأثيرها المدمر على المجتمع ولكني اقول: صح النوم يا شعبنا الآن فقط علمتم بأن هنالك رشاوى في البلد وأمنه تهدد بزوال مستقبل الكويت لو استمرت على ما هي عليه؟!

يقول الشاعر:

من يهن يسهل الهوان عليه

وما لجرح بميت إيلام

وللحديث بقية باذن الله.





د. وائل الحساوي

[email protected]